وزير الدفاع يلتقي محافظ محافظة ريمة في العاصمة المؤقتة عدن
العقيد الركن هادي الطميره يناقش بحث تخرّج في كلية القيادة والأركان بمصر حول التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية في اليمن
وكيل الخارجية يبحث مع السفير المصري أوضاع الجالية اليمنية في مصر
عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني يعزي قائد المنطقة العسكرية الأولى
باريس سان جيرمان يتوج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الـ13 في تاريخه
الوزير الشرجبي يوقع اتفاقية لإعادة تأهيل مصادر مياه في أبين
استشهاد 80 فلسطينيا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية
البكري يهنئ بفوز الخليفي برئاسة الاتحاد العربي للرياضات المائية
أجهزة الأمن بالمهرة تضبط مطلوبين أمنياً في جريمتي قتل عمد في عدن والحديدة
شرطة تعز تطلق المرحلة الثانية لحملة منع السلاح وتكشف عن إنجازات أمنية
شكل الاتفاق التاريخي بين الملك عبد العزيز والرئيس الامريكي روزفيلت عام ١٩٤٥ الاساس للعلاقات الامريكية السعودية ليس ذلك فحسب بل اساس للعلاقات العربية الامريكية وبحكمة ودها الملك عبد العزيز استطاع استشراف المستقبل وعقد هذا الاتفاق مع امريكا والتي لم تكن هي الدولة العظمى في العلم بل كانت بريطانيا وكان الامريكان اكثر حاجة لهذا الاتفاق من السعودية لقد شكل هذا الاتفاق نقطة تحول جذري وجعل من الخليج والجزيرة العربية قوة اقتصادية كبيرة ومؤثرة على العالم وكانت السعودية تستمد قوتها كونها دولة نفطية، واستمرت العلاقات الامريكية السعودية ثمانون عاما وقد تأرجحت بين التحالف الاستراتيجي والتوتر والفتور والتعاون المشترك.
كثير من الساسة الامريكيين اعتقدوا ان علاقة امريكا بالسعودية لم تعد ذات فائدة وبالإمكان استبدال الحليف القديم بحليف او صديق اخر خصوصا بعد احداث سبتمبر وتسليم العراق لإيران واطلاق يدها في المنطقة.
فتره عصيبة مرت بها المنطقة ابتداء من احداث سبتمبر وقد بلغت ذروتها في ٢٠١١ مع ثورة الربيع العربي وما بعدها.
وخلالها كانت المملكة أمام اختبار عسير لنظام الحكم فيها وانتقاله من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد، راهن الكثير ومنوا أنفسهم بفشل الانتقال الذي وصف فيما بعد بالانتقال السلس.
كثيرون منوا انفسهم أن هذه هي اللحظة المناسبة للإطاحة بالسعودية وتحجيم دورها فالمتغيرات الخارجية مواتية وكذلك القيادة الشابة اعتقدوا انها لا تمتلك الخبرة الكافية لإدارة الصراع والتخلص من الضغوطات.
في خضم هذه الاعاصير خرج الامير محمد بن سلمان الشاب وهو يتحدث عن رؤيته ٢٠٣٠ والتي اساسها تعدد مصادر الايرادات وتقليل الاعتماد على النفط، تحدث عن شرق اوسط جديد وانه سيكون أوروبا القادمة كلام لم يكن يفهمة الكثيرين وفهمة البعض على انه للاستهلاك الداخلي لكنه كما يبدوا كان ينظر بنظرة استشارفيه كنظرة جده عبد العزيز.
مضى بخطى ثابته وعين مبصره واستطاع ان يحدث تحولا جذريا داخل المملكة جعل منها ورشة عمل وبناء لا تنام اخرج الجميع الى سوق العمل والانتاج لا مكان للاتكاليين سن قوانين وانظمة جاذبة للاستثمار لكبرى الشركات العالمية، من يزور المملكة خلال فترات متباعدة سيدرك حجم التطور الذي حدث خلال السنوات الماضية.
على الصعيد الخارجي انتهج سياسة متوازنه قائمة على الاحترام المتبادل واحترام والاستقلالية في القرارات والندية في التعامل وحق الشعوب في العيش الكريم واستطاع تفكيك منظومة الالغام التي زُرعت حول الخليج والوطن العربي بشكل عام فكانت السعودية موجودة في قلب الاحداث تضمد الجراح وتشجع على البناء والاستقرار.
حضرت السعودية في الحرب الأوكرانية كوسيط مرحب به من جميع الأطراف واختيرت الرياض لعقد اول لقاءات تفاوضية بين امريكا وروسيا.
في حرب غزة الاخيرة قادت جهود دبلوماسية راسخة بعيدا عن الضوضاء الاعلامية والخطاب الشعبوي لتثمر جهودها بالاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضوية كاملة في الامم المتحدة.
واستطاعت المملكة ان تصمد امام الابتزاز العالمي لها بأحداث الحادي عشر من سبتمبر واستطاعت الخروج منه بسلام وتصحيح الصورة التي اراد ان يرسمها اعدائها كما تخلصت من الابتزاز وتخويفها بمليشيا إرهابية هنا وهناك وكانت ذروة هذا الابتزاز استهداف منشأة ارامكو في بقيق ( والتي تعد جمجمة الاقتصاد العالمي) تخلى الجميع عنها او كادوا ان يفعلوا، استطاعت الصمود امام الضغوط الغربية الرامية الى تطبيع العلاقات مع اسرائيل بلا اي ثمن.
خلال السنوات الماضية استطاعت المملكة ان تثبت للعالم انها تمتلك القدرة والقوة والارادة الصلبة لتحقيق اهداف وتطلعات المنطقة بأكملها وبداء العالم يفهم ذلك .
من يتابع الفرق بين حديث ترامب عن السعودية خلال الفترة الرئاسية السابقة واليوم وكذا حديث ادارة بايدن يدرك حجم التحول الكبير في الخطاب الامريكي تجاه السعودية، اصبحت امريكا تنظر للسعودية كند وكدولة إقليمية قوية وقادرة على فرض رؤيتها وبإرادة صلبه وتنظر لمحمد بن سلمان كقائد يمتلك رؤية وقدرة كبيرة على التأثير ويتجلى ذلك في استجابة الرئيس الأمريكي لطلب الامير محمد بن سلمان ورفع العقوبات عن سوريا كذلك عند الحديث عن التطبيع مع اسرائيل والذي اشار انه يحلم به ويتمناه ولكنه يتركه للمملكة بحسب رغبتها وشروطها وظروفها.
يحاول البعض التقليل مما حدث مدعين انه جاء بهدف الحصول على ستمائة مليار دولار سعودي كاستثمارات في أمريكا نقول لقد قدمت بعض إحدى الدول عرض بتقديم مبلغ يوازي سبعه اضعاف هذا المبلغ وانه ستفتح ارضيها للاستثمارات الامريكية كل ذلك مقابل خطبة ود الرئيس ترامب (التاجر) حسب ما تعتقد هذه الدولة لكن كل ذلك لم يحظى باي اهتمام من قبل الإدارة الأمريكية إلا بالقدر الذي سيمكن أمريكا من تقييد تلك الدولة، والجدير ذكرة أن هذه الاموال ليست هبه ولا هدية بل هي مقابل استثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي الحاكم القادم للكون وكذا مقابل صفقات أسلحة تجعل من الملكة اكثر قوة وقدرة على التأثير.
إن ما حدث يوم ١٣ مايو الجاري يعد حدث تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة وقد جاء كثمرة لجهود سنوات من العمل الدؤوب للقيادة المملكة وولي عهدها الشاب محمد بن سلمان.
إنه تتويجا للأمير محمد بن سلمان كقائد للمنطقة وشخصية عالمية وازنة كما انه تتويج للمملكة كدولة اقليمية قائدة وهو بمثابة اعلان لميلاد الشرق الاوسط الذي وعد به محمد بن سلمان قبل سنوات، وإن هذا الميلاد الجديد للملكة والشرق الأوسط لا يمكن ان يقبل بقاء مليشيا إرهابية هنا او هناك خصوصا في خاصرة المملكة ولعل تصحيح الامير محمد بن سلمان لكلمة امير الكويت هو تصريح بان صفحة الحوثي قد طويت في اروقة متخذي القرار في المنطقة.