الشرق الاوسط بين الصراعات والاطماع 
الساعة 05:11 مساءً
  • باحثة وكاتبة سياسية


يعيش العالم اليوم في حالة من الاضطراب السياسي، تتداخل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية مع الصراعات الداخلية والخارجية للدول، تشهد الساحة الدولية تحولات كبيرة في ميزان القوى، تتغير وتتبدل وفق ميزان مصالح الدول العظمى.
وفي ظل التنافس بين القوى العظمى، وظهور تحالفات جديدة، إلى جانب الأزمات الإقليمية التي تهدد الأمن والسلم العالميين تتراجع دول العالم الثالث بين البينين وتظهر قوى وتندثر أخرى بما يتماشى مع مصالح وأطماع الدول المتحكمة بزمام الأمور في عالم.
لم تعد السياسة الدولية تسير فيه وفق النظام التقليدي الذي ساد خلال العقود الماضية، فهناك اليوم قوى ناشئة تسعى لإعادة تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي، قوى لها ثقلها الاقتصادي والعسكري منها روسيا والصين دولتان تنافس الولايات المتحدة وبريطانيا في مكانتهما الدولية مما يثير الجدل حول مصير الدول التابعة لكلي الكفتين ويعيد تشكيل موازين القوى العالمية.
ما يحدث من استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي، يجعل العالم ينتظر مصيرا مجهولا ينبئ بعدد من السيناريوهات لمستقبل السياسة العالمية، إما تصاعد الصراع بين القوى العظمى والتهديد بحرب عالمية نووية ثالثة، أو الخضوع لحلول سياسية دبلوماسية تحد من التوترات والنزاعات.
ومع ظهور أدوات مؤثرة بشكل أو بآخر في تكوين الرأي العام وأهمها هي مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنقل الحقيقة من قلب الحدث وتبث للعالم ما يحدث دون غربله أو إضافات تتماشى مع سياسة المعنيين، ساعدت التقنية‏ الحديثة في خلق رأي عام متعاطف مع شعوب طحنت تحت رحى نزاعات لا ناقة لها فيها ولا جمل، وباتت الشعوب أكثر عرضة للتأثير في قراراتها السياسية بناء على ما يصلها عبر الإعلام الرقمي.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق في العالم تأثرا بالصراع الدائر بين الدول الكبرى وتدار فيه معارك طاحنة يبحث كل طرف عن مصالحة، وتعد منطقة نفوذ تقليدي للولايات المتحدة بسبب أهميته السياسية والاقتصادية، -خصوصا- مع احتياطيات النفط الضخمة.
وتخضع معظم الدول لسيطرة الولايات المتحدة حتى وإن ظهر في الواجهة غير ذلك.
إلا أن الأحداث الأخيرة في سوريا والنقلة النوعية فتحت الشهية لتغييرات في المنطقة والخروج عن سيطرة ومؤامرات الغرب بشكل عام مما يبشر بفتوحات تخرج العالم الإسلامي والعربي من بوتقة الاستعمار.