استنكار واسع لجريمة اغتيال الدكتورة وفاء المخلافي برصاص عناصر حوثية في صنعاء
تشييع جثمان الفقيد اللواء علي قائد صالح مشرح بحضور وزير الدفاع
نقاط "المكافحة"..فصل جديد من نهب ميليشيا الحوثي لممتلكات اليمنيين
أمين عام محلي المهرة يشيد بمشروع التمكين الاقتصادي لذوي الاحتياجات الخاصة
مفتاح يتفقد اعمال الصيانة والترميم لقسم الطوارئ بمستشفى مأرب العام
"آسيان" تدعو المجتمع الدولي لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة إلى 68,858 شهيدا
"تنفيذي أمانة العاصمة" يقر إقامة ثلاثة مخيمات طبية مجانية للنازحين
"مسام" يواصل تطهير اليمن من الألغام وحماية المدنيين من مخاطرها
الزنداني يشيد بمواقف قيادة مجلس التعاون الداعمة للحكومة اليمنية
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
كان الوقت ضحى..
أنا في مارب، ربما أوائل فبراير 2021، استويت على كرسي السيارة، نقر أحد الجنود النافذة الجانبية، قال لي فيما يشبه الهمس: محمد أحمد الباشا بن زبع، استشهد!
مات الفتى العزيز مدافعًا عن الجمهورية والكرامة بمواجهة عصابة الحوثي الكهنوتية. في لحظة كان المدعو محمد الزايدي، يملأ سمع الأرض وبصرها حشدًا للحوثيين، يفتي لهم، يحرّض من أجلهم، ويزهو بما يسميه "مسيرة جهادية" بحق أبناء وطنه من اليمنيين.
▪ قبل أشهر، خرج الزايدي على قناة حوثية، يتحدث بوقاحة عن فخره بالمساهمة في تجنيد المقاتلين، وبالدور "الجهادي" الذي يقوم به. ذاته الزايدي، قبل ساعات فقط، ضُبط في محافظة المهرة مهربًا إلى سلطنة عمان، بـداخل ثلاجة سمك، كأي سلعة رخيصة تُهرب سرًّا إلى الخارج، بعد أن انتهت مهمته في سفك دماء اليمنيين.
▫ وفجأة، انتشر تسجيل صوتي للأخ أحمد الباشا بن زبع، الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة مأرب، يطالب الفريق صغير بن عزيز بالتدخل للإفراج عن الزايدي!
أيها الأخ أحمد، فلنترك الألقاب، ولنتحدث بلسان الضمير:
▪ لو أن الزايدي دخل مأرب مع الحوثيين، أما كنتَ تتخيله يقتحم بيتك؟ يعتقل أبناءك؟ يستولي على أموالك، ويهجّرك من أرضك؟ أما كنت تراه وهو يقول لك: ارفع يدك واذهب لتقبل قدم عبدالملك الحوثي، فأنت مرتزق وتائب مذنب؟ أما كان سيجند أبناءك باسم "التوبة"، ويفرض عليك الولاء له ولأسياده؟
▫ هل نسيت ابنك الشهيد؟ تاهت عنك طفولته، خطوته الأولى، مدرسته، ضحكته، أصدقاءه، أيامه؟ حين سقط شهيدًا، كتبنا لك كلنا، بكيناك، عزّاك رئيس الوزراء، ورئيس البلاد، رفعنا رأسك عاليًا، لأنك قدمت بطلًا حقيقيًا.
▪ ولكن، كيف نُفاجأ اليوم وأنت تفتح بابًا لقاتل؟ الزايدي لم يقتل ابنك بيده، لكنه كان أحد عُمّال القتل، وأحد أركان التحريض، ولسان الكهنوت. ألم تسمعهم يصفون ابنك يوم استشهد بـ"المرتزق"؟! أما كفتك هذه الكلمة لتشعر بحرارة خنجر يغوص في صدرك؟
▫ أتدري ما الذي حدث لنا؟ أصبحنا نخشى على الأصوات ونغفل المبادئ. نراهن على الانتخابات ونتحاشى حرارة الدماء. هل صارت صناديق الاقتراع أثمن من تابوت الشهيد؟ أتراه سيجلب لك الزايدي صوتًا انتخابيًا أهم من روح ابنك؟
يا رجل
يا رجل
تبا لسياسة تنسينا دماءنا.
▪ نحو نصف مليون يمني سقطوا بين شهيد وقتيل في هذه الحرب. خمسة وأربعون ألف شهيد من حزب الإصلاح وحده. ماذا تعني لك هذه الأرقام؟! خمس مئة ألف بيت، أم كارثة، أم دمعة، أم صرخة لا تزال حبيسة في صدور الأمهات.
▫ قال لي وزير يمني ذات مرة: نحن شعب حق صميل!. لكنني ما عدت أفهم، هل يعني أننا تعودنا الضرب؟ أم لا نتحرك إلا إذا ضُربنا؟!
▪ أكتب إليك، وأعرف من هو أخوك الشيخ علوي الباشا بن زبع. أعرف حكمته، وصمته في المواقف الحرجة. لم يكن يومًا من الذين يبررون للقتلة، أو يقفون في صف المجرمين. كان دومًا يقول إذا باغته أمر: يا رحمن يا رحمن.
فيا يا شيخ أحمد..
تذكّر محمد
دمه
تاريخه
ضحكته
ملامحه..
ولا تعطِ القاتل فرصة للظهور على أنه إنسان.
.. والله المستعان






