مأرب تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية بندوة توعوية
الإرياني يشيد بضبط الحملة الأمنية المشتركة شحنة مخدرات قرابة سواحل عميره بلحج
ضبط قارب تهريب يحمل طنًّا من المواد المخدرة في منطقة خور عميرة بلحج
سفير اليمن يلتقي رئيس الدائرة العربية والشرق أوسطية في الخارجية الاردنية
افتتاح اجتماع المائدة المستديرة حول تحديث الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه وبرنامجها الاستثماري (NWSSIP III)
تدشين توزيع أدوات المهنة للنساء المتدربات في مشروع التمكين الاقتصادي بلحج
رئيس مجلس الشورى يطلع على سير العمل في السفارة اليمنية بالأردن
الخدمة المدنية تعلن الثلاثاء إجازة رسمية بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
مصدر حكومي :يعلن علن بدء صرف المرتبات المتأخرة لموظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري
وزارة الثقافة والسياحة الصينية تسجل 888 مليون رحلة داخلية خلال عطلة اليوم الوطني
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
إنه كاتب كبير، قالها صديقي مُعلِقًا على مقال لصديق مشترك بعثه إليّ في البريد متأملًا أن يلقى المقال نصيبه من النشر، لكن الحقيقة أن "الكاتب" وضع اسمه فقط، وتكفل "شات جي بي تي" بالسرد كاملًا.
أدير موقعًا إلكترونيًا، أعبر من خلاله غابة من النصوص، تأتيني من العامة والنخبة، وكلما قرأت نصًا، ازدادت دهشتي من تطابق الأساليب.
ففي الأيام التي سبقت الذكاء الاصطناعي، كان لنا كُتابنا المفضلون الذين نتحدث عن أساليبهم المدهشة، نقرأ لهم، ونعثر على مقالاتهم، فنعرفها من جودتها ومصطلحاتها، وعبقها، كان ذلك أمر يشبه بصمة الأصابع، كل نص يحمل وجه صاحبه، وعثراته، وماضيه، وشخصيته. الآن، الكلمات تتناسل بغزارة كأنها مأخوذة من قاموس واحد، وكل إنسان يملك هاتفًا تحوّل إلى "سليمان النبي" يأمر تطبيق الشات، فيأتي بالنصوص إليه مُزيّنة ومزخرفة، قبل أن يرتد إلى الكاتب الجديد طرفه، إنه عمل لا يعرف التعب.
على المؤسسات الصحافية العريقة تلمس موضع الخلل، وايقاف الغزو، قبل أن نفقد كُتابنا الحقيقيين، مدارسهم وأساليبهم، وطرائقهم الماتعة في السرد، علينا منع عمليات الولادة الصناعية لآلاف الكتّاب الذين تزايدوا فجأة، كأنهم وُلدوا من شرارة واحدة، لأب واحد يدعى: سام والتمان
ما دفعني للكتابة، أنّي تصفحت صحفًا عريقة لن أسمّها، ونسخت مقالات كبار كُتّابها، ثم وضعتها في تطبيق خاص، مدفوع، يكشف النصوص المولّدة، فكانت النتيجة صادمة. جميعها ولِدت من رحم الذكاء الصناعي، بواسطة آلة تكتب ولا تتنفس.
شعور بارد. مربك. يطفو على السطح.
خسرت أصدقاء بسبب هذا. كانت صراحتي معهم كسرًا لحبال الود المتوتر بيننا. عندما أخبرتهم أن نصوصهم من صنع تطبيق شات جي بي تي، انقلبوا عليّ، وقررت أن ألوذ بالصمت. فالاعتذار بلا شرح أنبل وسيلة للخلاص من موجة الحظر والانفعالات.
يجب أن تُدار ورش عمل حقيقية، وعاجلة، فما من طريق أمام الصحف سوى أن تفتح عيونها جيدًا. وأن تراقب. وعليها إشعار كتّابها وقراءها أن النص القادم إليها سيخضع للفحص، للتأكد من انتمائه البشري، فقد بات النص هوية تتعرض للإنقراض.
- لن تُمحى الكِتابة إلا إذا تنازلنا عنها، وخسرنا المعركة أمام النصوص الصناعية. فكُتّاب الشات، يزحفون. مثل ياجوج وماجوج من كل فجٍ، وحدبٍ، ينسلون.
والله يستر