النيابة العامة بعدن تناقش مع هيئة الادوية آليات خفض أسعار الأدوية
محافظ البنك المركزي يسحب ويوقف تراخيص 6 منشآت وشركات ويغلق مقراتها
الإرياني: مشاهد مواكب الحوثيين في كربلاء تكشف انغماسهم في المشروع الإيراني وانسلاخهم عن الهوية اليمنية
رئيس الوزراء يؤكد حرص الحكومة على تفعيل أداء هيئة الاستثمار وتحسين إجراءاتها لجذب المستثمرين
الشرجبي يشارك في الجلسات التفاوضية للدورة الخامسة للبلاستيك ويبحث مع مفوضية اللاجئين التغيرات المناخية
وكيل مأرب يؤكد على اهمية تنفيذ قرارات الاصلاح الاقتصادي
المجلس الأعلى للطاقة يعتمد خططًا وحلولًا استراتيجية لتطوير الكهرباء
بن بريك يوجه الهيئة العامة للأراضي بمنح فرصة نهائية للمستثمرين غير الملتزمين او سحب الأراضي الممنوحة لهم
رئيس مجلس الوزراء يلزم شركة الغاز بتخفيض الأسعار بما يتوافق مع تحسن صرف العملة الوطنية
العليي: الحوثية مزيج قاتل جمع بين فاشية موسوليني ونازية هتلر وإرهاب الخميني
التقاليد التي تأخذ بها الجاليات اليمنية في بريطانيا، مراكزها وفروعها، في تكريم المبدعين، والنشطاء، والمتفوقين علميًا من أبناء الجاليات يستحق التقدير والثناء، وهي تقاليد تتواصل بين أبناء الجاليات على مدى فترة تمتد لأجيال.
وكل خطوة تتم على هذا الطريق تجسد تواصلاً مع الجيل المؤسس لهذه الجاليات منذ خمسينات وستينات القرن الماضي وحتى اليوم.
في سنوات سابقة شاركنا في احتفالات أقيمت في بعض الجاليات، ومنها جالية "شيفيلد" النشطة في هذا الجانب، بتكريم عدد من الخريجين والشخصيات التي شكلت نموذجاً لكفاح الجاليات في تكوين جيل من المؤهلين علمياً وثقافياً وسياسياً كخلاصة للعمل الشاق والكفاح المستمر للأجيال المتعاقبة لتحويل الهجرة من اغتراب ومنفى إلى استقرار وبناء اجيال متسلحة بالعلم والمعرفة، والعمل على الانخراط في هذا المجتمع كعملية طبيعية تعكس عمق العلاقات الانسانية بين الأمم. وعندما أشاهد هذه الجهود التي تتواصل جيلاً بعد جيل أتذكر، كما أقول دايماً، تجربتي الشخصية مع جالية شيفيلد في ستينات القرن الماضي وكيف أني أدين لها بمساعدتي يومذاك في اكمال دراستي الجامعية.
اليوم تكرم الجالية في شيفيلد الأخ العزيز الدكتور عيدروس النقيب الكاتب والمبدع والمثقف الانسان، وعضو البرلمان كحلقة في سلسلة من المواقف الانسانية الرائعة لهذه الجالية وغيرها من الجاليات اليمنية.
دعيت للمشاركة في هذه المناسبة العزيزة وتحدثت بكلمة حاولت أن أخلصها من رتابة وملل مصطلحات الرسميات لتكون حالة وجدانية خاصة معبرة عن الفضاء الرحب والواسع لمشاعر المحبة للصديق والاخ والرفيق العزيز الدكتور عيدروس، الانسان قبل كل شيء آخر، والمثقف ثانياً والسياسي ثالثا.
والحقيقة أنه حينما يكرم شخص مثل الدكتور عيدروس فإنما يكرم في شخصه السياسي الناجح والمثقف المرموق، والانسان الرائع، شخصية استثنائية اجتمع فيها، ما قلّ أن يجتمع: الإنسان، والمثقف، والسياسي.
لقد جسد الدكتور عيدروس عبر مسيرته حقيقة أن السياسة ليست فنّ الممكن فقط، بل فنّ الصدق مع الذات، والمسؤولية أمام الناس. وهنا كان للبعد الإنساني والبعد الثقافي دورهما العميق في تشكيل شخصيته السياسية؛ فقد كان قراره السياسي دومًا منحازًا لما هو إنساني وعادل، قبل أن يكون مكسبًا أو موقعًا.
أما البعد الثقافي، فقد منح تجربته السياسية أفقًا واسعًا. فالمثقف فيه لم يسمح للسياسي أن يسقط في فخ الشعبوية أو التعصب، أو دوغما من أي نوع كان، أو أن يغيب عن جذور المعنى. بل ظل يحمل في كلماته ظلال الكتب، ورحاب الشعر مهوى الأفئدة، وفي مواقفه نكهة الفكرة، وفي نظرته للمستقبل عمق التاريخ. وهذا ما جعله ليس فقط صانع قرار، بل صانع وعي.
وما بين الإنسان والمثقف، وُلد السياسي المختلف: السياسي الذي لا يتكلّم فقط، بل يصغي. الذي لا يناور، بل يقنع. الذي لا يفرض، بل يؤثر.
الثقافة تهذب السياسة وتكسبها عمقًا فكريًا يساعدها على تتبع المشكلة بعيدًا عن التعصب، وإدارة الاختلاف بالحوار. الانساني يرفدها بعدًا يقربها من حاجة الناس إلى التفاهم والتعايش بعيدًا عن الخشونة والكراهية.
وحينما يتم تكريم مثل هذه الشخصية فهذا يعني أن العقل الجمعي إنما يكرم نموذجًا يحتاجه المجتمع، ويستحضره كمرآة لكل من يريد أن يعمل في الشأن العام، دون أن يفقد بوصلته الأخلاقية أو ثقافته الواسعة.
وأن السياسة، حين تتكئ على الإنسان والثقافة، تتحول من سلطة إلى رسالة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك والعنوان من اجتهاد المحرر