الزيدية الهادوية.. نكبة اليمن التاريخية 
الساعة 10:29 مساءً

الزيدية الهادوية دون شك هي نكبة اليمن التاريخية إذ كان اليمن قبل دخولها من طبرستان والديلم يدعى اليمن السعيد. أرض الحضارات وأعرق المدنيات والدول. وبعد دخولها تحول اليمن إلى اليمن الشقي لا السعيد؛ لأن الغرباء القادمين لليمن من أعاجم طبرستان والديلم باسم التشيع ومنتحلين للنسب العلوي احتكروا السلطة السياسية باسم الحق الإلهي ونظرية البطنين التي تحصر السلطة في أولاد علي ابن أبي طالب من الحسن أو الحسين وحرم أهل اليمن من حقوقهم السياسية وهم أرباب الدول والحضارات.

ولم تكتفي بهذا الاستئثار للسلطة بل عمدت إلى تقسيم المجتمع اليمني تقسيما طبقيا بشعا (ساده- عبيد) أو (أشراف- ووضعاء) وأشعلت الزيدية الهادوية الحروب والفتن تحت شعار (خروج الإمام شاهرًا سيفه) واستباحت دماء اليمنيين وأموالهم وهدم منازلهم ومساجدهم وأشاعت الفقر والجهل والمرض والبعض يخلط بين الزيدية الهادوية والجارودية.

والحقيقة أن المذهب الهادوي أشد خطورة من الجارودية لأن الجارودية قالت إن الإمام علي لم يُنَصّ عليه باسمه وإنما بوصفه ومع ذلك كفروا الصحابة والخلفاء الراشدين أما الهادوية فقد جعلت الإمامة أصلاً من أصول العقيدة الخمسة (العدل والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإمامة والوعد والوعيد) والخروج عن ولاية علي كأصل عقدي يعتبر كفرًا وقالت إن النص على الإمام علي باسمة لا بوصفه نصًا جليًا 

ولذلك تجد الإمام الهادي في كتابه الأحكام (36-1-38) يقول ( إن ولاية أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام واجبة على المسلمين جميعهم فرض من الله رب العالمين ولا ينجوا أحد من عذاب الرحمن ولا يتم له اسم الإيمان حتى يعتقد بذلك بأيقن الإيقان فمن أنكر أن يكون عليًا أولى الناس بمقام رسول الله فلا بد أن يكون من كذب بهذين المعنيين في دين الله فاجرا وعند المسلمين جميعهم كافرًا) 

فهذه حقيقة المذهب الهادوي الذي تربى عليه الحوثيون ولا علاقة لأتباع هذا المذهب بالإمام زيد لا نسبًا ولا مذهبًا فالإمام زيد إمام من أئمة أهل السنة، وهو أول من أطلق مصطلح الرافضة على الشيعة، ويرى أن الولاية شورى وليس بالحق الإلهي المزعوم، وبذل نفسه من أجل الدفاع عن الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق عندما طلب منه مجوس الكوفة البراءة من الشيخين

في حين أن الهادي يقول بالحق الإلهي كما أوضحنا، ويكفر الخلفاء والصحابة وأهل السنة، ويستبيح دماء أهل السنة اليمنيين وأموالهم وبيوتهم. 

ومن هذا الزاوية يمكننا القول إن الزيدية الهادوية أشد خطرا من الاثناعشرية؛ لأن الاثناعشرية كانت في حالة من الجمود السياسي انتظارًا للإمام الغائب حتى يخرج من السرداب، ولم تستفق من حالة الموت السريري إلا بنظرية ولاية الفقيه للإمام الخميني.

أما الزيدية الهادوية فكانت بنظرية البطنين ناشطة سياسيًا وبمبدأ (خروج الإمام شاهرا سيفه ) أكثر دموية وإرهابًا ولذلك عانت اليمن منها على مدار ألف ومائتي عام. 

ولذلك صدق القاضي عبدالرحمن الارياني رئيس اليمن الأسبق عندما قال في قصيدة له: 
   آل قحطان مجدكم لم يضاها    لم جهلتم يا آل قحطان شانه 
   ألف عام وأنتم في متاهات    خضم خضم جهلتم شطانه  
   إن تاريخكم رهيب ملي         بالماسي فبه تحار الإبانه 
   ليس في الدين سيد ومسود      فأقرأوه وحققوا قرانه 
   إن دين الإسلام دين التساوي     ليس فيه تعاظم واستهانه 
   لا تقولوا سيدي لشخص     ومن ينطق بها فاقطعوا بحد لسانه