الشرطة تضبط 189 جريمة وحادثة غير جنائية بعدن خلال أغسطس
الارياني: إيران تهرّب "مواد كيماوية" إلى الحوثيين لإنشاء مصنع أسلحة محظورة
المهرة: تدشين المرحلة الثانية من مشروع (من الغذاء إلى الصمود) بتمويل مركز الملك سلمان
فلسطين تطالب المجتمع الدولي بـ"إجراءات رادعة" لوقف اعتداءات المستوطنين
السفير شجاع الدين يبحث مع الغرفة التجارية العربية النمساوية التعاون في مجال الطاقة الكهربائية
لجنة متابعة تنفيذ قرارات البنك المركزي بمأرب تتخذ عدد من القرارات لتعزيز الاجراءات الرقابية
انعقاد ندوة علمية متخصصة بمأرب حول "زراعة السمسم.. التحديات والفرص"
الأرصاد تتوقّع أمطاراً رعدية بأنحاء مختلفة وطقساً حاراً بالمناطق الساحلية والصحراوية
العرادة يبحث مع سفير المملكة المتحدة التحديات الراهنة وتعزيز الدعم الدولي
وزير الداخلية يشيد بإحباط محاولة إنشاء مصنع متكامل لإنتاج المواد المخدرة في المهرة
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
على ضفاف ضاحية نوفل لو شاتو الباريسية، كان المطر يذوب في تراتيل النفاق، والنسّاجون يحيكون أسطورة رجل جاء من العدم. وعجوز هناك اسمه "روح الله خميني" لم يكن أكثر من رجل دين منسي، نُفي إلى النجف وظل فيها بلا ذكر، حتى تبنته باريس، بكل ما فيها من أنفاس الثورة الفرنسية وازدواجية المصالح، وزفّته بطائرتها العسكرية إلى عرش طهران.
في تلك الضاحية الباريسية المعتمة انطلقت أسطورة صعود "الإمام" روحيًا وسياسيًا. ويقول كتاب "الخميني في فرنسا الأكاذيب الكبرى والحقائق الموثقة حول قصة حياته وحادثة الثَّورة"، لهوشنك نهاوندي، أحد المساهمين في السياسة والإدارة الإيرانيتين في عهد الشاه، إن الأمر لم يكن صدفة؛ فقد جرى التخطيط له منذ منتصف السبعينات، حين استشعرت النخب السياسية هناك تيار تغييرًا عالميًا. فاحتضنه تيار يساري أوروبي وغدا رمزًا ثوريًا يجلّه الإعلام الغربي، فرُفع باسمه لواء التحرر في لندن وباريس، حتى تحول من رجل دين عادي إلى "الإمام والمنقذ"، رغم عدم أهلّيته الفقهية لذلك.
رافقه في باريس صناع الثورة؛ فقد بات إبراهيم يزدي (أمريكي–إيراني) ناطقًا رسميًا باسمه، في حين أدّى صادق قطبزادَه وحسن بني صدر دور الوسيطين اللغويين مع الفرنسيين. وحتى سُوِّغ ماضيه الخاص في الرواية: صار والده "شهيدًا ثوريًا" أعدمته قوات الشاه ، فازدادت هيبته في أعين الأنصار. وفي جوّ التفخيم هذا وظّف الإعلام الغربي كل الوسائل: بثّت "بي بي سي فارسية" كلمات الخميني يوميًا، وتنافست الصحف الفرنسية على تكريسه في صفحاتها. ثم اكتمل المشهد: في أول فبراير/شباط 1979 هبطت الطائرة الفرنسية بطهران، وكأن جنودًا إيرانيين متنكرين بزِيات عسكرية حقيقية استقبلوه، فسقط العهد الملكي إلى الأبد.
لكن اليوم تبدو باريس معكوسة الحال، فقد كانت الراعي الأول للخميني حين وفّرت له طائرتها الخاصة عام 1979 ، إلا أن المصالح تبدّلت. فقد رفضت إيران التوقف عن التخصيب فأيدت فرنسا إحالة قضيتها النووية إلى مجلس الأمن ، وصارت الجبهة الأوروبية ترصد موقف طهران بقسوة. ورُفعت الستائر عن سياسة أوروبية موحّدة.
انتهجت باريس الحضور الأقوى في مواجهة طهران، ومثّلت مع أهلها الديمقراطية والحقوق فاستضافت منشقين، كقادة "مجاهدي خلق" المعارضين. هكذا تبدّلت الرؤية الجيوسياسية؛ فقد صارت فرنسا اليوم تكافح طموحات إيران النووية وتدين سياساتها الحقوقية، بعدما كانت شاهدة على ولادتها الثورية.