السعودية تدعو الحجاج للبقاء في المخيمات نهار عرفة تجنباً لأشعة الشمس
العامري يطلع على سير الأعمال في مشروع تأهيل وتطوير حقل مياه دمون بتريم
البركاني: ندرك حجم الألم الذي تعيشه تعز ونشعر بمعاناة أبنائها
ميليشيا الحوثي تقتحم منزل السياسي يحيى صلح في المحويت وتنهب محتوياته
السعودية وقطر تقدمان دعماً مالياً مشتركاً للقطاع العام في سوريا
الإرياني: المشروع الحوثي إلى زوال وتوحيد الصفوف كفيل باستعادة الدولة
المنطقة العسكرية الثانية تعلن رفع جاهزيتها القتالية وتناقش خطة عيد الأضحى
"سلمان للإغاثة" يختتم تأهيل دفعة ثانية من الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح
وزارة الداخلية توضح حقيقة تنظيم صرف مرتبات منتسبيها
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 54381 شهيدا
د. أحمد عبيد بن دغر
23 أبريل 2025
بعد شهر واحد من تحرير المكلا في 24 أبريل 2016، استأذنت الأخ الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وقد تسلمت مهام رئاسة حكومة للتو، استأذنته لزيارة المدينة التي لازالت تعيش أجواء هيمنة القاعدة بعد تحريرها، أجواء تلقي بظلالها على الوضع الأمني، وعلى مشاعر الناس.
كان ينتظرنا في مطار الريان محافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية اللواء أحمد سعيد بن بريك، وبعض مسؤولي المحافظة وكذا قائد قوة التحالف العربي الإماراتي الجنسية أبو خليفة الراشدي، وكان هذا هو الآخر قائدًا متميزًا.
كان عدد المستقبلين في المطار قليلًا، وكان القلق باديًا على الوجوه، وكان علينا أن نلتقي بشخصيات اجتماعية ومثقفين وإعلاميين ورجال دولة، كنت أرغب أن يتم اللقاء في دار الرئاسة في المكلا، لكن المحافظ وقادة الأمن فضلوا أن ينعقد اللقاء في ميناء الضبة لدواعي أمنية، كان الاطلاع على أوضاع المحافظة والميناء تمهيدًا لتصدير النفط هدفا للزيارة، كانت تلك أول زيارة لرئيس حكومة لحضرموت بعد تحرير عاصمتها.
التقينا في ميناء الضبة النفطي بشخصيات اجتماعية وازنة، أخبرتهم موافقة الرئيس على تصدير النفط وتخصيص 20٪ منه للمحافظة لأغراض تنموية، كان حديثًا مع رموز حضرموت وقادتها ذو شجون، عقدنا العزم أن نصنع نموذجًا جاذبًا للبناء والأمن في حضرموت الأرض والإنسان، شيئًا من إرادة حملناها معنا للمناطق المحررة.
في وقت لاحق وبقيادة وإدارة محافظي المحافظة المتعاقبين على إدارتها، أنجزنا معًا في سنتين ونصف ما كان متاحًا إنجازه من مشروعات التنمية في حضرموت، وكذلك فعلنا في عدن وكانت مأرب تصنع بدورها واقعًا جديدًا في قلب الصحراء. وأوفينا بوعدنا بإرسال مخصص المحافظة من مبيعات النفط بانتظام وفي شفافية عالية شهد بها الجميع، وتحدث عنها محافظ المحافظة الأخ البحسني في إحدى خطاباته.
مرت تسع سنوات بين شدٍ وجذب، ولازالت المحافظة تحلم بالاستقرار والأمن كما عرفته في سنوات وعقود سابقة، فالسلام والاستقرار في حضرموت وغيرها من مناطق اليمن، يقترن دائمًا بالدولة حضورًا وغيابًا وهيبة، وعادة في علاقة طردية لا تخلو من منغصات. تلك كانت ولازالت شيئًا من ثقافة المجتمع الحضرمي في خصوصيته. التي تشكلت في حوار طويل وتاريخ ممتد بين الأرض والإنسان في هذا الجزء الغالي من الوطن.
والخصوصية التي نتحدث عنها هنا وفي مناطق أخرى من اليمن هي المثال الذي نُعرٍّف به رؤيتنا عن الوحدة والتنوع في اليمن، ولم تكن مخرجات الحوار الوطني سوى اعترافًا واعيًا بتلك الخصوصيات وذلك التنوع، وتقدمًا ملحوظًا في الفكر السياسي اليمني. فتحية للمكلا وأهلها في ذكرى تحريرها، وتحية إجلال لشهداء المعركة الذين صنعوا ذلك المجد وكتبوه بدمائهم الزكية، وتحية لكل من ساهموا في صنعه من الأشقاء والأصدقاء.