عدن..ندوة تناقش تحديات سيادة القانون في المجال البحري
اللواء بامشموس يشيد بمستوى أداء شرطة السير بمأرب
"سلمان للإغاثة" يوقع اتفاقيتين لتوزيع 600 ألف سلة غذائية وبرامج مهنية وصحية في اليمن
عضو مجلس القيادة البحسني يلتقي نائبة رئيس بعثة السفارة الألمانية لدى اليمن
الكابتن بن نهيد يبحث مع رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران التعاون بمجال التدريب
وزارة الأوقاف تُطلق "دليل الحاج والمعتمر" لخدمة ضيوف الرحمن
اليمن والسعودية توقعان اتفاقية لدعم استدامة تشغيل المرافق الصحية وتعزيز قدرات وزارة الصحة اليمنية
طارق صالح يوجه بإنشاء منظومة طاقة شمسية لكليات جامعة تعز في التربة وتجهيز معمل حاسوب
وزير الخارجية يلتقي السفير الأمريكي لدى اليمن
وزارة الزراعة والري تتسلَّم حاجز سد شعب الناشع المائي بالضالع من الجهة المنفذة
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
إنه كاتب كبير، قالها صديقي مُعلِقًا على مقال لصديق مشترك بعثه إليّ في البريد متأملًا أن يلقى المقال نصيبه من النشر، لكن الحقيقة أن "الكاتب" وضع اسمه فقط، وتكفل "شات جي بي تي" بالسرد كاملًا.
أدير موقعًا إلكترونيًا، أعبر من خلاله غابة من النصوص، تأتيني من العامة والنخبة، وكلما قرأت نصًا، ازدادت دهشتي من تطابق الأساليب.
ففي الأيام التي سبقت الذكاء الاصطناعي، كان لنا كُتابنا المفضلون الذين نتحدث عن أساليبهم المدهشة، نقرأ لهم، ونعثر على مقالاتهم، فنعرفها من جودتها ومصطلحاتها، وعبقها، كان ذلك أمر يشبه بصمة الأصابع، كل نص يحمل وجه صاحبه، وعثراته، وماضيه، وشخصيته. الآن، الكلمات تتناسل بغزارة كأنها مأخوذة من قاموس واحد، وكل إنسان يملك هاتفًا تحوّل إلى "سليمان النبي" يأمر تطبيق الشات، فيأتي بالنصوص إليه مُزيّنة ومزخرفة، قبل أن يرتد إلى الكاتب الجديد طرفه، إنه عمل لا يعرف التعب.
على المؤسسات الصحافية العريقة تلمس موضع الخلل، وايقاف الغزو، قبل أن نفقد كُتابنا الحقيقيين، مدارسهم وأساليبهم، وطرائقهم الماتعة في السرد، علينا منع عمليات الولادة الصناعية لآلاف الكتّاب الذين تزايدوا فجأة، كأنهم وُلدوا من شرارة واحدة، لأب واحد يدعى: سام والتمان
ما دفعني للكتابة، أنّي تصفحت صحفًا عريقة لن أسمّها، ونسخت مقالات كبار كُتّابها، ثم وضعتها في تطبيق خاص، مدفوع، يكشف النصوص المولّدة، فكانت النتيجة صادمة. جميعها ولِدت من رحم الذكاء الصناعي، بواسطة آلة تكتب ولا تتنفس.
شعور بارد. مربك. يطفو على السطح.
خسرت أصدقاء بسبب هذا. كانت صراحتي معهم كسرًا لحبال الود المتوتر بيننا. عندما أخبرتهم أن نصوصهم من صنع تطبيق شات جي بي تي، انقلبوا عليّ، وقررت أن ألوذ بالصمت. فالاعتذار بلا شرح أنبل وسيلة للخلاص من موجة الحظر والانفعالات.
يجب أن تُدار ورش عمل حقيقية، وعاجلة، فما من طريق أمام الصحف سوى أن تفتح عيونها جيدًا. وأن تراقب. وعليها إشعار كتّابها وقراءها أن النص القادم إليها سيخضع للفحص، للتأكد من انتمائه البشري، فقد بات النص هوية تتعرض للإنقراض.
- لن تُمحى الكِتابة إلا إذا تنازلنا عنها، وخسرنا المعركة أمام النصوص الصناعية. فكُتّاب الشات، يزحفون. مثل ياجوج وماجوج من كل فجٍ، وحدبٍ، ينسلون.
والله يستر