اللجنة الأمنية بعدن تناقش الوضع الأمني والعسكري بالمحافظة
مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية يحذر من تشكيل هيئة افتاء جنوبية
محافظ تعز يوجه بصرف 20 مليون ريال من السلطة المحلية للجرحى
مأرب.. تكريم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية
بادويلان تؤكد التزام اليمن بمواصلة الجهود الوطنية في مكافحة الفساد
المحرّمي يؤكد أهمية توحيد السلاح لإسقاط الانقلاب الحوثي ومواجهة الإرهاب
وزير الأوقاف: اليمن يقدم مثالًا حيًّا على الحاجة الملحة إلى فتوى منضبطة
محافظ سقطرى يدشن امتحانات الفصل الدراسي الأول 2025–2026م
الفريق المشترك لتقييم الحوادث يُفنّد ادّعاءات لحوادث في اليمن
محافظ المهرة يترأس اجتماعاً استثنائياً لمناقشة المستجدات الراهنة والموازنة العامة
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
لقد أغمض الرئيس رشاد العليمي عينيه عن رؤية ما سيجري، متكئًا على الصدق، وعلى يقينه بأن المناصب التي جاءت مصادفة لا تستحق صراعًا طاحنًا.
يملك الرجل ذو الواحد والسبعين عامًا ما لا يملكه مجلسه الموقر: القرار، وحق إصداره الأخير، وحق التوقيع، وحق إعلان التعبئة، وحق إطلاق نفير الحرب، وحق توقيع السلام. ومنازعته في تلك الصلاحيات تعني الفوضى؛ فالعجلة في بلوغ مقعده تؤدي إلى الفتنة.
نصحتُ شخصًا في مكتبه ذات يوم، عقب خروجي من لقاء أحد أعضاء مجلس القيادة. قلت له: ينبغي أن تشجعوهم على القراءة. تبسّم، ولما التمعت في عينيه دهشة تحمل شيئًا من التهكم، أضفت: إنه لا يعرف شيئًا عن الحوثي، ولا عن الجغرافيا، ولا السياسة، ولا عن أي شيء تقريبًا؛ لقد ظل يحدثني عن مشاكله الشخصية، ولو كان لي راتب من الحكومة لتبرعتُ به له!
ربّت المسؤول على كتفي بنوع من الضجر الممزوج بالضحك، وكأنه يقول لي: لقد عرفتَ مَكْمَنُنا. والمصائب تتوالى؛ تتجلى على هيئة وزراء وقيادات مصابة بداء الاقتناص، تشعر أنهم مجموعة من المراهنين على الفائز في سباق خيل مُسَوَّم، الفائز عندهم هو السلطان القادم. لكن الحصان الأصلع لا يُهزم بسهولة.
عاد رشاد العليمي من عدن، تاركًا إياها بلا رئيس، وهو القادر على محو فكرة العاصمة عنها، وتحويل المركز القانوني إلى مدينة أخرى. كنت أتحدث – فيما مضى – عن ضرورة إنشاء عاصمة إدارية جديدة، تنفلت من أساور الجغرافيا وتعقيدات الثأر والأزمات المناطقية. ففي صنعاء ستخنقك قبائل الطوق، وإن لم تُشبِع مصالحها، ستدعو أي غازٍ يطرق بابها لتمنحه مفتاح المدينة بلا تردد. وفي عدن يبدو الموت العبثي مشهدًا متكررًا بين أبين والضالع وحلفائهما. وقد سُحق عبدالفتاح إسماعيل تحت جنازير دبابة مجهولة لأنه ظن أن طبقة "البروليتاريا" آمنت بالمسيح الماركسي، لكنه اكتشف خطأ نظريته في 13 يناير 1986، ومات محسورًا على ما أنفقه من وقت وعُمر.
تحتاج اليمن إلى عاصمة إدارية جديدة؛ أرضٍ بِكر، يستقدم لها الجيولوجيون وخبراء التوازنات القبلية، لتكون مساحة تلامس كل قبيلة. فإن خانت قبيلةٌ، لم تخن الأخريات. وبهذا سندفن صراعات النفوذ، ولن يبقى شيء من إرثها الخانق.
أتمنى أن يقرأ الرئيس مقالتي اليوم؛ فقد طرقتُ هذا الباب في أول أيام رئاسته. كنتُ متحمسًا، ورأيتُ يومها ساخرين منها، غير أن الصواب – اليوم – يتمثل في اتخاذ خطوة جريئة على الأرض: نزع المركزية عن عدن وصنعاء، والانتقال إلى عاصمة إدارية جديدة، لم تكن يومًا مدينة أو قرية، تحميها وحدة عسكرية تأتمر بأمر رئيسها، وتنهض على تخطيطٍ عمراني حديث، يمنح الحصان الأصلع مساحة ليعدو ويصهل في أرجائها دون أن يعترضه أحد.






