البنك المركزي يقرر سحب تراخيص ثلاثة فروع تابعة لشركات صرافة وإغلاق مقراتها
مجلس الوزراء يناقش مستجدات الأوضاع وتقارير الأداء الحكومي والرقابة وجهود مواجهة الكوارث الطبيعية
اجتماع أمني موسع بمأرب يناقش عددا من القضايا الأمنية بالمحافظة
"تنفيذي تعز"يعلن إنشاء صندوق دعم المعلم وتشكيل المجلس الاقتصادي المحلي
رئيس الوزراء يشيد بما تقدمه هولندا من دعم ثابت للشعب اليمني
وزير الشباب يشيد بجهود صندوق الأمم المتحدة للسكان
وزير الصناعة: المعرض الصيني يمثل حدثاً اقتصادياً هاماً للبلدان العربية
الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي
محافظ شبوة يؤكد الحرص على تعزيز التنمية في مختلف المديريات
ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الروسي
- مدير عام المعلومات والبحوث الصحية بوزارة الصحة
تُعد العلاقات اليمنية – الصينية واحدة من أعرق وأدفأ العلاقات التي نسجتها اليمن مع دول العالم، إذ تمتد جذورها لعقود طويلة شهدت خلالها محطات تعاون لافتة في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم والتبادل الثقافي.
واليوم، ما تزال هذه العلاقة حاضرة ومؤثرة، في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، حاملة معها فرصاً واسعة لتعزيز التعاون والشراكة بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.
في هذا الإطار، حظيتُ مؤخراً بفرصة المشاركة ضمن وفد وزارة الصحة العامة والسكان برئاسة معالي الأستاذ الدكتور قاسم محمد بحيبح، في زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية. وقد شكّلت هذه الزيارة تجربة ثرية على المستويات كافة، عكست ليس فقط جدية البرنامج، بل أيضاً عمق العلاقة التي تربط اليمن بالصين منذ عقود.
منذ لحظة وصولنا، لمسنا كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ودفء الشعب الصيني، وهو ما أضفى على الزيارة طابعاً إنسانياً أصيلاً. أما البرنامج فقد تميز بثرائه وتنوعه، إذ جاء عملياً ومكثفاً، بعيداً عن الشكلية أو الطابع البروتوكولي، ليعكس اهتماماً حقيقياً بتبادل الخبرات. وقد اتسمت اللقاءات والمحاضرات بالجدية، وتخللتها نقاشات بنّاءة ركزت على قضايا صحية محورية، من بينها تطوير النظم الصحية، بناء القدرات الطبية، ومواجهة التحديات التي تفرضها الأوبئة والأمراض المزمنة.
وفي ختام البرنامج، لفتني تعليق أحد الأصدقاء الصينيين، حين قال لي: "إن الوفد اليمني كان من بين أكثر الوفود تميزاً، لأنه ناقش القضايا بجدية وأبدى اهتماماً ومتابعة فعلية"، مقارنة ببعض الوفود الأخرى التي حضرت برامج مماثلة. كانت شهادة صادقة عززت شعورنا بالفخر، وأكدت أننا نمثل وطننا خير تمثيل.
كما لا أنسى كلمات نائب مدير مركز العلاقات الدولية باللجنة الوطنية للصحة، التي وصفت الصداقة في الافتتاح بأنها "أشعة الشمس في الحياة"، ثم ختمت حديثها بالتأكيد على أن اليمن يمثل دولة محورية في مبادرة "الحزام والطريق". كلمات معبرة تكشف بوضوح إدراك الصين لأهمية اليمن في محيطه الإقليمي والدولي، وما يمكن أن يمثله من قيمة استراتيجية في خارطة هذه المبادرة الدولية.
لم تكن هذه الزيارة مجرد محطة بروتوكولية، بل هي تجسيد لدفء وعمق العلاقات اليمنية – الصينية، وتأكيد من الجانبين أن أمامنا فرصاً واسعة لتعزيز التعاون الصحي، سواء من خلال الاستفادة من الخبرات الصينية في بناء المستشفيات وتزويدها بالتقنيات الطبية الحديثة، أو عبر برامج التدريب والتأهيل للكادر الطبي اليمني، بما يسهم في تطوير القطاع الصحي وتلبية احتياجات المواطنين.
وبالتالي يمكنني الجزم أنها كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس على الصعيد الرسمي، أما على الصعيد الشخصي فهي تجربة فريدة وستظل راسخة في ذاكرتي ومسيرتي المهنية والشخصية.
والأهم أنها تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الفاعلة، ليس فقط في المجال الصحي، بل في مختلف المجالات الحيوية، بما يضمن بناء مستقبل مشترك يخدم مصلحة البلدين، ويجسد فعلاً مقولة "الصداقة أشعة الشمس في الحياة".