وكيل قطاع الشباب يصل مأرب للإطلاع على برامج الاحتفال بأعياد سبتمبر
بيان من مجلس القيادة الرئاسي
عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي يلتقي السفيرة الفرنسية لدى اليمن
تدشين بطولة سبتمبر لكرة اليد بمدارس مأرب ضمن فعاليات الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية
وزير الخارجية يلتقي القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
الأشول يناقش مع رؤساء الغرف التجارية المستجدات الرقابية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
السفير الارياني يناقش مع رئيس مؤسسة فردرش ايبرت الالمانية تطورات الاوضاع في اليمن
الوفد الحكومي يطلع على تجربة المدرسة الحزبية في شنغهاي
وزير الخارجية يلتقي السفير الياباني لدى اليمن
وزير الخارجية يلتقي القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
*٢٦ سبتمبر.. لا إمامة ولا سلالة بعد اليوم*
د. فياض النعمان
لم تكن ثورة ٢٦ سبتمبر 1962 حدث عابر في تاريخ اليمن وانما ميلاد جديد لوطن اختار أن يتحرر من قيود الإمامة الكهنوتية التي كبّلته عقود طويلة باسم الدين وبسطوة السلالة يومها خرج اليمنيون من كل القرى والقبائل والمدن يرفعون صوتهم عاليا لا إمام بعد اليوم ولا عبودية ولا استغلال وكان ذلك الإعلان بداية مشروع وطني جمهوري يريد لليمن أن يعيش كغيره من شعوب العالم دولة مؤسسات لا دولة أفراد وطن مواطنة لا مشروع للإمام وأسرته.
لكن المفارقة أن ما واجهه اليمنيون منتصف القرن الماضي يعود اليوم بحلة جديدة تحت مسمى جماعة الحوثي وهم في حقيقتهم الأئمة الجدد الذين يكررون ذات النهج بذات الأدوات والشعارات وبنفس الخطاب المليء بالوهم والتضليل فالحوثيون لا يختلفون عن أجدادهم الأئمة في شيء كلاهما جعل من الحق الإلهي وسيلة لتسخير الناس ومن القداسة الدينية سلاح لتكميم الأفواه ومن العنف أداة لإخضاع اليمنيين.
الإمامة القديمة والحوثية المعاصرة تلتقيان في فكرة السلالة المقدسة التي ترى نفسها وصية على الناس ومالكة لقرارهم ومتحكمة في حاضرهم ومستقبلهم بالأمس كان الإمام يفرض على اليمنيين الجبايات والولاءات باسم الخراج وحق البطنين واليوم يفرض الحوثي الخمس والمجهود الحربي والزكاة المضاعفة بذات المنطق الكهنوتي كلاهما يستند إلى نصوص مؤولة وفتاوى مدفوعة الثمن لتكريس حكم السلالة وكأن اليمنيين قدر لهم أن يظلوا عبيد في وطنهم.
كما استند الأئمة على شبكة من العكفة والفقهاء المأجورين لترسيخ مشروعهم يعتمد الحوثي على مشرفين ميدانيين وثقافة الملازم لفرض ذات الوصاية بأسلوب القمع المتطابق مصادرة الحريات وإغلاق الصحف وسجن المخالفين وقتل المعارضين وتفتيت المجتمع بذرائع مذهبية ومناطقية بالأمس كانت الزوامل والمنابر وسيلة لإرهاب الناس وتخويفهم واليوم تحولت إلى صرخة وشعارات جوفاء تردد في المدارس والجامعات والمساجد لإلغاء العقل وتقديس القائد.
وعندما يقرأ اليمني تاريخ الإمامة يجد المشهد يتكرر بالحرف مجاعة واسعة وجبايات منهكة واقتصاد مدمر وتجارة محتكرة وبلاد محاصرة خلف أسوار الجهل لا فرق بين حصار صنعاء عام 1967 وبين حصار تعز منذ 2015 كلاهما وجه واحد لمشروع يكره الحياة ويقدس الموت لا فرق بين سرديات الإمام الهالك يحيى عن طاعة ولي الأمر وسرديات الارهابي عبدالملك الحوثي عن الولاية كلاهما خطاب يراد به إذلال الإنسان وتحويله إلى تابع.
ولكن ما يغيب عن وعي الأئمة الجدد هو أن اليمنيين الذين كسروا قيود الأمس قادرون على دفن مشروع اليوم فشعلة سبتمبر ما تزال حاضرة في وجدان الأجيال تتناقلها الحكايات والأناشيد والذاكرة الوطنية وسبتمبر لم يكن يوما ثورة سياسية وانما إعلان بأن اليمنيين اختاروا الحياة في وجه الموت والحرية في وجه الاستبداد والدولة في وجه العصابة.
اليوم كما الأمس يقف اليمني في قريته وجبهته ومدينته ليقول لا إمام ولا حوثي بعد اليوم فالنضال مستمر حتى إسقاط المشروع الإمامي الجديد واستعادة الدولة اليمنية التي يحلم بها كل مواطن حر فالتاريخ لا يعيد نفسه عبثا وانما يبعث برسالة واضحة اليمن لا يقبل العبودية ولن يسمح لمشاريع دخيلة أن تجهض مستقبله.
سبتمبر المجيد عنوان لمعركة مستمرة بين مشروعين مشروع الإمامة الكهنوتية القديمة والجديدة ومشروع الجمهورية الذي يتبنى الحرية والمساواة والدولة المدنية وما بينهما يظل دم اليمني ووعيه وإرادته هي الفاصلة والحاسمة لذلك سيبقى شعار اليمنيين الحياة والأمن والدولة في مواجهة الموت والجهل والكهنوت وكما سقط الإمام بالأمس سيسقط ميليشيا الحوثي اليوم وسيبقى اليمن جمهوري إلى الأبد.