وكيل حقوق الإنسان يؤكد أهمية توثيق الانتهاكات المرتبطة بتجنيد الأطفال بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي
اللواء حيدان يؤكد أهمية رفع الجاهزية الأمنية لمواجهة تصعيد مليشيات الحوثي
رئيس مجلس القيادة يشيد بالدعم الانمائي الهولندي
السفير السنيني يلتقي رئيس منظمة أكسبت انترناشونال
إتلاف أكثر من أربعة أطنان من المواد المخدرة في المهرة
توقيع اتفاقية فتح مساق الزمالة في الطب النفسي والإدمان بسيئون
محافظ حضرموت يبحث مع القائم بأعمال السفارة الصينية دعم جهود التنمية بالمحافظة
البنك المركزي يعلن عن مزاد لبيع عملة أجنبية يوم الثلاثاء القادم
اللواء بامشموس: إدارة شرطة السير أعدت برامج مميزة لأحياء الأسبوع العربي للتوعية المرورية
الأرصاد تتوقع أمطاراً بأجزاء من المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
في مطلع الألفية، حملت اليمن صور حسن نصر الله، كرمز للنصر، تجولت صوره من أقصى البلاد إلى أقصاها، مثل بطل أسطوري خرج من رماد المعارك اللبنانية لينير دروب العرب المظلمة. كان الرجل في عيون الناس حينها زعيمًا بحق، يمسك بخيوط الكرامة في وجه الطغيان، فتغنّى به الشباب وأقسمت الجموع باسمه، ربما وجدوا في سمرته المرهقة رجلاً من زمن المقاومة الحقيقي.
لكن الأعوام لا تُبقي الحقيقة على حالها، فقد تكشّف الزيف حين تحوّلت البندقية من صدور المعتدين إلى خاصرة الأمة. أربع سنوات مرت، وها هو حسن نصر الله يمد يده إلى الخوثيين في اليمن، يُبارك حروبهم الضروس على الدولة اليمانية في ست معارك دامية، جُرح فيها الوطن وتفجرت معها قلوب اليمنيين.
عشر سنوات من التخطيط، كانت السابعة منها حربًا وسط صنعاء، لتسقط العاصمة المبهورة، لا تصدق أنها ترى الرايات الصفراء تُرفرف على أسوارها. صعد حسن نصر الله، مبتسمًا، يمسح غبار المعارك عن عمامته السوداء، غير مكترث بصراخ الأمهات على جثث أبنائهن. كان ذلك هو "النصر" الذي أهداه لليمنيين الذين أحبوه يومًا، وكافأ محبتهم بتنفيذ المهمة القذرة لإيران، بعد أن غُرست خناجرها في خاصرة التاريخ اليماني.
وكما جاب خنادق الجنوب اللبناني يومًا، تخيلوا ذلك الرجل وقد دخل سوريا، يهدد بمئة ألف مقاتل، ينذر بحرب لا تُبقي ولا تذر. كان يظن أن العالم سينحني أمام رجاله المجللين باللثام، لكنه أخطأ التقدير، فقد جاءت النهاية عاصفة لا تعرف الرحمة، سحقته إسرائيل تحت آلاف الأطنان من القنابل الخارقة، حتى لم يبق من جسده إلا غبار مبعثر في الهواء.
فرحت اليمن بمقتله كفرحة الفاتحين، إذ اختفى "رستم الإيراني" على يد "مجرمين مثله". وهكذا، انتصر الواقع على أوهام العمامة السوداء، وسقط الزعيم الذي اعتقد أن النصر في الدنيا مرهون بتأييد إلهي يحيط عنقه بقداسة لا تُمس.
اليوم، تقف إيران خلف كل هؤلاء القادمين من جغرافيتها يستوطنون العرب، لتدفعهم خطوطًا دفاعية أولى في معاركها، تُلقي بهم نحو الموت بلا رحمة، فيما تظل هي آمنة بين جبالها. ففي مناطق سيطرة مرتزقتها الخوثيين في اليمن، يدفع اليمنيون المغلوبون على أمرهم فاتورة حرب لا تعنيهم، حرب تصب في مصلحة خامنئي، ولا يخرج منها الخوثيون بغير الغبار، غبار الهزيمة الذي لا يترك لهم أثرًا من مجد أو نصر.
لا عزاء لهم، أولئك الذين قاتلوا ليحملوا عباءة الفرس على أكتافهم، كأنما يرثون مجدًا ليس لهم. مثل حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، استغلتهم إيران مطايا لمشاريعها، وألقت لهم بالفتات ليحاربوا نيابة عنها، بينما تُعد نفسها معركة أخرى في مكان بعيد.
تبًا لهم حيثما كانوا ..
خسر حسن نصر الله، مجده الذي نُسج يومًا بدماء المقاومين الشرفاء، فذهب يبحث عن أمجاد جديدة في أرض لا تخصه، ليجد نفسه وقد صار بضاعة رخيصة في سوق الموت الإيراني.
وهكذا، سقطت العمامة السوداء، وسقط معها وهم الانتصار الديني، وتجلّت الحقيقة القاسية: أن النصر لا يُعطى لمن يبيع عقله في مزاد السياسة، وأن الأرض لا تحترم من يُقاتل بلا عِلم ولا هُدى ولا كتاب منير.