وزير الخارجية يلقي محاضرة في الأكاديمية العسكرية العليا حول الاستراتيجية الدبلوماسية لليمن
وزير الدفاع: المقاومة الشعبية كانت وستظل السند الأول للقوات المسلحة في معركة التحرير
ضبط 995 متهماً بجرائم جنائية مختلفة خلال النصف الأول من أغسطس
رئيس مجلس القيادة يعزي محافظ حضرموت الاسبق
«عمى الذاكرة» للروائي حميد الرقيمي تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية
انتحار مأساوي لتاجر يمني يشعل حملة إلكترونية واسعة ضد الجبايات الحوثية
محافظ شبوة يوجه بتسخير كافة الإمكانات لمحاربة المخدرات وحماية الشباب
اعتقالات الحوثيين تعمّق الشرخ بين القبائل وتكشف حجم الجحود تجاه مشائخها
السعودية تنظم النسخة الثالثة من "معرض الدفاع العالمي" في الرياض
الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية حازمة لوقف حرب الاحتلال الاسرائيلي
أطلقت الميليشيا الحوثية الإرهابية رصاصتها الأخيرة نحو جسد المؤتمر الشعبي العام، الحليف السياسي الذي استنزفته في صنعاء حتى لم يتبقَّ منه سوى اسم بلا روح. فمن بقي من قياداته وكوادره وأنصاره لم يعودوا سوى أدوات موجَّهة للحضور في فعاليات دعائية تحمل شعارات طائفية ومضامين تخدم المشروع الحوثي الضيّق على حساب القضايا الوطنية الكبرى والقومية الجامعة التي تأسس عليها المؤتمر منذ نشأته.
البيان الأخير الصادر باسم المؤتمر الشعبي العام لم يكن سوى وثيقة كُتبت بحبر حوثي خالص، جرى تفريغها من مضمونها الوطني وتحويلها إلى خطاب يتماهى مع سرديات الميليشيا الانقلابية. وهكذا وضعت الميليشيا خاتمة لعلاقة استغلالية بدأت منذ سيطرتها على صنعاء، حينما وظّفت المؤتمر كواجهة تمنحها شرعية شكلية، قبل أن تكشف عن نواياها في ابتلاع الحزب وطمس تاريخه ومكانته السياسية.
وفي خطوة اعتبرها كثيرون دليلاً على موت الحزب سريرياً في صنعاء، ألغى المؤتمر الشعبي العام أي فعاليات أو احتفالات بذكرى تأسيسه هذا العام، وهي المناسبة التي كانت تشكل رمزاً لوحدة أنصاره وتجديد العهد بمساره الوطني. ذلك الإلغاء لم يكن قراراً ذاتياً، بقدر ما كان توجهاً مباشراً لهيمنة الميليشيا الحوثية الإرهابية على الحزب، وإصرارها على محو رمزيته التاريخية وإفراغه من محتواه.
أصبح المؤتمر الشعبي العام، بعد اغتيال زعيمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، أسيراً لهيمنة الميليشيا؛ يتنفس من رئتها ويكتب بيدها، فيما جرى إسكات الأصوات الرافضة داخله بالترهيب أو التصفية أو الإقصاء. وما تبقى من واجهته السياسية في صنعاء ليس سوى صورة باهتة تُستخدم لإضفاء غطاء على مشروع يضرب وحدة اليمن وهويته العروبية.
الميليشيا الحوثية الإرهابية لم تكتفِ بإضعاف المؤتمر، بل سعت إلى تدجينه وتحويله إلى ملحق هامشي في ماكينة التعبئة الطائفية، فاقد لأي استقلالية أو حضور وطني حقيقي. لقد طُعن الحزب في عمقه، وسُلبت منه قراره وإرادته، ليغدو مجرد أداة بيد الانقلابيين، فيما ظلت جماهيره في مختلف المحافظات معلّقة بين وفاء لتاريخه وألم من واقعه المبتور.
غير أن القيادات الوطنية والقاعدة الشعبية للمؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج لن تسمح بتمرير مثل هذه الإجراءات التي تستهدف هوية الحزب وتاريخه. فقد بدأت الأصوات تتعالى داعيةً إلى مواقف حقيقية تعيد للمؤتمر مكانته الطبيعية كحزب وطني جامع يرفض الوصاية الحوثية ويستعيد استقلالية قراره السياسي.
وتتجه دعوات متصاعدة نحو إحياء الذكرى التأسيسية للمؤتمر الشعبي العام في جميع المحافظات المحرَّرة، لتكون مناسبة لتجديد العهد بمبادئ الحزب وإرسال رسالة قوية بأن المؤتمر ما زال موجوداً وقادراً على النهوض، وأن محاولات الميليشيا الحوثية لمصادرة تاريخه وطمس هويته لن تمر.
كما أن هذه المناسبة تشكّل فرصة لإبراز حقيقة أن التعددية الحزبية قُتلت في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، حيث أصبحت السياسة ذات لون واحد وأُسكتت الأصوات المعارضة. بينما تعود المحافظات المحرَّرة لتؤكد مجدداً هيبة التعددية الحزبية، وتبرهن أن الاختلاف في الآراء والتنوّع في الانتماءات لا يتعارضان مع التوافق الوطني حول القضايا المصيرية الكبرى.