"الثورة" بحلة جديدة وعدد متنوع يعيد الحيوية للصحافة الوطنية
الشرطة تضبط 40 متهما ومشتبها بقضايا وجرائم جنائية مختلفة
جامعة سيئون تشارك في مؤتمر علمي دولي بالدوحة
البحرين تستضيف بطولة العالم البارالمبية للريشة الطائرة 2026
تدشين ورشة استراتيجية لتمكين السلطة المحلية وتعزيز اللامركزية بحضرموت
بن ماضي يؤكد أهمية غرفة تجارة وصناعة حضرموت كمحرك رئيسٍ للاقتصاد
دورة تأهيلية لمنتسبي مركز الاحوال المدنية بمنطقة الروضة في مأرب
وزير الدفاع يزور العميد رزيق للاطمئنان على صحته ويشيد بأدواره البطولية
إصابة طفلة في إنفجار لغم حوثي غربي تعز
اكثر من 1700 مستفيد من خدمات مركز الأطراف الصناعية بسيئون
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
كانت الأمم المتحدة تخون اليمن علنًا، عبر كل مبعوثيها، بلا استثناء.
هذه الأمم معنية بالحفاظ على الدول، والحكومات، لكنها بدأت بالفعل المشين مع الإرهاب الخوثي، الذي كان يتملقها، وكان موظفو هذه الأمم يصرخون في فضاء يُردد أقوالهم عن لطف الإرهابيين وهُم يقطعون رؤوس أقيال اليمن.
غادر المبعوث الأممي جمال بنعمر إلى صعدة ليجتمع مع القاتل علنًا، وكان لطيفًا معه. قدّم له صنعاء، ووعده بالنيل من كل الذين يتبرمون ويعترضون، متسائلًا في سخرية: أين عناصر حزب الإصلاح ليذودوا عن العاصمة بسيوفهم!، وكأنها لهم وحدهم؟ وتداول الناس سخريته وتساءلوا مثله، أين أنتم أيها الجُبناء؟، ونسوا أن السيوف وحدها لا تجدي في مواجهة البنادق، وأرتال الدبابات.
تقهقروا إلى مارب، في رحلة مُهاجرة ومعهم طيف واسع ومتعدد من السياسيين والعسكريين الذين عَلِموا أن صنعاء لم تعد آمنة، وأن الغزاة ليسوا يمانيين حقًا، وأن الجوع والذُل ينتظرها يقينًا.
في تلك الأيام كان موظفو الأمم المتحدة ومنظماتها يتحدثون علنًا برابطات عنق أنيقة على القنوات التلفازية، عن الواقع الجديد، وضرورات التعامل معه، فيما يشاهدهم الناس فزعًا من أقوالهم، وغضبًا من خيانة تدور على رؤوسهم كأنها قرع شياطين ساخرين.
عنّفت الأمم المتحدة كل الغاضبين من وقاحتها، وهددت عبر مبعوثيها بإنزال العقوبات عليهم، ومنعهم من الحياة، ومحاصرتهم، وتسرب سفراء دول كبار نحو مجالس الحوثيين لمسامرتهم، وقد أرسل عبدالملك إليهم من يشبههم، وينادمهم، ويلهو معهم، ولا يقلق سكينتهم بالحديث عن الموت الذي يمر مع كل موكب حوثي في طرقات وأنحاء اليمن.
سقطت المُدن، والقُرى تباعًا، وانفجر المقاومون مثل القنابل في وجوههم، غير أنهم دُحِروا، وذهول عارم يمضي على الناس مثل تعويذة شيطانية تُقعِدهم عن الفعل، ومقاومة الفاسقين الحوثيين، وما يزال موظفو الأمم المتحدة في حُجراتهم يصفقون لهذه الهمجية بانبهار.
تلوثت الأرجاء بالدم، وسيف الحوثي يمضي، حتى أفاق الأحرار، وجاء العرب، وانطلقت الحرب وتمكن الباسلون من السلاح الذي سُلِب منهم، وضربوه حِممًا نارية على رؤوس المعتدين، وتطاولت الحرب، وتقلبت، وفي كل مرحلة تأتي الدماء من قبورها لتقطع كل يوم رأس مجرم منهم، حتى بات الحوثي في شك من كل شيء، من نفسه، وأعوانه، وأصحابه، وكل الموظفين الذين كانوا يجيدون اللغات الأجنبية، فأمر بسجنهم جميعًا، ومن بعيد كان السجناء السابقون يضحكون، وعندما تمنَّت الأمم المتحدة أن تسمع صوت تضامن مأمول من الشعب اليمني، لم يسمعوا حسيسًا، ولا همسًا، فمن أمن نكث الحوثي لعهده، تجرع وبال حماقته، ومن ظن أن الجاهل الأعمى في صعدة يمكن أن يكون صديقًا جيدًا له، فقد نال سيف الغدر في صدره حتى آخره.
الأمم المتحدة تنزف في صنعاء المختطفة، ولأنها تورطت مع الإرهابيين الحوثيين أول غزوهم وتاليه، فليس من المناسب لها أن تروي الحقيقة، وتعتذر، فماذا فعلت إذًا: لقد تركت موظفيها الذين استخدمتهم ليقتلهم الحوثي، يدفنهم في كل سجن، ويحرمهم رؤية الشمس مرة أخرى.






