وزير الخارجية يصل نيويورك للمشاركة في مؤتمر دولي أممي حول تسوية القضية الفلسطينية
تدشين المشروع الطبي التطوعي للجراحات العامة بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن
نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي
تدشين برنامج تدريبي لـ150 موظفاً بمأرب في الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب
لقاء تشاوري بعدن يناقش المرحلة الثانية من مشروع سبل العيش الريفي
اختتام البرامج التطوعية لمركز الملك سلمان للإغاثة في عدن
صندوق النظافة بمأرب يدشن المرحلة الثالثة من مشروع التشجير وزيادة المسطحات الخضراء
وزارة الزراعة تناقش مع البنك الدولي تنفيذ مشاريع في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية
المحرّمي يناقش مع الوزير باذيب استراتيجية تطوير الأداء المؤسسي في قطاعي التخطيط والاتصالات
وكيل محافظة مأرب الفاطمي يدشن مشروع تدريب الشباب على الرخصة الدولية للحاسوب
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
كان لا بد أن يُقتل علي عبدالله صالح..
نعم، كان لا بد أن يُقتل، ليس لأن الموت حق، ولكن لأن في موته انكشاف تأخر كثيرًا، واختبار لليقين لم نكن لنبلغه إلا بالتضحية الكبرى.
كذلك قُتِل "عُثمان بن عفان" عندما أراد منع القرآن الكريم من التحريف، ولم يكن الناس ليفهموا معنى الذي يحارب لأجله، فكان لا بد من قربان صاعق ليفيق الناس من سهوتهم، ويُعرف عدو الله من حبيبه، فاحمدوا هذه التضحيات، لا تغفلوها، ولا تمرّوا عليها مرور العابرين.
احمدوها لأنكم لم تكونوا لتعرفوا، لولا أن رحل الزعيم مقتولًا، متمردًا على المتمردين، متحصنًا في صنعاء وهو يهمس: أنا الشهيد علي عبدالله صالح عفاش الحميري، حفيد سيف بن ذي يزن.
رغم أن سيف بن ذي يزن، لا يروق لي.. لكن لا بأس..
فلم تكونوا لتفهموا، لولا أن جثته غُدرت، ومورس على جسده الميت التشويه، ووجهه المضمخ بالتاريخ طُمس فوق إسفلت الخيانة.
مَن منكم كان يعرف ما هي السُلالية؟
مَن منكم كان يعرف أنَّ العفافيش لم يكونوا اسمًا على حزب، بل شطرًا من وطن داخل وطن، يحملون مشروعًا وطنيًا وإن كرهتموه؟
قسم من المؤتمر الشعبي العام كان علي عبدالله صالح، لا المؤتمر. وقسمٌ آخر كان المؤتمر بلا علي.
حتى العفافيش أنفسهم، شُتتوا. طعنهم من ظنّوا أنه حليف. استخدمهم السلالي والمناطقي كأدوات ثم تخلص منهم حين علا الصوت ونفد الصبر.
لولا خيانة الحوثيين لعبدربه منصور هادي، لما أدرك الرجل معنى السلالية، وقد قالها في إحدى الجلسات حين خاطب علي محسن الأحمر: الآن فقط عرفت خبثهم.. لا يشبهون الذين عندنا.. فقلت له: بل يشبهونهم يا فخامة الرئيس، ولكن الذين عندكم بلا سلاح وبلا نص.
احمدوا ما حدث.. شكرًا للخوثيين على ما فعلتموه.. على قتلكم، على تفجيركم، على أحقادكم، على تعبيدكم لمن هم تحت سيطرتكم، على خبثكم ونفاقكم، على كل الوجوه "المتعلمة" منكم الذين كشفتم عمقهم الخبيث وباطنهم اللعين.
فلولا انقلاب 2014، لما عرف الإصلاح من خانه. ولولا جامع النهدين في 2011، لما أدركتم أن الجمهورية كانت تتهاوى بينما أنتم تصرخون باسم الحرية، ولولا خيانات 2017، لما سقط القناع عن الوجوه، ولا ذاب السكر عن الألسن.. لم تكن كل تلك الأحداث عبثًا، كانت نقاط التحول في وعي أمة.
منذ 2011، و"سلسلة الخيانات" تنفك حلقتها بعد أخرى، لم نكن نفهم، كنا نظن العدو في جيراننا، في شركائنا، في خصومنا السياسيين. ولم نكن نرى أن الخنجر في الخاصرة جاءنا من تحت عباءة الإمامة القديمة، تلك التي عرفناها فقط حين ذبحوا الجمهورية بيدنا نحن، لا بيد أعدائنا.
ليس الأمر اليوم مؤتمرًا أو إصلاحًا أو اشتراكيًا أو سلفيًا. لم يعد يهم الاسم أو اللون أو الشعار. ما يهم هو: هل أنت يمني أم لا؟ هل تحترم شريكك في الأرض، في المواطنة، في المصير؟ هل ترى أن اليمن للجميع؟ أم لخمسة عيون في صعدة وعمامة في ضحيان؟
يا سادة، موت الزعيم صالح أكبر من مجرد اغتيال سياسي. كان ثمنًا باهظًا كي ندرك من نحن، ومَن عدونا الحقيقي.
كان لازمًا استشهاده، كي تتوقفوا عن تسليم آذانكم لجلساء الليل، ولأبواق الواتساب، ولمقاهي الخراب الوطني.
كلكم أخطأتم.
كلكم تهاونتم.
كلكم استسلمتم للرواية الأقرب، والأكثر شُهرة، دون أن تُمعنوا في أقدارها وتفاصيلها.
اليوم فقط نعود، نراجع، نعتذر من الجمهورية، من دماء الشهداء، ومن أولئك الذين سبقونا بالثمن.
احمدوا هذه التضحيات.
واحمدوا من قدّمها.
كان لا بد من الزلزال.. كي نفيق.