وزير الصحة يفتتح الملتقى العلمي الثاني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات
مجلس الجوف الوطني ينظم ندوة حول “اليمن والسعودية من الأمن إلى الشراكة الاستراتيجية"
اللجنة العليا لتنفيذ أولويات الإصلاحات الاقتصادية الشاملة تعقد أولى اجتماعاتها في عدن
رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال المغرب
حضرموت.. تدشين حزمة من المشاريع التدريبية ويختتم فعاليات "هاكاثون مسار" الريادي
نائب وزير الإدارة المحلية يناقش الترتيبات النهائية لموازنة الوزارة للعام 2026
نائب وزير الخارجية يتسلم اوراق اعتماد الممثل الجديد لصندوق الأمم المتحدة للسكان
حالة الطقس في الجمهورية اليمنية غداً الثلاثاء
الرئيس العليمي يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن
باتيس: اليمن يتطلع لإنهاء التمرد الحوثي واستعادة الدولة والعودة لمكانته الريادية ونهوضه الحضاري
- كاتب صحفي ومدير التحرير في إذاعة مأرب
في العصر الرقمي، أصبحت الأخبار عنصرًا ملازمًا للحياة اليومية، تتدفّق عبر شاشات التلفاز والهواتف ومنصّات التواصل الاجتماعي بلا انقطاع. ورغم أهمية هذا التدفق في تشكيل الوعي وفهم الواقع، إلا أن تزايد المحتوى السلبي والمشحون قد جعل تأثير الأخبار على الصحة النفسية موضوعًا يستحق الاهتمام. إذ أظهرت نتائج مقاييس نفسية معتمدة—مثل مقياس الضغط المدرك (PSS) ومقياس الاستهلاك الإخباري الإشكالي (PNC)—أن التعرض المفرط للأخبار السلبية يرتبط بارتفاع واضح في مستويات القلق والتوتر. وتشير بعض الاستبيانات إلى أن نحو 40% من الأفراد يشعرون بزيادة القلق بعد متابعة الأخبار المتكررة، بينما أبلغ حوالي 30% عن ارتفاع في مستوى التوتر وصعوبة التحكم في مشاعرهم عند مواجهة المحتوى الإعلامي المثير والمشحون.
ويؤكد الباحثون أن هذا التأثير لا يقتصر على لحظة مشاهدة الخبر فحسب، بل يمتد ليشمل أنماط التفكير والمزاج والسلوك اليومي. ففي كثير من الحالات، يؤدي التعرّض المستمر للمواد الإخبارية السلبية إلى زيادة هرمونات التوتر في الجسم، مما يرفع من مستويات القلق العام. كما يسجل بعض الأفراد ارتفاعًا في بنود مثل التفكير المتكرر في الأحداث وعدم القدرة على إيقاف القلق، وهي مؤشرات تظهر عادة في الدراسات التي تستخدم المقياس PNC. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمتابعة الأخبار قبل النوم قد تؤثر سلبًا على جودة النوم وتؤدي إلى الأرق، بينما تسبب الصور المثيرة والمعلومات المتسارعة شعورًا بالعجز أو الخوف المستقبلي، نتيجة تشكّل صورة ذهنية مضخّمة عن حجم الأخطار من حولنا.
ومع إدراك حجم هذا التأثير، يصبح من الضروري تبنّي أساليب وقائية تحمي الصحة النفسية دون الانعزال عن الواقع. ومن أبرز هذه الأساليب تحديد وقت واضح لمتابعة الأخبار، بحيث لا تتجاوز المتابعة اليومية 15–30 دقيقة، لتجنّب التعرّض المستمر. كذلك يُنصح باختيار مصادر موثوقة وهادئة تقدم المعلومات بموضوعية، بعيدًا عن الإثارة والتهويل. أما عند الشعور بارتفاع الضغط النفسي، فيمكن تطبيق ما يشبه الحمية الإعلامية عبر تخفيف أو إيقاف متابعة الأخبار لعدة أيام لإعادة التوازن.
ومن الاستراتيجيات المهمة أيضًا الفصل بين وقت متابعة الأخبار ووقت النوم، لأن الدماغ يستمر في معالجة المحتوى المقلق أثناء الليل. كما يساعد تخصيص وقت لأنشطة بديلة—مثل الرياضة، المشي، القراءة، أو قضاء الوقت مع العائلة—على تخفيف التوتر واستعادة الاستقرار النفسي. أما على المستوى المعرفي، فتنمية مهارة التفكير النقدي تجعل المتلقي قادرًا على تقييم الأخبار بموضوعية دون انفعال، عبر التساؤل عن دقة المعلومات، وطريقة عرضها، والهدف من صياغتها.
وفي الختام، يتضح أن تأثير الأخبار على المتلقي نفسيًا مسألة تتطلب وعيًا ذاتيًا وإدارة رشيدة للوقت والمصادر الإعلامية. فالهدف ليس الانفصال عن المعرفة، بل متابعة الأخبار من خلال أساليب تحافظ على التوازن النفسي، وتتيح للفرد فهم الواقع دون أن يصبح أسيرًا للقلق والتوتر. إن بناء علاقة صحية مع الإعلام هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر هدوءًا ووعيًا واستقرارًا.






