قتلوا حنتوس يا أبا عبيدة
الساعة 05:32 مساءً

إخوان الصدق يا أبا عبيدة قتلوا الشيخ صالح حنتوس، معلم القرآن السبعيني، الرجل الذي ظل صندوق دعم المقاومة الفلسطينية جزءً من محرابه ومنبره لأكثر من ثلاثة عقود.

‏أحرقوا داره لتعليم القرآن، قصفوا بيته، دمروا مسجده، وقتلوه، وما يزالون يحاصرون زوجته ووالدتها حتى هذه اللحظة..

‏الشيخ ‫#صالح_حنتوس‬، من أبناء منطقتي. يمتلك داراً للقرآن الكريم منذ أكثر من ثلاثة عقود، لا نتحدث عن رجل سياسي، ولا عن رجل صدام، ولا عن شخصية مثيرة للجدل، إنما نتحدث عن معلم قرآن، مصلح اجتماعي، ورجل بسيط، عاش حياته يعلم الناس كلام الله، يصلح بين الناس، ويعيش بحاله، لم يرفع سلاحاً ضد أحد.  وعلى يده تخرج آلاف الحفاظ لكتاب الله، عُرف في كل القرية، بل في كل ريمة، بأنه رجل خير، لا أكثر. 

‏لكن الحوثيين، كعادتهم، لا يطيقون أي صوت خارج تسلطهم، حتى لو كان صوت القرآن. جردوه من كل شيء.. أغلقوا الدار قبل خمس سنوات، ثم أحرقوها قبل عام.  تبقى له فقط مسجد صغير بجوار منزله، يعلم فيه أبناء المنطقة كتاب الله، بلا ضجيج، بلا مواجهة، وبلا أي نشاط سياسي أو اجتماعي يزعج أحداً. ومع ذلك، وبشكل مفاجئ، قررت الجماعة التخلص منه نهائياً. فجأة.. عشرات الأطقم العسكرية تحاصر المنزل، القذائف تنهال، الرصاص ينهمر مثل شلال قذر، البيت يتحول إلى ساحة حرب..

‏ جريمة نكراء، وعار لن يمحى، ليس فقط على من ارتكبها .. بل على كل من صمت عليها. 

لكن الأهم أن الأيام دول، وأن كل من يظن أنه قادر على أن يبيع الناس، ويشتري في أعمارهم وكرامتهم، سينال ذات يوم ما جرعه لغيره، هذه قاعدة الحياة.. لا تخطئ، لا تتأخر، ولا تعفي أحدا.