النفيعي : إختيار القائمة الأولية تمت بمتابعة فنية مباشرة وتواصل مع الأجهزة الفنية لأندية المحافظات
وزير الصحة يتفقد سير الانضباط الوظيفي عقب إجازة عيد الأضحى
الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال
رئيس مجلس القيادة يعزي البرلماني صادق البعداني
وزير النقل يناقش مع قيادات هيئات ومؤسسات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة
اللجنة الأمنية بتعز تناقش المستجدات العسكرية والأمنية بالمحافظة
هو الأول من نوعه في البلاد.. اللجنة الوطنية للتحقيق تعقد لقاءً موسعاً بتعز لمناقشة آليات الوصول إلى الضحايا وإنصافهم
الارياني: نظام طهران يجني ثمن سياساته العدوانية في المنطقة
مدير عام "القاهرة" يترأس اجتماع المكتب التنفيذي ويقر خطط العمل للنصف الثاني من 2025
المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يتجاوز منتخب هايتي في بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية
لماذا فرحت شعوب كثيرة في المنطقة بالضربة التي تعرضت لها إيران وقتل عدد من قادتها العسكريين والأمنيين وعلمائها النوويين على يد أقذر وأحقر دولة في نظر المسلمين وهي إسرائيل العدو التاريخي للعرب والمسلمين.
إيران دولة ليست سوية، دولة مختطفة بيد عصابة عادت الجميع وأوجعت الجميع، وأدخلت الخراب والميليشيات العسكرية والفكرية في أغلب الدول الإسلامية، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على تصدير ثورته بمضامينها العقدية والفكرية إلى خارج البلاد، بل ينص صراحة على بناء علاقات مع الحركات والتنظيمات الدينية بعيدا عن مؤسسات الدول الرسمية.
فتقول ديباجة الدستور الإيراني “إنّ الدستور يُعدّ الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، وخاصة في توسيع العلاقات الدولية مع سائر الحركات الإسلامية والشعبية، ويسعى إلى بناء أمةٍ واحدة في العالم".
فيما تنص المادة 154 على “تدعم جمهورية إيران الإسلامية نضال المستضعفين ضد المستكبرين في أي نقطة من العالم، وفي الوقت الذي لا تتدخل فيه في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى، فإنها تعتبر حريتها وحقها بالتحرر مسؤولية إنسانية وإسلامية".
هذه المادة الدستورية التي تناقض نفسها تدعو إلى نصرة المستضعفين ضد المستكبرين- من وجهة النظام الإيراني- في الوقت الذي لا تتدخل فيه في الشؤون الداخلية للشعوب!!.
بمعنى أنها قد تختار جماعة مثل جماعة الحوثيين وتصنفها بأنها مستضعفة، في ظل النظام السياسي اليمني المستكبر، وبالتالي تتولى مهمة دعم هذه الجماعة ضد الدولة عملا بالدستور الإيراني، وهذا الدعم له معنى واحد: البحث عن عملاء يقبلون بفكرة تصدير واستيعاب الثورة الخمينية بمضامينها الشيعية الاثنا عشرية الجعفرية، ويكونون امتداد عسكرياً وعقدياً لإيران، ولديهم القابلية للتحرك في أي اتجاه ولو كان ضد دولتهم كما حدث أن تم تحريك الحوثيين ضد السلطة الشرعية اليمنية وإسقاطها.
خرائب إيران امتدت من لبنان إلى العراق وسوريا واليمن ولها مليشيات وخلايا نائمة في دول الخليج الست ومصر والجزائر وتونس والمغرب وباكستان وتركيا، وتعبث بالعقيدة والفكر والسلاح في عدد من دول جنوب إفريقيا، وتبني علاقات مع جماعات لا تنتمي إلى مؤسسات، فضلاً عن تجارتها بالمخدرات والسلاح والمشتقات النفطية والأدوية المهربة في كل العالم، لذا من الطبيعي أن لا يأسى عليها أحد.
حزب الله كان تنظيم سياسي وعسكري وميليشاوي مهما تقمص شكل الدولة وهيبتها، وكانت قصة اختراقه عبر أجهزة البيجر، ثم اغتيال جميع قيادته وتفجير مخازن أسلحته مثَّل صدمة لكل من آمن بقوة حزب الله وقدرته على التحصن.
لكن السؤال في هذه اللحظة: ماذا جرى ويجري في إيران، كيف تساقط قادتها العسكريين والأمنيين كأحجار الدومينو؟!.
وكيف استطاعت إسرائيل تدمير أجزاء من المفاعلات النووية والمعسكرات وأنظمة الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الرادارات بما فيها رادار غدير و S-300، وقصف القواعد العسكرية بما فيها قاعدة شاهرود المعنية بتطوير برنامج الصواريخ وعلوم الفضاء، واستباحة سماء إيران كلها في ليلة واحدة؟!
أين ذهب الهيلمان والتهديد والوعيد الإيراني الذي ما انفك يعلو في كل يوم طيلة 40 سنة؟
كيف حدثت هذه المفارقة أن الذين هددوا وأرعدوا وأزبدوا كانوا هم أول الضحايا في أول الدقائق في حربهم مع إسرائيل؟!
هل كانت إيران مجرد قوة وهمية في مخيلتنا، وقوة مكرفوناتية إعلامية أكثر منها حضوراً على الأرض؟
في تقديري أن قوة إيران الحقيقية كانت في أذرعها الخارجية وليس في داخلها، وبمجرد القضاء على حزب الله وقيادته وأسلحته، ونظام بشار الأسد وميليشياته، وقصف مخازن الأسلحة لدى ميليشيا الحوثي، تعرَّت إيران وظهرت أنها دولة هشة وأسد من ورق.
وفي تقديري أيضا أن إيران وقعت في سوء تقدير لقوتها الذاتية، وسوء تقدير للموقف الدولي منها، فقد توهمت القوة في ذاتها غير مدركة أنها تمتلك أسلحة في أغلبها تقليدية، وأن المحيطين بأغلب قيادتها العسكرية والأمنية هم عملاء الموساد الإسرائيلي وبدليل أنه تم إغتيال أغلبهم في ساعات قليلة في داخل منازلهم والشقق التي يبيتون فيها، وبعضهم صفَّته السيارات المفخخة. أما الموقف الدولي فها هي أوروبا وأمريكا تتداعى إلى جانب إسرائيل لقتال إيران في مشهد يذكرنا بالتداعي لقتال العراق واحتلاله عام 2003.
في قادم الأيام ستعود إيران إلى طاولة المفاوضات مع أمريكا المزمعة في مسقط، لكن الجديد في هذه الجولة أن إيران أصبحت مكسورة الذراع، مجروحة الكبرياء، لا قوة عسكرية تحصنها ولا برنامج نووي حقيقي يمكنها التفاوض حوله، بل هي جولة تحصيل حاصل مع ضبع بلا مخالب!.
في السنوات القليلة الماضية تعرضت إيران لسلسلة اختراقات، منها قصف معسكرات ومحطات طاقة، واغتيال علماء نوويين أهمهم وأبرزهم على الإطلاق البروفيسور محسن فخري زاده وصولاً إلى إغتيال رئيس حركة حماس الفلسطينية اسماعيل هنية وسط طهران!
في شهادة مخزية قال الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد: كنا نشعر بعملاء إسرائيل يتوسعون في البلاد فأسسنا وحدة استخباراتية وظيفتها تتبع عملاء الموساد الإسرائيلي، وبعد فترة اكتشفنا أن رئيس هذه الوحدة هو نفسه عميلاً لاسرائيل وقد جند معه 20 ضابطاً آخرين!
لكن الأقسى من هذه الشهادة هو حديث الرئيس نجاد عن إخفاء التحقيقات في قضية تسريب الملف النووي الإيراني إلى إسرائيل، وإخفاء ملف التحقيقات مع رئيس هذه الوحدة والضباط المتعاونين معه، بما يوحي بأن هناك من هو أعلى من رئيس الدولة ومن رئيس المخابرات، ولا معنى لذلك غير الإشارة بوضوح إلى دور المرشد الأعلى علي خامنئي ونجله مجتبى!.
لم يسجل التاريخ من قبل أن الموساد الإسرائيلي ينشر صور عملائه على مسرح العمليات بعد 6 ساعات من العملية، كما نشر أمس صور عملائه وهم يركبون المسيرات، ويطلقون مقذوفات نوعية على بعد 12 كيلو من العاصمة طهران ومن داخلها.
هذا ليس مجرد تسريب بل إهانة وصفع لم تشهده دولة من قبل!
أكثر من 50٪ من العمليات التي نفذت في أول أيام الحرب انطلقت من الداخل الإيراني بل من داخل العاصمة طهران وضواحيها.
قيادات الدولة الإيرانية العليا والمواقع العسكرية الأكثر حساسية وتحصين كلها انتهت خلال 6 ساعات!.
إيران عملت على تفكيك عدد من الدول العربية من الداخل، ولم تنتبه يوماً إلى أنها فككت نفسها، أو تلقي بالاً لما يجري داخلها من انهيار لمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والعلمية، حتى وصلت إلى مرحلة صارت مكروهة في الخارج وأضحوكة في الداخل!.
أمنياتي للشعب الإيراني الشقيق بالحصول على قيادة صادقة يستحقها وعيش كريم يهنأ به، فقد آن الأوان لوضع ترياق للسم الذي يتجرعه منذ فبراير 1979.