اليمن يدين تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"
رئيس الوزراء: الإصلاح الاقتصادي ومعركة استقرار الأسعار لا تقل أهمية عن استعادة الدولة
محافظ الحديدة يوقع عقد إنشاء مشروع الطوارئ التوليدية الشاملة بالخوخة
وزارة الأوقاف توقع مذكرة تفاهم مع جامعة الأزهر لتعزيز دور معهد الإرشاد
اجتماع في لحج يقر إجراء مزاد علني لبيع خردة مصنع معجون الطماطم
الوزير الارياني يكشف عن نهبت ميليشيا الحوثي 103 مليارات دولار من أموال الشعب
مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي ويجرى تقييماً شاملاً للإجراءات المتخذة للرقابة على الأسعار
محافظ البنك المركزي يصدر قرارين بسحب وإيقاف وإغلاق شركتي صرافة
وزارة الأوقاف توقع مذكرة تفاهم مع جامعة الأزهر لتعزيز دور معهد الإرشاد
طارق صالح يبحث مع القائم بالأعمال الأمريكي جهود مواجهة تهريب السلاح الإيراني
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بكى "عبدالباسط القاعدي"، وهو الذي لم أكن أتخيّل أن لديه دموعًا. فقد عرفته محايدًا في مشاعره، بصرامة رجل جاء من الجبل ليسكن صنعاء. معارض شرس، جاء من أمجاد الصحافة الأهلية التي تنتقد كل ما في النظام، ليصبح- بعد أحداث الربيع العربي- مديرًا عامًا لمكتب أول وزير إعلام دفعته الساحات إلى المنصب، ثم يأتي- بعد أحداث الهجرة القسرية خارج اليمن- ليصبح وكيلًا لوزارة الإعلام، وقديسًا يُحتذى به في النصائح عن كيف تصبح رجل دولة، لا معارضًا.
كان عبدالباسط يسبقني بعام واحد في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، ولم نكن معًا شخصين بارزين في الكلية، مجرد طالبين عاديين. غير أني كنت مفتونًا بارتداء رابطة العنق، ربما لأن والدي كان يملك وفرة كبيرة منها بحكم انتمائه إلى عالم تجارة الألبسة.
أنا لم آتِ هنا للحديث عن نفسي، وإنما ألفيته على شاشة قناة "يمن شباب"، يتحدث عن أمه. كان في البداية متماسكًا، وعندما تذكّر فراق أبيه وأمه انفجر بالبكاء، هكذا أمام الشاشة. ذلك الدمع الذي حبسه طوال عقود جاء فاضحًا لشخص يختلف فيه كثيرون، بين ناقد ومحب.
لقد رأيته اليوم إنسانًا آخرًا، بعد أن ظل يخفي عن الناس والأصدقاء هذا الكم الهائل من الحزن في داخله.
بكيت بصمت أمام الشاشة، وأنا الذي أكتب دومًا عن دموعي بلا تردد، لأني رأيت جبلًا صارم القسمات ينفجر من عينيه نبع حزين، ويبدو مثلنا نحن أصحاب المشاعر المنفلتة المكتوبة على مرأى من الناس والقراء.
قالت أمه، التي تبعد عنه آلاف الكيلومترات: إن لم ألتقِ به في الدنيا، فسيجمعنا الله في الآخرة. عبارة أشد قسوة من أي هجران عارم، ومشهد عظيم لتغريبة يمانية لا يُلتفت إليها كما في باقي دول العالم المتصارع، لأنها تغريبة تسببت بها إيران المسكوت عنها.
لحظة تسجيل هذا البرنامج على قناة "يمن شباب"، كانت دولة عربية "شقيقة"- اسمها عُمان- تنكشف على قناة "الجمهورية" التابعة للمقاومة الوطنية، بمشاركتها الرسمية في دعم ميليشيا الخوثي الإرهابية بالسلاح الذي يقتل اليمنيين.
ذلك السلاح الذي أرغمنا جميعًا على الهجرة، وأرغم عبدالباسط وغيره- ملايين اليمانيين- على الابتعاد عن أهاليهم منذ عشر سنين، دون أن يُنظر إليهم على أنهم يملكون مشاعر ودموعًا عزيزة، وحيوات قُتلت على الدوام، وشارك في قتلها أقرب أشقائنا العرب.
لا بأس يا عبدالباسط..
لا بأس يا صديقي.