الرئيسية - الأخبار - ماذا وراء تشييع  مليشيا الحوثي 529 عنصرا ينتحلون رتب ضباط منذ بداية الهدنة؟
ماذا وراء تشييع  مليشيا الحوثي 529 عنصرا ينتحلون رتب ضباط منذ بداية الهدنة؟
الساعة 07:23 مساءً الثورة نت / خاص - علي العقبي

محللون:

•      يدرك الحوثيون أن الذهاب إلى السلام لا يضمن لهم البقاء.

•      الحوثيون يتهربون من ملف الخدمات بتسويق مواجهة "العدوان"

•      لم تتوقف هجمات الحوثيين بسبب ارتباطهم الوثيق بإيران.

 

منذ بدء الهدنة الإنسانية في اليمن التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في 2 إبريل 2022 وحتى نهاية يناير الماضي لم تتوقف مليشيا الحوثي عن تشييع قتلاها التي تقول إنهم قتلوا في الجبهات رغم الهدنة.
فخلال 240 يوما من بدء الهدنة اعترفت مليشيا الحوثي بتشييع 529 عنصرا من عناصرها الذين ينتحلون صفة ضباط فضلا عن قتلها الذين يحملون صفة جندي والذين نادرا ما تعلن المليشيا عن تشييعهم.
وأمام هذه الأعداد من القتلى يرى محللون أن هذا الكم يكشف عدم التزام مليشيا الحوثي بالهدنة، وحرصها على استمرار القتال باعتبار القتال وسيلتها للاستمرار وفرض سلطتها على المحافظات الخاضعة لها، فضلا عن ارتباطها بالحرس الثوري الحريص على استمرار القتال في اليمن.
يقول رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد إنه خلال الفترة الماضية لم يوقف الحوثي هجماته على جبهات مختلفة لا سيما جبهتي مأرب وتعز والحدود، وهي تقوم بهجمات متواصلة وهذه العمليات كلفتها الكثير من الخسائر البشرية منها الأرقام التي اعترفت بها.
وأكد محمد في حديثه مع "الثورة نت" أن هذه الأعداد من القتلى دليل قاطع على أن الحرب بالنسبة للحوثيين غذاء للبقاء "وهي تعلم أن الذهاب إلى السلام لايضمن ذلك البقاء، لأن هذه الحركة مستقطبة من قبل الحرس الثوري الإيراني الذي يشغلها". 
وأضاف: "حتى لو كان الاتجاه السياسي للحوثيين هو السلام، فإن الأعمال العسكرية مستمرة لأن نفوذ الإيرانيين والحرس الثوري كبير في إطار هذه الحركة، حتى في حالة إبرام اتفاقيات السلام والتوقيع عليها، فإن التوجه العسكري المسلح فيها سيستمر نحو العنف وإراقة الدماء والحرب".
واستبعد رئيس مركز أبعاد تحقيق أي سلام مع مليشيا الحوثي  خلال الفترة المقبلة حتى تخليهم نهائيا عن الحرس الثوري الإيراني.

رأي عسكري
ومن وجهة نظر عسكرية يرى نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في محور تعز العقيد عبد الباسط البحر أن الخسائر البشرية التي تكبدتها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ بداية إعلان الهدنة حتى يناير الماضي، رغم هدوء الجبهات عسكرياً يعود إلى تصعيدها غير المعلن في الجبهات.
وقال في حديث مع "الثورة نت" إن مليشيا الحوثي منذ بداية الهدنة رمت بكل ثقلها لتحقيق اختراقات ميدانية من أجل تغيير ميزان القوى على الأرض ودعم موقفها التفاوضي، لكن نتيجتها عكسية ولم تسفر إلا عن المزيد من الخسائر المادية والبشرية، وجاءت مغاماراتها هذه على حساب دماء اليمنيين وأرواحهم ومصالحهم، مشيراً إلى أن المليشيا جنت خيبة الأمل أمام عزيمة أبطال الجيش والمقاومة.
وأكد أن مواصلة مليشيا الحوثي حربها غير المعلنة منذ بداية الهدنة يؤكد أنها لا تتجه نحو السلام وترفض الحلول السياسية وكل الجهود الدولية .. مشددا على أن أي حل مع مليشيا الحوثي لن يكون إلا حلا عسكرياً بالطريقة التي تفهمها، فهي تعتمد العنف وعلى نهج الحرب والقتال والدماء والدمار حتي آخر نفس، وعلى حساب الشعب اليمني ومصالح أبنائه وكطريقة وحيدة في نظرها للحفاظ علي مشروعيتها وعلى مكاسبها غير المشروعة.

إظهار أنها قوية
وأضاف العقيد البحر: المليشيات الحوثية تحاول من خلال استمرارها في التشييع والهجمات في الجبهات إظهار أنها لا تزال قوية وأنها مازالت تمتلك المبادرة، رغم أن الهجمات أظهرت ضعفها وعدم قدرتها على المناورة بالوسائل والقوى والنيران كما كانت فهي بأضعف حالاتها و لم تحقق أي نتائج عسكرية.
وتابع: "هناك هدف لها وهو الحفاظ على الروح المعنوية لمؤيديها وترويع المواطنين الخاضعين لسيطرتها ، وضمان عدم تشقق بنيتها أو حدوث انشقاقات في صفوفها، إضافة إلى تمويه إخفاقاتهم في إدارة ملف المناطق الخاضعة لسيطرتهم وعلى رأسها ملف الخدمات، وغيرها ، بحجة أن الجبهات لا زالت مشتعلة ولها الأولوية وانها لازالت تواجه ماتصفه بالعدوان وتحصل على مكاسب مادية من وراء ذلك وباب لاستمرار النهب وفرض الجبايات.
واعترفت مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخرا عبر شبكة الملصي الإخبارية التابعة لهم بتشييع 529 ممن ينتحلون صفة ضباط بينهم 4 ينتحلون رتبة لواء، و10 ينتحلون رتبة عميد، فضلا عن قتلاها من الجنود الذين لاتنشر أخبارهم.

وبحسب إحصائيات شبكة الحوثيين ، فإن عدد من تم تشييعهم ممن ينتحلون رتبة ضباط خلال الهدنة، من 2 أبريل إلى 2 أكتوبر ، 267 قالت إنهم قتلوا في جبهات القتال.