إبراهيم الصلوي.. العالم اليمني الذي فك شفرة لغة المسند ونقب في لهجات العرب القديمة
رئيس الوزراء يعزي بوفاة نائب رئيس جامعة لحج
الإرياني يرحب بقرار لبنان حصر السلاح بيد الدولة ويؤكد متابعة استضافة "حزب الله" الذراع الإعلامي للحوثيين
جمرك ميناء شحن البري.. عامان من التحول المؤسسي والبنية الحديثة والشفافية
انطلاق مؤتمر الروبوتات العالمي 2025 في بكين
مصر تدين القرار الإسرائيلي إعادة احتلال قطاع غزة
السعودية تندد بأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة
"العالم الإسلامي" تُدين قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي احتلال قطاعِ غزّة بالكامل
مأرب تحتضن العرس الجماعي الأول لـِ 260 عريساً وعروساً من أبناء محافظة البيضاء
محافظ شبوة يشيد بمشروع المساعدات الطارئة لإنقاذ الحياة والتعليم في عسيلان
في لحظة إقليمية ودولية بالغة الحساسية، جاءت زيارة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، كرسالة استراتيجية متعددة الأبعاد، تتجاوز طابعها الثنائي إلى تثبيت الحضور الرسمي للشرعية اليمنية كممثل وحيد للدولة، ونقل السردية الحقيقية للصراع في اليمن إلى واحدة من أكثر العواصم تأثيرا في القرار الدولي.
إن العلاقات اليمنية الروسية ليست طارئة، بل تعود جذورها إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما زارت أول سفينة سوفييتية ميناء الحديدة، ومنذ ذلك الحين، لعبت موسكو دورًا بارزًا في الاعتراف المبكر بالجمهوريتين في شمال اليمن وجنوبه، وأسهمت في تأسيس البنية التحتية للدولة اليمنية الحديثة.
ومن هذا العمق التاريخي، جاءت الزيارة لتعيد رسم تحالفات دولية داعمة للشرعية، في ظل تصعيد حوثي مدعوم من إيران، ومحاولات بعض الأطراف تقديم سرديات مشوشة عن طبيعة الصراع في اليمن.
حرص الرئيس العليمي خلال الزيارة على تفنيد الأوهام التي روجت لها الميليشيات الحوثية، حول إمكانية تسويق نفسها كطرف شرعي أو قابل للتفاوض على قاعدة الأمر الواقع، وأكد في لقاءاته مع القيادة الروسية أن ما تواجهه اليمن ليس نزاعًا سياسيًا تقليديًا، بل معركة مع تنظيم عقائدي مسلح، يتبنى فكرة "الحق الإلهي"، ويرفض مبادئ الدولة والمواطنة والدستور.
وصف العليمي الحوثيين بأنهم جماعة دينية متطرفة تتقاطع في ممارساتها مع التنظيمات الإرهابية الدولية، سواء في استهداف البنية التحتية، أو تجنيد الأطفال، أو التعاون مع القاعدة وداعش، وأكد أن التعامل الدولي يجب أن يكون مع الدول ومؤسساتها، لا مع ميليشيات خارجة عن القانون، وهو ما يجسده مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية.
الرسالة التي حملها العليمي إلى موسكو كانت واضحة: روسيا تتعامل مع الدولة اليمنية وممثليها الشرعيين، ولا يمكن لجماعة طائفية مسلحة أن تراهن على دور روسي داعم لها، مهما حاولت أن تستثمر في الخطاب المعادي للغرب.
اللقاءات التي عقدها الرئيس مع الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس مجلس الدوما، والنخب الفكرية الروسية، شكلت جبهة دبلوماسية متقدمة لإعادة الاعتبار للقضية اليمنية بصورتها الحقيقية: صراع بين الدولة والانقلاب، بين مشروع وطني جامع، ومليشيا كهنوتية تؤمن بالوراثة السلالية للسلطة.
كما جاءت الزيارة في سياق توسيع شبكة التحالفات الدولية للشرعية، في وقت يحاول فيه الحوثيون تقديم أنفسهم كممثلين للمقاومة، بينما هم في الواقع أداة إيرانية فاشية تهدد الملاحة الدولية وأمن الإقليم.
وأكد الرئيس العليمي في ختام الزيارة أن اليمن لا يحتاج إلى دعم لفظي، بل إلى شراكات استراتيجية تعيد الاعتبار للدولة، وتواجه خطر الجماعات الطائفية، بنفس منطق مكافحة الإرهاب الذي طالما تبنته موسكو في أكثر من ساحة.
ختامًا، تؤكد زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو أن اليمن لن يكون ساحة مفتوحة للميليشيا، بل دولة ذات سيادة، لها مركز قانوني وشركاء دوليون، وصوتٌ واضح في عالم لا يعترف إلا بالمؤسسات والدول، لا بالجماعات المسلحة العابرة للحدود.