الرملي يشيد بجهود إدارة الجوازات ومشروع التأشيرة الإلكترونية بمطار عدن
مكتب الشباب والرياضة بتعز يتسلم مقر نادي وحدة التربة الرياضي
رئيس مجلس القيادة يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية
وزير الدفاع السعودي ونظيره الأميركي يبحثان جهود تحقيق الأمن وتعزيز العلاقات
هيومن رايتس: إسرائيل قصــفت أكثر من 500 مدرسة تؤوي نازحين في غزة
السعودية والعراق توقّعان مذكرة تفاهم لمكافحة المخدرات
عضو مجلس القيادة عثمان مجلي يعزي العميد الركن عدنان رزيق بوفاة والده
"القضاء الأعلى" يقر إحالة المخالفين من القضاة إلى هيئة التفتيش القضائي
الوزير الأغبري يناقش احتياجات الضالع من المشاريع التنموية
المحافظ تُركي: مستمرون في تثبيت سعر الصرف وضبط السوق لصالح المواطنين
في بلد أنهكته الحروب والانقسامات والأزمات ومنذ الوهلة الأولى من تسنمه مهام رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بأعضائه الثمانية، وقف الرئيس رشاد العليمي على مفترق طرق بين إرث ثقيل من الفوضى، وبين طموح واضح لإعادة بناء الدولة.
لم يكن أمامه ترف الوقت أو رفاهية المواءمة بين الخيارات؛ بل وجد نفسه في مواجهة تحديات متشابكة، داخلية وخارجية، سياسية واقتصادية، أمنية وإنسانية.
التحدي الأول تمثل بالتأكيد في تفكيك الانقسام الداخلي، حيث ورث الرئيس العليمي مشهدًا سياسيًا ممزقًا، تتنازع القوى المحلية على النفوذ، وتتباين الرؤى وتُغذّي الانقسامات أطرافٌ خارجية.
ورغم ذلك، سعى إلى ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية، عبر الحوار وتوحيد الصفوف، إدراكًا منه أن لا انتصار بدون وحدة، ولا دولة بدون توافق.
أما التحدي الثاني "الاقتصاد المنهك"، فقد كان ولاشك من أبرز الملفات التي واجهها العليمي ابتداء ومنتهى بإصلاح البنك المركزي وتوحيد القرار الاقتصادي وإنهاء حالة الانقسام النقدي الذي أثقل كاهل المواطن في كل المناطق اليمنية.
لكن الطريق ليس مفروشًا بالورود؛ فهناك جماعات ضغط اقتصادية تتقاطع مصالحها مع مشروع الانقلاب، وتُحاول عرقلة أي إصلاح حقيقي. فضلاً عن الإرادة الأممية التي كثيراً ما تدخلت في صورة القرار الاقتصادي تحت مبررات إنسانية دون أن تقدم الحلول البديلة.
ورغم ذلك شهدنا مؤخراً تحسناً ملموساً في أسعار العملة بالمناطق المحررة يبعث على التفاؤل ويفتح باباً للأمل.
التحدي الثالث: إعادة بناء المؤسسات
أدرك الرئيس أن لا استقرار بدون مؤسسات قوية، فبدأ بإصلاحات في القضاء والإدارة، رغم بطء الإنجاز أحيانًا. لكنه يُراهن على الاستمرارية والصبر السياسي، لا على الضجيج الإعلامي.
التحدي الرابع: العلاقات الدولية
يحاول العليمي الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة، تُعزز مكانة اليمن دون التفريط بالسيادة.
وهو توازن صعب في ظل تعقيدات التحالفات الإقليمية، لكنه يسعى إلى أن يكون القرار اليمني مستقلًا، لا تابعًا، ولهذا جاءت زيارته الأخيرة إلى روسيا وما تمخض عنها من نتائج نوعية فتحت أفاقاً جديدة لعلاقات بين البلدين بعد فترة من الجمود.
التحدي الخامس: الفجوة الإعلامية
رغم وضوح رؤية الرئيس العليمي، إلا أن الإعلام الرسمي غالبًا ما يُقدّمها بشكل سطحي، دون تحليل أو رؤية وطنية متماسكة. وهنا يبرز التحدي في تحويل الرؤية السياسية إلى خطاب جماهيري يُلهِم الناس ويحفّزهم على التفاعل.
وهنا لابد من الاشارة إلى التحركات الأخيرة لإعادة إصدار صحيفة الثورة وبعث دورها في بناء جسور الثقة بين المواطن والحكومة باعتبارها خطوة في الاتجاه نحو ردم هذه الفجوة وصولاً إلى بناء خطاب إعلامي رسمي واضح المعالم والاهداف يسهم في تخليص الوطن من ما يعيشه من شتات.
أخيراً.. الرئيس العليمي ليس منقذًا خارقًا، لكنه قائد يحاول أن يُنقذ ما يمكن إنقاذه وسط بحر من التحديات.
نجاحه لا يُقاس بالسرعة، بل بالاتجاه.
وبين كل خطوة سياسية وأخرى، هناك معركة أخلاقية يخوضها: أن يبقى القرار يمنيًا، وأن تبقى الدولة للجميع، لا لفئة أو سلالة أو جماعة.