إلى كبير زنابيل سامع
الساعة 10:01 مساءً

كم نحن في الشعب اليمني عاطفيين وآنيين وسطحيين، والدليل على ذلك أننا ننسى أفعال وأقوال بل وجرائم أي شخص منا بمجرد أن ينتقد سيده ومولاه لعدم تلبية طلباته الخاصة بعد أن شرعن له لمدة ١٠ سنوات وجعل منه نبيًا مرسلًا. 

 

طيب، ما هو الجديد الذي قاله ولم نكن نعلم به يا معجبين به؟ لا شيء، فالشعب اليمني كان يعلم علم اليقين أن المجلس السياسي الحوثي مجلسًا شكليًا، ليس لأعضائه أي دور في إدارة الدولة، وكذلك الفساد كنا نراه رأي العين ولا زلنا، والحفاة العراة نراهم يتطاولون في البنيان قبل أن يراهم أعضاء مجلس الحوثي، الذين هم منهم وإليهم، وأي كلمة قالها هذا العضو كان الشعب يعلمها، بل أن الكثير مما لم يقله هذا العضو نعلمه أكثر منه.

 

هل كنت يا سلطان مجلس الحوثي تتوقع يوم عينك أنت وأولئك الأوثان الذين بجانبك أنه سيترك لكم صلاحيات بناء دولة أو هدم خرافة من خرافاته؟ لا والله انك كنت تعلم انك مجرد بيدق في يده وان قبولك للعمل بمعيته وانت رجل تنتمي إلى حزب علماني هو قبولك بالعبودية، وقد أثبت ذلك بنفسك عندما تصفه باستمرار بالسيد العالم القائد الملهم ابن رسول الله، كل ذلك لأنه عينك في مجلس وهمي واعتمد لك مقابل ذلك مبلغًا شهريًا من أموال الشعب تتصرف بها في مصالحك الشخصية.

 

قطع مرتبات أبناء اليمن وأنت ترى، جمد نشاط حزبك الاشتراكي وكل الأحزاب اليمنية وأنت ترى، فتح لأبناء اليمن حروبًا داخلية وخارجية دمرت البنى التحتية وأنت ترى، قتل من أبناء الشعب اليمني مئات الآلاف وأنت ترى، ورد كل الضرئب التي ضاعفها عشرات المرات إلى خزينته هو وأنت ترى، وإلى إيران وأنت ترى، بل وارسلك إليها وأنت ترى، جمد كل المشاريع الخدمية وأنت ترى، هدم القائم منها وأنت ترى، فرض منهجا دراسيا كهنوتيا وأنت ترى، وكم نعدد لك من جرائمه التي لا تحصى.

 

يا هذا، إن قبولك للعمل مع حركة انقلابية ضد جمهوريتك ووطنك هو خيانة لن ننساها، ولن نغفر لك جرمك بمجرد أنك حذرته من السقوط لأنك حتى عندما تحذره من السقوط تؤكد أنك حريصًا على بقائه هو ليستمر في تنفيذ جرائمة ضد الوطن والشعب المغلوب الذي يجرجره يوميًا إلى فعالياته المتشعبة التي لا تتوقف ساعة واحدة. 

 

ولو فرضنا أنه كان قد صحي ضميرك، وارتد إليك عقلك، لما عدت بعد تلك المقابلة إلى حضنه بل لأعلنت تقديم استقالتك، وعصبت بطنك، وكففت يدك واعتكفت في بيتك، أو قدت سرايا الغلابا للتظاهر ضد هذا الكاهن، ولكن نحن متأكدون اننا سنشاهدك في الأيام القادمة وأنت تدعو الشعب إلى الالتفاف حول سيدك ومولاك باعتباره المنقذ المخلص، نعم سنشاهدك في احتفالات سيدك ومولاك بذكرى دينية قد بدأت وستستمر لأكثر من شهرين، فهل ستحتجب عن حضورها أم انه سيرسلك إلى محافظة تعز لتقود له تمرير أوهامه الخرافية وتهتف بشعاره؟

 

الأيام القادمة ستبين ما قلناه، وإلى لقاء آخر يا كبير زنابيل سامع.