طارق صالح يتفقد مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي والتأهيل
مليار و850 مليون ريال إيرادات اتصالات لحج خلال 10 أشهر
وزير الخارجية السعودي ورئيس الوزراء الفلسطيني يناقشان التطورات في غزة
أوتشا: أكثر من 470 ألف حالة نزوح إلى شمال غزة منذ وقف إطلاق النار
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 68,531 شهيدا
محافظ لحج يوجه وقف أي اعتداءات على أراضي مشروع شبكة المياه
محافظ شبوة يطلع على ترتيبات انشاء أول مدينة طبية متخصصة في عتق
بن سفاع يثمن جهود الكويت في سبيل دعم السلام والإستقرار في اليمن
نائب مدير أمن شحن: حققنا نجاحات كبيرة في مواجهة التهريب والجريمة المنظمة
الوصابي يبحث مع الهجرة الدولية احتياجات المعاهد المهنية في عدن ولحج وتعز
ما عادت الخناجر مخفية في أثواب الأعداء، فعدوان الأمة قد بان، صهيوني يحتل الأرض الفلسطينية الغالية جهارًا، وصفوي ينهشها باسم الدين خديعة ودهاء.
لا جدال في أن المشروع الصهيوني يشكّل خطرًا وجوديًا على فلسطين، وعلى الأمة كلّها، بمطامعه التي تجاوزت حدود غزة والضفة، إلى تخوم مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد عبر خرائط الشرق الأوسط، حيث تُهدم بيوت غزة على ساكنيها، وتُزهق آلاف الأرواح، وتُصادر الضفة تدريجًا بوقائع استيطانية وتهجير ممنهج يروم إخراج الفلسطيني من أرضه إلى مصر والأردن.
لكن الأخطر– وهو ما يجب أن يُقال دون مواربة– أن المشروع الصفوي الإيراني، في باطنه وجوهره، أشد فتكًا وخديعة. فقد أوغل في دماء العرب، فأحرق العراق بمليون قتيل، وسحق الشام بمليون آخر، وهجّر الملايين من بيوتهم، وشوّه مدن الحضارة والتاريخ، حتى غدت الموصل وحلب وصنعاء كأن لم تغنَ بالأمس. إنه مشروع يستبطن الحقد، ويلبس قناع المذهب، ويعمل بصمت على تحويل العامة من أهل السنة إلى أتباع لطائفته، مستخدمًا الدين ستارًا لمدّ نفوذ فارسي إمبراطوري، لا علاقة له بالإسلام إلا ما يبرر الغزو والهيمنة.
في حين يظل العدو الصهيوني واضحًا في عداوته، فإن المشروع الصفوي يندسّ داخل الأمة، فيغوي، ويغسل العقول، ويصنع ولاءات طائفية تخترق الدولة ثم تسقطها. ولذلك نراه اليوم قد مدّ أذرعه من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت إلى صنعاء، مُطوِّقًا الحرمين- يحفظها الله- من الشمال والجنوب، طامعًا في مكة والمدينة، كما هو طامع في نفط الخليج وقراره السياسي.
وما يجعل الخطر الصفوي أشد، أنه يفتك بالأجساد، ويمسّ العقيدة، فيطعَنُ في القرآن، ويطعن في السنة، ويسبّ الصحابة، ويقذف أمهات المؤمنين، ويُشيع الكفر في ثوب الولاء، والخرافة في ثوب الولاية.
لكن العزاء في هذه اللحظة من التاريخ أن المشروع الكسراوي الصفوي بات في أضعف مراحله، يتآكل من داخله، ويتهاوى تحت ضربات الوعي العربي، وتراجع نفوذه في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وانكشاف وجهه الخفي أمام الشعوب. لقد بلغ هذا المشروع ذروة انحداره، وصدق قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: لا كسرى بعد كسرى.
سبحان الله! الكسراويون الجدد في طهران، الذين يرفعون راية الجمهورية الإسلامية زورًا، لا يمتون للإسلام بصلة، وهم من الإسلام براء، كما الإسلام منهم براء. هؤلاء الذين ارتدوا عباءة الدين، ما أرادوا بها إلا تمزيق الأمة، وانتزاع ريادة العرب، أحفاد الصحابة، الذين حملوا هذا الدين إلى مشارق الأرض ومغاربها.
لكن الريادة تعود، والحقّ يسترد صوته من دمشق، ويتحرّك من بيروت، ويبعث من بغداد، ويشتدُّ في صنعاء. لقد بدأت حلحلة المكر، وانكشف الزيف، وتعاظمت الكراهية ضد هذا المشروع الباطني المتغلغل، المتربص. ولن يغترّ به بعد اليوم أبناء اليمن، ولا أبناء الشام، ولا العراق، فقد استيقظت الجغرافيا العربية، واستعادت الجزيرة – من اليمن والخليج إلى الشام والعراق – وعيها وإرادتها وحقّها في القيادة.
وسيمضي هذا المشروع إلى زوال، بإذن الله، لأنه ما بُني على باطل إلا وانهار، وما استتر خلف الدين إلا وفضحه نور الحقيقة
ومن هذا المقام، حين نرى الصراع يحتدم بين طهران وتل أبيب، فلا مكان للتعاطف مع طرف دون آخر. فالأول قاتل، والثاني خائن، وكلاهما يسعى لخراب هذه الأمة. ندعو الله أن يهلك الظالمين بالظالمين، وأن يُخرج بلاد العرب والمسلمين من بينهم سالمين غانمين، منصورين غير خاسرين.
وما ربك بغافل عمّا يعملون.
* كاتب ومفكر يمني





