من سَلَّمَ صنعاء للإمامة؟
الساعة 08:39 مساءً

تمهيد لقراءة الواقع بمنهج القرآن. يقول سبحانه في كتاب وحي دينه: ﴿وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَظَلُومࣱ كَفَّارࣱ﴾ [إبراهيم ٣٤]

هكذا يصف خالق الإنسان، الإنسان الذي خلقه عندما يفقد منهج الدين ونظامه -الذي أوجده الله لتوجيه حياة الإنسان- يتحول لكائن متنكر للجميل، جميل خالقه، وجميل خلقه، فهو ظلوم لنفسه ودينه، كَفَّارٌ منكر ومغطي لِنَعَمِ خالقه التي لا تعد، ولنعم خلقه.

"ظَلُوْمٌ كَفَّار" وصف دقيق للإنسان وكثير من الناس يتصفون بهذه الصفة، وهم أكثر في عالم السياسة.

لكل بلد دستوره وقانونه، لينظم علاقة مواطنيه بمؤسساته وببعضهم، ولكل جماعة ومؤسسة نظمها ولوائحها، تنظم علاقة المنتمين لها بدوائرها وأقسامها وبعضهم.

ودين الإسلام هو دين الله الذي اختاره لعباده، كقانون ودستور ينظم الوجود والخلق، وعلاقة الناس بالله، بإيمانهم وكفرهم، وعلاقات استخلافهم بالوجود الذي سخّره لهم، وعلاقتهم ببعضهم، وعندما يعمل الإنسان على تغييب ومخالفة قانون ودستور ونظام دين الله، الذي اختاره الله له، يتحول إلى وحش بشري، ممارس للفساد في الأرض، وسافك للدماء، ويعيش في الظلمات والضنك.

وبهذا التغييب لدين الله، تختل موازين القسط في الوجود، الكوني والإنساني وعلاقاتهما، وينتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.

هجر قراءة القرآن أنتج هجر قراءة الواقع.

هجر القرآن أنتج قراءة مغلوطة وناقصة، للواقع بكل أبعاده الدينية والسياسية والثقافية، حيث نجد في الوعي الجمعي للعقل المسلم- واليمني جزء منه- قصور في القراءة، كون العقل المسلم، لم يتمكن من قراءة كتاب دين الله قراءة معاصرة، يجدد فيها استعادة الإنطلاقة التي انطلقت بها الأمة بقراءتها الأولى، في عصر الرسول عليه الصلاة والتسليم، لتصنع دورها في الاستخلاف والشهادة على الناس، هذا الهجر نَتَجَ عنه هجر قراءة الواقع وأثاره الفقهية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية فتوارت الأمة وتخلفت وأصبحت مطمعا لكل غازي.

مكر تزول منه الجبال.

وصف الله مكر أعداء الإسلام، وعلى رأسهم العدو الأول للإنسان "إبليس" بأنه يزيل الجبال، هذا المكر مورس مع دين الله الحق، في مختلف رسالات دين الإسلام، كما مورس مع دين الرسالة الخاتم، التي أتم الله بها دينه وأكمله، فاكتملت به نعمت الله على خلقه، لقد عمل هذا المكر على إيجاد دين بديل صناعة الناس، وبه تم تقسيم وتمزيق أمة دين الله الواحد، والمؤتلفة قلوبها عليه، لفرق مذهبية تكره بعضها وتقاتل وتقتل.

إن تأليف القلوب تم ويتم بدين الله وحده، ولو انفق رسول الله جميع ما في الأرض لتأليف القلوب بدون دين الله ما استطاع ذلك.

وبالعودة لدين الله تستعيد الأمة تآلف القلوب، ووحدة الصف، ودور الاستخلاف في الأرض والشهادة على الناس.

النخبة اليمنية وقراءة الواقع وأحداثه.

في قراءة الوجود الكوني والإنساني رسم المنهج القرآني قراءتان:
الأولى: قراءة الرحمن.
وهي قراءة تقوم على الحق والتقوى والعدل والقسط، وعلى صراط الله المستقيم، وعلى توحيد الأمة وعدم التفرق في الدين، دون عدوان ولا شنآن وتحديد مواقف مسبقة وغير موضوعية، أوضح الله منهجها وطرقها بآيات ذكره الحكيم بالعديد من الآيات منها قوله سبحانه:
﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام ١٥٣]
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِی شَیۡءٍۚ إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام ١٥٩]
﴿مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [الروم ٣٢]
﴿وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰ⁠نࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران ١٠٣]
﴿وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾ [آل عمران ١٠٥]
﴿….وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُوا۟ۘ وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰ⁠نِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة ٢]
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [المائدة ٨]
﴿وَلَا تَسۡتَوِی ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّیِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِی بَیۡنَكَ وَبَیۡنَهُۥ عَدَ ٰ⁠وَةࣱ كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ﴾ [فصلت ٣٤]

الثانية: قراءة الشيطان.
وهي قراءة لا تقوم على أسس المنهج الرحماني، بل على أسس المنهج الشيطاني، القائم على الأحاديّة والعنصرية، والعداوة والبغضاء، وإخراج الإنسان عن صراط الله المستقيم، وعلى الكيد والمكر، ونموذجها قراءة إبليس لأمر السجود وفسوقه عن أمر ربّه، فلقد كانت قراءته "خاطئة" قامت على العنصرية الأحادية للمشهد بين خيرية النار على الطين، وفق القراءة الإبليسية، وإغفاله لكامل مشهد السجود الذي لم يحتوي فقط على عنصر النار لإبليس وعنصر الطين لآدم، بل احتوى على الاستخلاف، والجعل، والاصطفاء، والتسوية، ونفخة الروح، وتعليم آدم الأسماء كلها، وأمر السجود، ونتج عن هذه القراءة الخاطئة والمنقوصة قرار إبليس الخطيئة القائم على العنصرية، والتي أدت إلى الفسوق والخروج من رحمة الله.

وحذرنا الله من إتباع الشيطان ومنهجه في العديد من الأيات منها:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱدۡخُلُوا۟ فِی ٱلسِّلۡمِ كَاۤفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ﴾ [البقرة ٢٠٨]
﴿ٱلشَّیۡطَـٰنُ یَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ وَٱللَّهُ یَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٦٨]
﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ وَمَن یَتَّبِعۡ خُطُوَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ﴾ [النور ٢١]
﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦]
﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَیۡهِمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ [المجادلة ١٩]

النخب اليمنية والقراءة الخاطئة.

وهذا المنهج الإبليسي بالقراءة "الخاطئة" والقرارات "الخطيئة" يقع فيه الكثير من الناس.

فلا يمكن قراءة أي حدث دون معرفة قانون ودستور دين الله، ودون الإلمام بكامل المشهد وزواياه المختلفة الصانعة له، وبدون الإلمام بالحد الأدنى من المعرفة الإنسانية، بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والاجتماع والفلسفة.

وفي هذا الإطار من القراءة "الخاطئة" وقرارتها "الخطيئة" تمت صناعة المأساة اليمنية، فبها تتم قراءة أسباب ومسببات الحرب اليمنية، وعلى رأسها تسليم العاصمة صنعاء للإمامة.

حيث تذهب الكثرة من النخب اليمنية إلى قراءة مغلوطة لهذا الحدث المنتج للحرب والصراع، هذه القراءة المغلوطة الهاجرة للمنهج الرحماني، القائم على العدل والإنصاف والقسط، والواقع تحت تأثير المكر الذي تزول منه الجبال، والقراءة الإبليسية، تقودنا إلى مشهد صناعة المآسي اليمنية عبر تاريخنا المعاصر.

وهنا نطرح السؤال من سَلَّمَ صنعاء للإمامة؟

لقد سلم صنعاء للإمامة توجهان:
الأول داخلي تمثل بما يلي:
١- الوعي الجمعي المغلوط.
هناك توجه وعي جمعي مجتمعي هاجر للقرآن ومنهجه، كما وصف الله في كتابه، به تم تغييب العقل وتسليمه لتآمر المكر الذي تزول منه الجبال، والذي جعل من آل علي آل محمد، وجعلهم مقدسين ومكانتهم فوق الدين والرسول وما خُلقَ الوجود إلا لهم ولا يقوم الدين بدونهم، هذا القبول الجمعي جعل البعض من المجتمع اليمني يقبل بالإنقلاب على الثورة والجمهورية في شهر الثور، وفي يوم تنصيب البدر إماما، ويقبل بتكفيره وحربه تحت شعار الجماعة الذي رفعته عنوانا لهويتها "حملة أشداء على الكفار" والذي اجتاحت به المحافظات اليمنية، ولولا الرئيس السابق هادي حفظه الله ودعوته لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، والمؤمنين بالثورة والجمهورية، الذي قاوموا التمدد وحرروا العديد من المحافظات من هيمنة الإمامة.

٢- القراءة الخاطئة.
هناك قراءة خاطئة للقوى والمكونات السياسية للإمامة، والقرار الخطيئة بصدقية المظلومية التي نادت بها، وتم الترحيب بميليشياتها الإرهابية والسكوت عن تحركاتها.

٣- تحالف الرئيس الأسبق.
لقد تحالف الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح رحمه الله مع مليشيا الإرهاب الإمامي، وقاده لهذا التحالف قراءته الخاطئة للمشهد، وقراره الخطيئة بالتحالف معها، بدافع استخدامهم لإضعاف خصومه وحلفائه قبل ثورة الشباب في ٢٠١١، والإنتقام من خصومه السياسيين بعدها، متجاوزاً قرار العفو العام عنه وكل من عمل معه.

٤- الطائفية والمناطقية في تكوين الجيش والأمن.
تكوين مؤسسات الجيش والأمن على الطائفية والمناطقية، وبعقيدة قتالية ولائها لشرعية الطائفة والمنطقة، وليس لشرعية الدولة والجمهورية، وحوصرت شرعيتها الوطنية والدستورية ممثلة بالرئيس السابق هادي حفظه الله وحكومته، وهوجم منزله وقُتل أفراد من أسرته، ولولا خروجه من صنعاء لتم قتله، وحاولوا قتله بقصف الطيران في عدن، وبسبب هذا التكوين والعقيدة سقطت عاصمة الجمهورية، وكل المحافظات اليمنية التي كانت تتواجد بها ألوية وكتائب الجيش المؤللة ومؤسسات الأمن دون قتال أو مقاومة، أمام أطقم المليشيات الحوثية، وهذا في نظري السبب الأبرز الذي منع مؤسسات جيش الجمهورية وأمنها عن حماية عاصمة الجمهورية وشرعيتها وانحازت لقياداتها الطائفية والمناطقية المتحالفة مع الإمامة.

٥- التأثر بالثقافات المدمرة.
 لقد تأثر بعض القبائل والنخب والأحزاب والمكونات بثقافات مدمرة:
أ- ثقافة هجر القرآن.
ب- ثقافة العبودية عند العُكْفَةْ والرَعِيَّةْ بتأثير هيمنة الإمامة.
ج- ثقافة الفيد والغنيمة.
د- ثقافة الولاء للغير.

٦- تعدد المشاريع والانتماءات.
إن تعدد مشاريع وانتماءات أحزاب ومكونات الشرعية وصراعاتها أفقدها الإخلاص في توحيد الصف، وتقديمها لمشاريعها وولائها على مشروع الوطن والجمهورية والشرعية ومشروعها وتحالفها.

7- الحياد الانتهازي.
في الصراع بين الحق والباطل، ودين الله ودين الناس، والجمهورية والإمامة، لا وجود لمفهوم الحياد، هناك البعض من نخب وقيادات الأحزاب والمكونات في الصف الجمهوري، فهي تراقب المشهد متذرعة بالحياد الانتهازي لتقطف ثمار انتهازيتها في هذا الصراع، متبعة المنهج الشيطاني في قراءة صراع الحق والباطل.

الثاني: خارجي. والمتمثل بما يلبي:
1- صراع قوى الاقتصاد العالمي.
 لقد لعبت قوى الاقتصاد العالمي وأدواتها للهيمنة على "الإقتصاد الأزرق" تجارة البحار الدولية، في المنطقة والعالم، دورا محوريا في تسليم صنعاء، سواء قبل الإنقلاب الإمامي وأثنائه وبعده.

2- جغرافيا اليمن وموقعه.
تلعب جغرافيا اليمن وموقعه دورا مهما في العامل الخارجي، حيث تحتل مكانة متميزة ومهمة في هذا الاقتصاد، بمساحة اليمن البحرية التي تصل لحوالي 500,500 كم٢، وما تحويه من ثروات اقتصادية ومعدنية وبحرية، وتحكم في البحار وممراتها، وهي مساحة تشمل امتداد طول سواحله المقدرة بحوالي 2500 كم٢، وعمق امتداد هذا الساحل بجزره وفقاً ل "قانون البحار والمياه الإقليمية والاقتصادية للدول" والمتمثل بما يلي:
1- المياه الإقليمية.
والتي تمتد لـ 12 ميلا من الحد البري للدولة، وتحسب المسافة من آخر نقطة من اليابسة تنحسر عنها المياه عن سواحله أو جزره المأهولة.

2- المياه المتاخمة. وتمتد لمسافة 12 ميلا.

3- المياه الاقتصادية الخالصة.

والتي يحق لليمن استغلال الثروات والموارد فيها، وتمتد إلى مئتي ميل كحد أقصى من خط الأساس.

وأهمية موقع اليمن بجزره وموانيه القريبة لخطوط الملاحة الدولية، والمهيمن على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وقربه من مضيق هرمز، وقد تأكدت أهمية الموقع والجغرافيا بجرائم مليشيا الإرهاب الحوثي ضد الملاحة في البحر الأحمر.

جمعتكم قراءة رحمانية، ووفاء لخالقكم، ودينكم، ودولتكم، ووطنكم، وشرعيتكم، وتحالفكم.