رئيس نيابة استئناف مأرب يناقش مع وفد حقوقي أوضاع النزلاء والمحتجزين بالسجون
صدور قرار مجلس الوزراء بحظر استخدام العملات الأجنبية بديلاً عن العملة الوطنية في المعاملات التجارية والخدمية
قرعة بطولة دوري أبطال الخليج للأندية تضع تضامن حضرموت في المجموعة الثانية
اجتماع بتعز يناقش إجراءات الرقابة على تخفيض أسعار الأدوية
لملس يؤكد دعم السلطة المحلية بعدن للمشاريع الاستراتيجية في مختلف القطاعات
البنك المركزي يستعرض مع القطاع الخاص الآلية التنفيذية لعملية تغطية الواردات من الخارج
بعكر يبحث يلتقي مدير الإدارة القنصلية بالخارجية السورية تعزيز التعاون القنصلي
رئيس الوزراء يوجه بتخصيص موازنة استثنائية عاجلة لإعادة تشغيل مستشفى 22 مايو
شبكة حقوقية توثق 732 حالة انتهاكا ارتكبتها ميليشيات الحوثي الارهابية خلال شهرين
وزير الزراعة والري يناقش سُبل دعم احتياجات القطاع السمكي في سقطرى
قبيل الاحتلال البريطاني للهند منتصف القرن الثامن عشر، كانت الهند امبراطورية عظيمة المآثر من ضمنها تاج محل إحدى عجائب الدنيا السبع، وكان للإسلام الكلمة الأولى في شبه القارة الهندية عددا ومكانة، ولطالما مثلت حضارة الهند سندا للعرب ومجالا حيويا لهم في أصعب الظروف.
عمل الاحتلال البريطاني الطويل على تغيير المعادلة، كما عمل على جعل الهند مستودعا لبعث خرافات الشرق ومن بينها إحياء التشيع الذي استعاد حيويته في إيران بفعل الأدبيات التي كان يشرف عليها الضباط الإنجليز في الهند حتى أنه يقال إن خميني من أصول هندية.
اتحد الهنود ضد المحتل ليجبروه على الرحيل منتصف القرن العشرين، ولكنه أبى أن يغادر والهند أمة واحدة، فقام بتمزيقها لجزءين، الهند وباكستان الشرقية والغربية، وزرع بينهما مشكلة مزمنة اسمها إقليم كشمير. وكان للسياسي الاسماعيلي الباكستاني محمد علي جناح دور في فرض الانفصال رغم معارضة الزعيم المهاتما غاندي.
حتى بمعايير الفرز الديمغرافي الديني فإن انفصال باكستان الشرقية والغربية عن الهند الأم يعد خطأ استراتيجيا أدى لتحجيم الإسلام في شبه القارة الهندية.
عقود قليلة بعد الاستقلال وتنفصل باكستان الشرقية عن أختها فتصبح دولة اسمها "بنغلاديش"، وبالتالي توزع الثقل المسلم بين ثلاث دول ويظل ما تبقى من المسلمين في الهند يوازي أو يفوق عدد سكان باكستان.
وإمعانا في تسعير التوتر تم السماح لرئتي القارة الهندية بالتسلح النووي ضمن خطة مالتوس للتخلص من الأعداد المليارية البشرية فيما يسمى خط الموت (الصين، الهند وباكستان).
منذ الاستقلال وقف غالبية العرب مع باكستان بوازع ديني وكان بمقدورهم البقاء على مسافة واحدة من طرفي حضارة صديقة كانت على مدى التاريخ سندا ومضمارا فكريا لهم، ما جعل الكيان الاسرائيلي يسارع لربط علاقات مع الهند.
جاءت أحداث مانهاتن في سبتمبر 2001 لتؤثر على النفوذ العربي في آسيا الوسطى وباكستان، وبدت الحاجة ماسة لتعديل العلاقة مع الهند فكانت زيارة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند في 2010 في هذا الإطار.
فنياً، تكفلت البرجوازية الاسلامية الصاعدة في الهند بمحاولة محو الصورة السلبية عن المسلمين في الغرب عبر أعمال عملاقة من بينها "my name is khan" بطولة شاه روخ خان، وهو ذاته أسهم مع ثلة من زملائه النجوم في التقريب النفسي بين الجارين اللدودين اللذين كانا أمة واحدة (الهند والباكستان).
إن أي توتر بين الهند وباكستان لن يكون لصالح الدولتين ولا لصالح العرب، خصوصا وأنه يتزامن مع تدهور متسارع تشهده إيران المعادية للعرب والمحادة لباكستان، ويخشى أن يكون هذا التوتر بمثابة الأوكسجين الذي يطيل من عمر المريض الفارسي الرابض في غرفة الإنعاش.
مجددا نؤكد، ليس من صالحنا نقل توتر الإخوة في شبه القارة الهندية لمدرجات التشجيع، ولا ينبغي تشجيع طرف ضد آخر بل ينبغي الحرص على الصلح والتهدئة، دماء الجميع غالية بكل أديانهم.
نقول هذا الكلام اقتناعا منا بمسؤولية تجاه هذا الجوار المهم، وخلاصة اهتمام في متابعة جذور الخلاف وأطلس العلاقة التاريخية بين الأمتين، وليس إرضاء أو تماشيا لتوجه بلد ما أو حزب ما، بل هي قناعة متأصلة منذ 17 عاما تاريخ أول مقال كتبته في هذا السياق.