اللواء ياسر مجلي: تصدّينا لهجوم حوثي واسع في محور علب وكبّدنا العدو خسائر فادحة
قائد محور الغيضة يستقبل قيادة المقاومة ومشائخ ووجهاء الحيمة ويشيد بمواقفهم المساندة للدولة
وزارة الصحة تستعد لتنفيذ حملة طارئة ضد الكوليرا في لحج والحديدة
اليمن ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
العميد لحمدي: ضبط 627 متهماً بقضايا مخدرات خلال النصف الأول من العام الجاري 2025
مركز الملك سلمان للاغاثة يطلق برنامجاً تدريبياً لرفع قدرات المزارعين في سقطرى
اختتام دورة تدريبية متخصصة في مجال التوقعات السكانية بعدن
تأهيل كوادر في خفر السواحل والشؤون البحرية والجمارك في مجالي الاتصالات والوعي البحري
الطقس: استمرار الحرارة الشديدة بالمناطق الساحلية والصحراوية وأمطار رعدية بالمرتفعات الجبلية
وزارة الدفاع تدعو المواطنين والمسافرين لتجنب الطرق الصحراوية بين الجوف ومأرب وحضرموت
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
كل الأشياء الكبرى تولد في صمت..
ولهذا كان صوت الرئيس هادئًا، قالها أمام الميكرفون، واقفًا، في خطاب مباشر، لم يتوسل التصفيق، تحدث مثل راهب يفتح تابوتًا، وبداخل ذلك التابوت: الجمهورية، الوطن، عُمره، عُمرنا، خيبتنا، وبقايا الضوء.
يداه على الطاولة، عيناه تنظران دون مكر. خرجت الكلمات منه كأنما تنفس بها من صدره، وتلا البيان في مناسبة اليوم الوطني لتحقيق الوحدة اليمنية، فكان الجنوب اليمني في بادئ القول حاضرًا، تحدّث عنهم بصدق نوايا، ووضع النقاط أمام الأعين التي تحاول التفسير المعقد، حاملة معها عُقد السنين، والإرباك الكبير الذي لم يكن جيدًا.
قال إن الجنوب جوهر، ليس هامشيًا. إنه وطن كبير وشريك، لا تابعًا. لم يضعها الرئيس كمنةٍ في نص، كانت نواة لعدل مؤجل. أراد للناس أن يفهموا ويعوا. قبل أسابيع قلت له: شُكرًا، أجاب: لا تشكرني، هذا حقك.
في خطابه العظيم في مناسبتين عظيمتين بالنسبة لي: الأولى أني ولدت في يوم إعلان الوحدة، ولكن قبلها بعشرة أعوام.، كان الرئيس الدكتور رشاد العليمي حريصًا على أن لا يجعل من الوحدة شبحًا، فنادى من على شرفة الضوء ليسمعه الناس، وأراد لميزان العدالة ألا يتحول إلى ديكور، ومن السياسة أن تبقى تعددية مُصانة واضحة وفاعلة، لا زينة يُجمِل بها الحاكم طغيانه.
ثلاثة شروط قالها:
جمهورية لا تُختطف.
تعددية لا تُكمم.
وحدة لا تُستعبد.
.. إنها شروط الخلاص.
وبطبيعة الحال، فالحاكم الحقيقي مثل رشاد العليمي لا يريد أن يكون وحده، مستأثرًا بالقرار، والحديث، يعرف جيدًا أن الطغيان يكمن في إعجاب الحاكم بمواهبه، وأن ذلك يعني حتمًا نهاية السُلطة، وانحدار الدولة إلى الأسفل، فمن وراءه كان ثمة نشاط محموم لصياغة حكيمة تجلت في خطاب عيد الوحدة، وكان بالطبع يرشدهم، ويناقش، يضع الملاحظات، ويأتي بالحكماء الذين عرفهم خلال سنيّ عُمره وخبرته الطويلة في السُلطة وزيرًا ومديرًا ومستشارًا وسياسيًا حتى تأكد أن الصوت لم يخرج وحده. خلفه أعمارُ رجال جُلدوا بالحكمة، جفّت دموعهم قبل أن تجفّ أقلامهم. فما عرفته أن الخطاب لم يُكتب في ليلة. لم يُدبّج بنفاق المرائين. تمخض من قلب تجارب طويلة، من طعنات الأصدقاء، من صمت القرى، وضجيج المدن، من حلم تهشم في دهاليز السياسة والإدارة.
في يوم مولدي، استمعت إليه.
شعرت أنني لست الوحيد الذي بلغ الخامسة والأربعين. الجمهورية أيضًا بلغت هذا العمر. التعب في مفاصلها يشبه التعب في جسدي. التشققات التي تخترق جبينها تشبه خطوط الزمن على راحتي.
وفي أعماقي، بدأ طوفان بالتشكل، وكنت حذرًا، لا أريد الكتابة بدافع الثناء، غير أني أسير دومًا للكلمات الطيبة، وقد أردت بشدة أن أكتب لأن الوطن، حين يتكلم بصدق، يصير دينًا.
وشرعية بلا صوت الحق، شرك.
وأي أمر خارج القانون، يصبح خيانة.
ومن أراد أن يشقّ السفينة، فلينزل منها، فلا يخرقها ونحن على ظهرنا.
نحتاج أن نُحيل هذا الخطاب إلى نقاش داخلي، وهيئة التشاور يجب أن تلتقط هذا الأمر، وتناقشه، ليصبح جزءً من أدبيات الحركة الوطنية ومرجعياته.
.. وإلى لقاء يتجدد