مباحثات قطرية أميركية بشأن اتفاق غزة
اختتام مشروع مراكز القيادة الخارجي بكلية القيادة والأركان
اليمن يشارك في منتدى باريس للسلام 2025م
ضبط شحنة مواد كيمائية ومهام عسكرية كانت في طريقها لميليشيات الحوثي الارهابية
لجنة وزارية تباشر مهامها بالتحقيق في حوادث التقطعات بمحافظة أبين
مجلس النواب يعقد اجتماعاً تشاورياً لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد
الإرياني: إيران ماضية في مخطط توطين صناعاتها العسكرية في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية
مأرب.. "مسام" يتلف كميات جديدة من الألغام ومخلفات الحرب
وزير الخارجية يصل مملكة البحرين للمشاركة في منتدى حوار المنامة
مجلس التعبئة والإسناد بأمانة العاصمة يكرّم 148 جريحاً احتفاءً بأعياد الثورة الوطنية
قمة شرم الشيخ وآفاق السلام في غزة
في الثالث عشر من أكتوبر 2025، اتجهت أنظار العالم نحو فلسطين وإسرائيل، حيث شهدت المنطقة تحولاً تاريخياً بعد عامين من حرب دامية في غزة. انتهت هذه الحرب بإطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلية و1966 سجيناً فلسطينياً، في خطوة أشعلت موجة من الترحيب الشعبي الواسع في أنحاء المنطقة. هذا الحدث، الذي توج بقمة شرم الشيخ للسلام، يمثل لحظة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث تجتمع الدول العربية والإسلامية حول هدف مشترك يتمثل في تحقيق السلام الدائم.
بالتزامن مع هذه التطورات، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة إسرائيل، ثم توجه إلى مصر للمشاركة في القمة. وفي تصريحاته للصحفيين، أعرب ترامب عن تفاؤله قائلاً: “الجميع سعداء في نفس الوقت، وهو أمر لم يحدث من قبل. عادة، إذا كان طرف سعيداً، يكون الطرف الآخر على النقيض، لكن هذه المرة، الجميع مندهش وسعيد”. وأشار إلى أن اتفاق السلام في غزة قد يكون “أعظم عمل” شارك فيه، مؤكداً أن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة يعكس إرادة دولية موحدة لدعم السلام.
دور الضربات الاستراتيجية لم يكن تحقيق هذا الإنجاز ممكناً دون تغييرات جذرية في المشهد الإقليمي. فقد أشار ترامب إلى أن الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية لعبت دوراً حاسماً في تمهيد الطريق للمفاوضات. ووصف النظام الإيراني بـ”السحابة السوداء” التي كانت تعرقل جهود السلام، مؤكداً أن إزالة هذا التهديد شجعت الدول العربية والإسلامية على التوحد حول خطة السلام. في خطابه أمام البرلمان الإسرائيلي، شدد ترامب على أن هذه الضربات منعت “الراعي الرئيسي للإرهاب” من امتلاك أسلحة نووية، مما ساهم في خلق بيئة مواتية للحوار.
في غزة، أدى وقف إطلاق النار إلى إحباط حسابات النظام الإيراني، الذي كان يراهن على استمرار الصراع لتعزيز نفوذه. الصحف الإيرانية الحكومية، مثل “جمهوري إسلامي” و”ستاره صبح”، عكست حالة القلق التي تسيطر على طهران. فقد وصفت صحيفة “جمهوري إسلامي” عملية “طوفان الأقصى” بأنها “خطأ”، مشيرة إلى أنها أدت إلى خسائر استراتيجية، بما في ذلك تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان. وأضافت “ستاره صبح” أن الصراع العربي-الإسرائيلي تحول إلى “صراع إيراني” مكلف، حيث تخلت الدول العربية عن دعم جماعات مثل حماس وحزب الله، مفضلة دعم خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة.
مفترق طرق إقليمي يعكس هذا التحول مأزقاً استراتيجياً لإيران. فقد خسرت طهران حلفاءها الرئيسيين مثل حماس وحزب الله والحوثيين، مما وضع النظام أمام خيارين: إما التمسك بعقيدته التوسعية المكلفة، أو تغيير مسارها والانضمام إلى جهود السلام. هذا المأزق يعكس نجاح الضغوط الدولية في إعادة تشكيل ديناميكيات المنطقة، حيث أصبحت الدول العربية أكثر انفتاحاً على التعاون مع إسرائيل بدلاً من دعم الجماعات المدعومة من إيران.
آفاق المستقبل تمثل قمة شرم الشيخ نقطة انطلاق لشرق أوسط جديد، حيث يتجاوز اللاعبون الإقليميون الصراعات التقليدية لصالح التعاون والاستقرار. إن مشاركة الدول العربية والإسلامية في هذه القمة، إلى جانب حضور الرئيس الفلسطيني، تؤكد وجود إرادة سياسية قوية لتحقيق السلام. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استدامة هذا السلام في ظل التحديات الإقليمية المستمرة.
في النهاية، يبرز اتفاق السلام في غزة كدليل على أن التعاون الدولي، مدعوماً بالضغط الاستراتيجي، يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. لقد أظهرت قمة شرم الشيخ أن السلام ليس مجرد حلم، بل هدف قابل للتحقيق عندما تتحد الأطراف حول رؤية مشتركة.






