الرئيس العليمي يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الامريكي بمناسبة العيد الوطني
الإرياني: اعتقال عنصر حوثي في ألمانيا يؤكد التوجه الدولي لتصنيف المليشبا منظمة إرهابية وملاحقة عناصرها حول العالم
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الالماني بمناسبة العيد الوطني
اجتماعات "البنك الإسلامي للتنمية"..توقيع أكثر من 70 اتفاقية بقيمة 5 مليار دولار
التضخم الأساسي في اليابان يرتفع إلى أعلى مستوى في عامين
الإرياني يدين جريمة "صرف" ويطالب بتصنيف مليشيا الحوثيين منظمة ارهابية دولية
علماء يبتكرون عدسات لاصقة.. تمنح "رؤية فائقة"
للحجاج المصابين بالسكري..خطوات لتفادي المضاعفات الصحية أثناء أداء المناسك
خادم الحرمين الشريفين يوجه باستضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة
اليمن يؤكد أهمية تعزيز التعاون وتبادل المعلومات لمواجهة التهديدات المرتبطة بالملاحة البحرية
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
كل الأشياء الكبرى تولد في صمت..
ولهذا كان صوت الرئيس هادئًا، قالها أمام الميكرفون، واقفًا، في خطاب مباشر، لم يتوسل التصفيق، تحدث مثل راهب يفتح تابوتًا، وبداخل ذلك التابوت: الجمهورية، الوطن، عُمره، عُمرنا، خيبتنا، وبقايا الضوء.
يداه على الطاولة، عيناه تنظران دون مكر. خرجت الكلمات منه كأنما تنفس بها من صدره، وتلا البيان في مناسبة اليوم الوطني لتحقيق الوحدة اليمنية، فكان الجنوب اليمني في بادئ القول حاضرًا، تحدّث عنهم بصدق نوايا، ووضع النقاط أمام الأعين التي تحاول التفسير المعقد، حاملة معها عُقد السنين، والإرباك الكبير الذي لم يكن جيدًا.
قال إن الجنوب جوهر، ليس هامشيًا. إنه وطن كبير وشريك، لا تابعًا. لم يضعها الرئيس كمنةٍ في نص، كانت نواة لعدل مؤجل. أراد للناس أن يفهموا ويعوا. قبل أسابيع قلت له: شُكرًا، أجاب: لا تشكرني، هذا حقك.
في خطابه العظيم في مناسبتين عظيمتين بالنسبة لي: الأولى أني ولدت في يوم إعلان الوحدة، ولكن قبلها بعشرة أعوام.، كان الرئيس الدكتور رشاد العليمي حريصًا على أن لا يجعل من الوحدة شبحًا، فنادى من على شرفة الضوء ليسمعه الناس، وأراد لميزان العدالة ألا يتحول إلى ديكور، ومن السياسة أن تبقى تعددية مُصانة واضحة وفاعلة، لا زينة يُجمِل بها الحاكم طغيانه.
ثلاثة شروط قالها:
جمهورية لا تُختطف.
تعددية لا تُكمم.
وحدة لا تُستعبد.
.. إنها شروط الخلاص.
وبطبيعة الحال، فالحاكم الحقيقي مثل رشاد العليمي لا يريد أن يكون وحده، مستأثرًا بالقرار، والحديث، يعرف جيدًا أن الطغيان يكمن في إعجاب الحاكم بمواهبه، وأن ذلك يعني حتمًا نهاية السُلطة، وانحدار الدولة إلى الأسفل، فمن وراءه كان ثمة نشاط محموم لصياغة حكيمة تجلت في خطاب عيد الوحدة، وكان بالطبع يرشدهم، ويناقش، يضع الملاحظات، ويأتي بالحكماء الذين عرفهم خلال سنيّ عُمره وخبرته الطويلة في السُلطة وزيرًا ومديرًا ومستشارًا وسياسيًا حتى تأكد أن الصوت لم يخرج وحده. خلفه أعمارُ رجال جُلدوا بالحكمة، جفّت دموعهم قبل أن تجفّ أقلامهم. فما عرفته أن الخطاب لم يُكتب في ليلة. لم يُدبّج بنفاق المرائين. تمخض من قلب تجارب طويلة، من طعنات الأصدقاء، من صمت القرى، وضجيج المدن، من حلم تهشم في دهاليز السياسة والإدارة.
في يوم مولدي، استمعت إليه.
شعرت أنني لست الوحيد الذي بلغ الخامسة والأربعين. الجمهورية أيضًا بلغت هذا العمر. التعب في مفاصلها يشبه التعب في جسدي. التشققات التي تخترق جبينها تشبه خطوط الزمن على راحتي.
وفي أعماقي، بدأ طوفان بالتشكل، وكنت حذرًا، لا أريد الكتابة بدافع الثناء، غير أني أسير دومًا للكلمات الطيبة، وقد أردت بشدة أن أكتب لأن الوطن، حين يتكلم بصدق، يصير دينًا.
وشرعية بلا صوت الحق، شرك.
وأي أمر خارج القانون، يصبح خيانة.
ومن أراد أن يشقّ السفينة، فلينزل منها، فلا يخرقها ونحن على ظهرنا.
نحتاج أن نُحيل هذا الخطاب إلى نقاش داخلي، وهيئة التشاور يجب أن تلتقط هذا الأمر، وتناقشه، ليصبح جزءً من أدبيات الحركة الوطنية ومرجعياته.
.. وإلى لقاء يتجدد