اليمن يشارك في مؤتمر الإنتوساي الـ25 بشرم الشيخ
الزنداني يستعرض مع وزيرة الخارجية البريطانية العلاقات التاريخية بين البلدين
صندوق صيانة الطرق بشبوة يبدأ إصلاح أضرار السيول في وادي جردان
ريمة تحتفي بأبطالها: تكريم 180 جريحاً من الجيش والمقاومة تزامناً مع أعياد الثورة اليمنية
أمين محلي المهرة يؤكد أهمية دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ويشيد بمشروع التمكين الاقتصادي
وزير الخارجية يلتقي السفير الكندي ووزيرة الاعمال الأسترالية ومسؤول في المفوضية الأوروبية
اختتام برنامج لتدريب مدربي الجودة ومكافحة العدوى بعدن
الأرصاد تتوقّع طقساً حار نهاراً ومعتدل ليلاً بالسواحل والصحاري وبارداً بالمرتفعات الجبلية
عدد جديد من «الثورة» .. مزيج من التحقيق والفكرة والإنسان
العلاقات اليمنية المصرية جذور عميقة واستمرار للأصالة الدبلوماسية
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
لا تظنّوا يومًا أن الناس أغبياء؛ فالتفكير الجماعي ليس أحمقًا كما يُخيَّل للبعض. الشعوب قد تصمت طويلًا، لكنها لا تُخطئ في تحديد لحظة التحوّل.
انظروا مثلًا إلى أولئك الذين يحتشدون في ميدان السبعين بصنعاء المحتلّة، فهُم - بلا شك - سيكونون أوّل من يطلق رصاصات الجمهورية في صدر آخر خرقة إماميّة بالية، حين تعود البلاد لتطالب بسيادتها وكرامتها.
حتى المقرّبين جدًّا من عبدالملك الحوثي، سيتحرّكون في الوقت المناسب، وفي الظرف الذي تُعيد فيه الأحداث تعريف الولاء والعداء. فبصواريخ إيران التي غامر الحوثي بتهريبها إلى اليمن، ستُدكّ مغارات الإمامة في كلّ موقع وجبل، حين تدور الدائرة على من استخدم السلاح لإذلال اليمنيين.
لقد كان عبدالله السلال - رحمه الله - رئيسًا لحرس الإمام المخلوع البدر، لكنه من قضى على الإمامة، وكان خطيبًا عظيمًا، ورئيسًا خالد الذكر حقق أهداف الثورة اليمنية المجيدة وأعاد للشعب وعيه وكرامته
لا بد أن يعترف الحوثي بفشله في إدارة ما تحت يديه، بعدما سُلِّمت له مؤسسات الدولة على طبق من ذهب. كانت الأجهزة قائمة، والمؤن متوافرة، ودورات الصرف مستقرة، لكنّ عبثه وعنصريته وأحقاده وجرائمه المروعة وتوظيفه المذهبي دمّر كل ما كان يعمل بانضباط الدولة.
تحالف معهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لإنقاذهم من أنفسهم، إذ رأى في إنقاذهم إنقاذًا للدولة في صنعاء، وللناس، ولعودة المرتبات، ولوقف استنزاف خزائن المواطنين ونهبها.
صالح - لا الحوثي - من أراد أن يقول للجمهور الصلب للحوثيين، الذي يقدّس بعضُه وهمَ "الهوية الهاشمية"، إن هؤلاء قد تعلّموا من أخطاء الماضي وكوارث وجرائم آل حميد الدينخلال سيطرتهم الغاشمة على اليمن قبل ثورة 1962م. لكنّ التاريخ نفسه أجهز على هذا الأمل؛ إذ خذله الحوثيون وقتلوه، فانهار مشروع الخديعة، وتكشّف زيف دعاواهم.
ومنذ ذلك اليوم، تشكّلت حول مقتله حالة وطنية واسعة من الحنين والثأر المعنوي، تمثّلت في دعم سياسي واجتماعي وعسكري لعائلته وأنصاره، لأن الناس أدركوا أن صالح كان آخر خيط يربط بين فكرة الدولة وبقايا الجماعة.
حتى أولئك الإعلاميون والمقرّبون الذين رافقوا الحوثي في بداياته، يعيش بعضهم اليوم تحت وطأة الجوع وانقطاع المرتبات، بعدما تآكلت مواردهم وتبدّدت أوهامهم. تكاثرت أصواتهم ولم تمت - فكل من جاع في صنعاء صار تلفازًا ناطقًا بالحقيقة المأساوية.
لقد أثبتت التجربة أن الحوثي ضد مشروع الدولة، والاستقرار، فكلما أطفأ الناس والإقليم نار الحرب، أوقدها بمشروع حرب مفتوحة، تتغذى على الجهل والفقر، وتعيش على إذلال الناس وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
لهذا، يجب أن يُسلّم الحوثي الأمر طواعية، قبل أن تنهار حوله أبراج الوهم العاجي، وقبل أن تنفجر من تحته قواعده التي بُنيت على القهر والادعاء. عليه أن يُسلّم صنعاء كما دخلها، بلا دماء ولا دمار.
لكنه - كما يعرفه الجميع - لن يفعل ذلك إلا في حالتين: هزيمة عسكرية مدوّية، أو انقلاب مبارك من داخله، ومن حيث لا يتوقع.
أترك لكم التفكير في مآله .. لمقال قادم.
.. وإلى لقاء يتجدد






