اختتام ورشة عمل حول صناديق النظافة والتحسين: نحو بيئة مستدامة ومجتمع صحي
محافظ شبوة يتفقد سير العمل في مشروع مبنى مركز علاج سوء التغذية
انعقاد ورشة عمل بسيئون حول التسويق الزراعي للتمور من المزرعة إلى المستهلك
الأرصاد تتوقّع طقساً شديد الحرارة ورطب بالسواحل وجاف بالصحاري وأمطاراً رعدية بالمرتفعات الجبلية
الأرصاد تحذّر من استمرار هطول أمطار رعدية بعضها غزيرة بعدة محافظات
رئيس مؤسسة الثورة يلتقي رئيس تحرير جريدة الأسبوع المصرية
الصين تنفي تزويد الحوثيين بطائرات مسيرة وتؤكد دعم الحكومة وجهود السلام وإعادة الإعمار
"التعاون الإسلامي" تدين اغتيال الاحتلال الاسرائيلي 6 صحفيين في غزة
مجلس الأمن الدولي يناقش التحديات البحرية وسبل تعزيز الأمن البحري
وزير الدفاع يبحث مع القائم بأعمال السفارة الصينية مستجدات الوضع في اليمن
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بكى "عبدالباسط القاعدي"، وهو الذي لم أكن أتخيّل أن لديه دموعًا. فقد عرفته محايدًا في مشاعره، بصرامة رجل جاء من الجبل ليسكن صنعاء. معارض شرس، جاء من أمجاد الصحافة الأهلية التي تنتقد كل ما في النظام، ليصبح- بعد أحداث الربيع العربي- مديرًا عامًا لمكتب أول وزير إعلام دفعته الساحات إلى المنصب، ثم يأتي- بعد أحداث الهجرة القسرية خارج اليمن- ليصبح وكيلًا لوزارة الإعلام، وقديسًا يُحتذى به في النصائح عن كيف تصبح رجل دولة، لا معارضًا.
كان عبدالباسط يسبقني بعام واحد في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، ولم نكن معًا شخصين بارزين في الكلية، مجرد طالبين عاديين. غير أني كنت مفتونًا بارتداء رابطة العنق، ربما لأن والدي كان يملك وفرة كبيرة منها بحكم انتمائه إلى عالم تجارة الألبسة.
أنا لم آتِ هنا للحديث عن نفسي، وإنما ألفيته على شاشة قناة "يمن شباب"، يتحدث عن أمه. كان في البداية متماسكًا، وعندما تذكّر فراق أبيه وأمه انفجر بالبكاء، هكذا أمام الشاشة. ذلك الدمع الذي حبسه طوال عقود جاء فاضحًا لشخص يختلف فيه كثيرون، بين ناقد ومحب.
لقد رأيته اليوم إنسانًا آخرًا، بعد أن ظل يخفي عن الناس والأصدقاء هذا الكم الهائل من الحزن في داخله.
بكيت بصمت أمام الشاشة، وأنا الذي أكتب دومًا عن دموعي بلا تردد، لأني رأيت جبلًا صارم القسمات ينفجر من عينيه نبع حزين، ويبدو مثلنا نحن أصحاب المشاعر المنفلتة المكتوبة على مرأى من الناس والقراء.
قالت أمه، التي تبعد عنه آلاف الكيلومترات: إن لم ألتقِ به في الدنيا، فسيجمعنا الله في الآخرة. عبارة أشد قسوة من أي هجران عارم، ومشهد عظيم لتغريبة يمانية لا يُلتفت إليها كما في باقي دول العالم المتصارع، لأنها تغريبة تسببت بها إيران المسكوت عنها.
لحظة تسجيل هذا البرنامج على قناة "يمن شباب"، كانت دولة عربية "شقيقة"- اسمها عُمان- تنكشف على قناة "الجمهورية" التابعة للمقاومة الوطنية، بمشاركتها الرسمية في دعم ميليشيا الخوثي الإرهابية بالسلاح الذي يقتل اليمنيين.
ذلك السلاح الذي أرغمنا جميعًا على الهجرة، وأرغم عبدالباسط وغيره- ملايين اليمانيين- على الابتعاد عن أهاليهم منذ عشر سنين، دون أن يُنظر إليهم على أنهم يملكون مشاعر ودموعًا عزيزة، وحيوات قُتلت على الدوام، وشارك في قتلها أقرب أشقائنا العرب.
لا بأس يا عبدالباسط..
لا بأس يا صديقي.