الخطيئة التي أعادت ترامب: انهيار بايدن وتواطؤ الصمت الأمريكي
الأسلحة الإيرانية في اليمن: تهديد للمدنيين وجريمة ضد الإنسانية
اليمن يشدد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً جاداً إزاء انتهاكات المليشيات الحوثية وإدراجها وقياداتها ضمن قوائم العقوبات
الرئيس العليمي يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الامريكي بمناسبة العيد الوطني
الإرياني: اعتقال عنصر حوثي في ألمانيا يؤكد التوجه الدولي لتصنيف المليشبا منظمة إرهابية وملاحقة عناصرها حول العالم
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الرئيس الالماني بمناسبة العيد الوطني
اجتماعات "البنك الإسلامي للتنمية"..توقيع أكثر من 70 اتفاقية بقيمة 5 مليار دولار
التضخم الأساسي في اليابان يرتفع إلى أعلى مستوى في عامين
الإرياني يدين جريمة "صرف" ويطالب بتصنيف مليشيا الحوثيين منظمة ارهابية دولية
علماء يبتكرون عدسات لاصقة.. تمنح "رؤية فائقة"
- رئيس مجلس الشورى
لن تتكرر ظروف الستينات التي تخلقت في رحمها ثورتي سبتمبر وأكتوبر رغم اختلاف الواقع وطبائع الاستبداد في بيئتيهما، لقد جرت مياه كثيرة في نهر الحياة، لكن بقي هناك على أرض اليمن شعب تتوارث أجياله روح المقاومة، وتسكن وعيه قيم الحرية، سبتمبر وأكتوبر ثورتان مفصليتان في تاريخنا الحديث والمعاصر، ترسمان ملامح الحاضر وسمات المستقبل.
في شماله كان الشعب اليمني يثور رافضًا أعتى الأنظمة الثيوقراطية الكهنوتية في تاريخ الأمة، أكثرها تخلفًا ودموية، فكانت ثورة سبتمبر، وفي جنوبه قاوم الشعب اليمني بشراسة أعتى النظم الاستعمارية، وأشدها بطشًا، سلمًا فلم يحقق هدفه في الحرية والاستقلال، فكانت ثورة أكتوبر.
بعد أيام سنحتفل بالذكرى الستين لثورة أكتوبر، الثورة التي قوضت ماعرف في التاريخ الاستعماري بسياسة شرق السويس، وكانت عدن ركيزتها وقاعدتها بعد رحيل البريطانيين من مصر. كانت هي آخر المواجهات العربية الكبرى مع المستعمرين في العالم العربي إذا استثنيناء القضية المركزية.
بانتصار ثورة أكتوبر أدرك البريطانيون أنهم مضطرون بل مرغمون على إسدال الستار على تلك المرحلة بمفاهيمها السياسية، والرحيل عن الجنوب اليمني. أدركوا أنهم يحتاجون إلى سياسات مختلفة، تعطيهم النفوذ ذاته والمصالح ذاتها دونما الحاجة لمواجهة عسكرية مباشرة مع شعوب المنطقة.
حينها كان ثوار الجبهة القومية ومعهم كل القوى الوطنية يصنعون تاريخًا مختلفًا لليمن وللمنطقة ويعطونه وجهة أخرى، ومسارًا مختلفًا عما أراد له المستعمرون الذين تشبثوا بوجودهم في مستعمرتهم عدن ومحمياتهم، لكنهم أدركوا الفشل وأدركهم. لقد تأثر اليمن وعيًا وثقافة بثورات التحرر العربية والعالمية، في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولا شك أن التأثير الأكبر جاء من ثورة يوليو المصرية.
سيقف المؤرخون والمفكرون طويلًا أمام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وما أحدثتاه من تحول في تاريخ اليمن لازالت توابعه تتوالى وتترى ولم تتوقف، فما جرى ويجري في بلادنا اليوم هو امتداد لتلك المرحلة، وذلك الصراع بجذوره الثقافية والاجتماعية، مضافًا إليه تراكمات العقود الستة الماضية من النجاح والفشل.