وزير الخارجية يصل نيويورك للمشاركة في مؤتمر دولي أممي حول تسوية القضية الفلسطينية
تدشين المشروع الطبي التطوعي للجراحات العامة بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن
نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي
تدشين برنامج تدريبي لـ150 موظفاً بمأرب في الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب
لقاء تشاوري بعدن يناقش المرحلة الثانية من مشروع سبل العيش الريفي
اختتام البرامج التطوعية لمركز الملك سلمان للإغاثة في عدن
صندوق النظافة بمأرب يدشن المرحلة الثالثة من مشروع التشجير وزيادة المسطحات الخضراء
وزارة الزراعة تناقش مع البنك الدولي تنفيذ مشاريع في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية
المحرّمي يناقش مع الوزير باذيب استراتيجية تطوير الأداء المؤسسي في قطاعي التخطيط والاتصالات
وكيل محافظة مأرب الفاطمي يدشن مشروع تدريب الشباب على الرخصة الدولية للحاسوب
عرضت قناة العربية فيلمًا وثائقيًا بعنوان: (علي عبدالله صالح: المعركة الأخيرة) أعاد تسليط الضوء على واحدة من أعقد لحظات التحول في الأزمة اليمنية منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية عام 2014، ولم يكن الفيلم مجرد سرد لحادثة مقتل رئيس سابق وإنما وثيقة سياسية ومعرفية تكشف الوجه الإجرامي الحقيقي للميليشيا الحوثية الارهابية التي استخدمت التحالف مع صالح كتكتيك مؤقت وثم انقضت عليه حين استنفدت غرضها منه.
من أبرز ما عرضه الفيلم شهادة نجل الرئيس الأسبق مدين صالح الذي كشف أن والده قتل في منطقة الجحشي أثناء محاولته الانسحاب إلى حصن عفاش في سنحان وليس في منزله بصنعاء كما روج سابقا فهذه الشهادة تعيد ضبط البوصلة وتؤكد أن صالح لم يستسلم وكان يسعى لإعادة التموضع وقيادة المعركة من معقله القبلي لكنها أيضا تشير إلى خيانة داخلية وتسريب دقيق لتحركاته ما يفتح الباب لقراءة جديدة لسقوطه على يد من كانوا حتى الأمس القريب يرفعون صوره في العاصمة والمدن ومواسم الولاء.
الفيلم لا يكتفي بتوثيق لحظة الاغتيال ويظهر بوضوح أن ميليشيا الحوثي كانت منذ البداية تعد العدة لتفكيك كل بنى القوة المرتبطة بصالح واستخدمت حضوره السياسي والقبلي والعسكري كغطاء للتمدد وثم استدارت لتصفيته جسديا ومعنويا بخطة استدراج سياسي وانقضاض عسكري محكم واستغلت فيها الميليشيا أدوات الشراكة كوسيلة للهيمنة.
والأدهى أن لحظة الاغتيال لم تكن فقط بفعل رصاص عناصر ميليشيا الحوثي ولكن بسبب الخذلان والصمت من داخل منظومة صالح نفسه فكثير من القيادات العسكرية والقبلية والسياسية والإعلامية التي ناصرته لعقود تقاعست أو تراجعت أو حتى ساومت في اللحظة الحاسمة وبعض التسريبات كشفت لاحقا عن وجود تنسيق مباشر بين بعض هذه القيادات وميليشيا الحوثي ما يجعل من اغتيال صالح واحدة من أعقد خيانات التاريخ السياسي اليمني.
الفيلم أيضًا يسلط الضوء على التأخر القاتل في تحرك صالح فقد حاول طويلا احتواء الميليشيا سياسيا معتقدا أنه يستطيع تطويعها عبر خطاب الشراكة لكن حسابات الواقع تختلف وأدرك متأخرا أن وجوده بات عبئا على مشروعها الطائفي الأحادي ولم تكن لديه الكتلة القادرة على الفعل ولا الأذرع العسكرية القادرة على المواجهة وأما القبائل التي ظن أنها ستقف معه فقد خذلته وخانته.
الرسالة العميقة التي يبثها الفيلم ليست فقط توثيق لحظة سقوط صالح، وإنما دعوة لإعادة قراءة طبيعة ميليشيا الحوثي الإرهابية التي لا تفهم منطق الدولة، ولا تقبل الشراكة، وتعمل بمنهج أمني طائفي عنصري قائم على تصفية كل الخصوم حتى أولئك الذين فتحوا لها أبواب العاصمة.