غارات إسرائيلية تستهدف منزل مسؤول ومنشآت عسكرية ونووية في طهران
خبير عسكري: إيران تقاتل برشقات صاروخية عمياء وإسرائيل تُنهي بنيتها الاستراتيجية
هجوم جوي إسرائيلي على مقر إقامة خامنئي وإيران ترد بصواريخ باليستية
عاجل اسرائيل تستهدف منطقة إقامة خامنئي
كيف سيتصرف الحوثيون عقب الضربات الإسرائيلية على إيران؟
ماكرون: قواتنا في الشرق الأوسط بحالة تأهب لحماية الشركاء الإقليميين
طهران تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة تستهدف منشآت نووية وعسكرية
اختراق نطنز..ماذا حلّ بجوهرة النووي الإيراني؟
سخرية واسعة من عجز إيران في صدّ الضربات الإسرائيلية
القيادة السعودية توجه بتسهيل خدمات الحجاج الإيرانيين حتى تتهيأ الظروف لعودتهم
وسط ضجيج التحليلات والمعلومات المسربة والمسربة عمداً، كان لا بد من وقفة تأمل. بحثًا عن رؤية وسط عاصفة من الرماد.
لا زلت عند قناعتي الراسخة: أن أخطر عدوان لهذه الأمة هما: الكيان الصهيوني، العدو الذي يعيش على الدم وينمو على الانقسام، ويتقوى بانشغال الشعوب ببعضها، والعدو المجوسي الذي لبس ثوب الإسلام زورا ليثأر من الإسلام الذي أزاحه من المشهد قبل قرون،
أما الضربة الأخيرة على إيران، فليست ضربةً عابرة. حجمها، عدد الأهداف، نوعية الشخصيات المستهدفة، وعمق الاختراق كلها تقول: الأمر أكبر من طائرات تحلّق من بعيد.
النتيجة:
- إيران التي كانت تتغنى بأنها “القلعة الحصينة ثبت أن أسوارها مثقوبة من الداخل.
-الاختراق الأمني بلغ الصف الأول: من قيادة الحرس الثوري إلى هيئة الأركان وصولاً إلى علماء النووي والسياسة.
- الأخطر: أن بعض الضربات وجهت من داخل إيران مما يعني أن “الأمن العقائدي” لم يمنع تسلل الخيانة.
- وأن النظام الذي طعن الثورة من داخلها، بدأ اليوم يُطعن بأسلحته هو.
- وهم القوة الذي تصدره إيران أو كل ما تملكه من قوة سخرته لتدمير دولنا ولكنها فُضحت في أول امتحان لها أمام إسرائيل سواء في حربه معها أو قبل ذلك مع أذرعتها في المنطقة.
يحدث ذلك بينما البعض لا زال يصنع بطولات بالكلام، ويبني مجداً على أشلاء غيره ولازال يعيش وهم القوة وربما بغرور أكثر من إيران ذاتها التي وزعت لهم الغرور والوهم وبعض القوة التي تضمن التخريب لا الردع.
ونحن نرى نيران الحرب، علينا أن نقرأ هذا المشهد لنخلص إلى:
- أن المظلومية لا تبرر الطغيان.
- أن ترديد شعارات فلسطين لا يعوض دماء اليمنيين والعراقيين والسوريين .
- وأن الطغيان، مهما تلثم بالقضية، سيسقط حين تفقده الشعوب ثقتها.
اليوم، تدفع إيران ثلاثة أثمان:
1. توسّعها الطائفي الذي جعل الشعوب ترفضها حتى قبل الأنظمة.
2. توهمها أنها محصنة، وأن أذرعها كافية لترد الضربات.
3. عدم مصداقيتها مع كل يد امتدت لها من الدول العربية بما فيها الدول الخليجية فقد كانت ايران تعمل من الخلف لبناء أذرعتها العسكرية لإسقاط الأنظمة التي مدت أياديها للسّلام.
أما الكيان، فهو اليوم يتباهى بالضربة… لكن التاريخ لن ينسى أن أعظم من لقنه درساً صمود أبناء غزة أمام وحشية الكيان الصهيوني تحت مبرر محاربة المقاومة .
على المستوى اليمني هنالك ما يمكن الاستفادة منه في ظل هذا الحدث والمتغير الكبير
1- الصراخ والاستعراضات باسم القضايا الكبرى لا يحميها
2- المزايدات باسم القضايا العادلة يُفضح مع أول امتحان، وهذا ما سقطت فيه جماعة الحوثي التي ترفع شعار الموت لغير اليمنيين ولا أحد يموت غير اليمنيين خلال سنوات من الحرب عليهم.
3- بعض الحروب تجلب السلام، والتغاضي المخجل باسم السلام يضاعف قوة جماعة الفوضى التي ترى أن التلويح بالسلام ضعفًا يجب النفوذ منه لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب خسارة الوطن.
4- السلام أحيانًا لا يُنجز على الطاولة، وأن إدمان الطاولات يحولها إلى طاولات طعام لا طاولات سلام وخلق التوازنات يأتي عبر خلق منظومة متكاملة لسحب سيطرة المليشيات وإضعافها لا الانتظار حتى ينتشر سرطانها في جسد الوطن.
إشارة أخيرة ومهمة لتطور السياسة الخليجية خصوصًا والعربية عموما التي لم تنجر مع أو ضد بل ظلت تراقب مشهد انكسار أحد خصومها الذي زرع ألغاما في محيطها طيلة عقود إلا أنها وبالرغم من كل ما فعلته إيران بها نددت بالهجوم الإسرائيلي عليها كصورة من صور التسامح والتسامي والتعالي على الجراح وكرسالة للمسلمين والمسالمين في إيران ويكبح هذا التنديد غطرسة الصهاينة لما تشعر به من ألمّ اتجاه دماء اخواننا في غزة ، ولكي لا تمنح إيران دور الضحية .
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ووفق قيادتها للمضي في طريق الخلاص للبلاد، وتحقيق تطلعات الشعب، ولإغلاق ملف الحرب التي أنهكت البلاد والعباد.