وقفة مع مقال الأستاذ سعيد ثابت "تفكيك الوهم"
الساعة 04:35 مساءً

يرتكز مقال الأستاذ سعيد ثابت "تفكيك الوهم" على نقطة ومبرر هو  في الأساس خلاصة المقال وسأنقلها بالنص وأعلق عليها بعدة نقاط يقول: إن زوال إيران أو تدمير قوتها الإقليمية لا يُنتج استقرارا، وإنما يمنح (إسرائيل) موقع السيادة المنفردة على الإقليم، فالتوازن القائم بين قوتين متخاصمتين مهما اختلفت دوافعهما يشكّل حاجزا أمام تفرد أحدهما بالقرار الإقليمي، وتكافؤ الخصوم يوسّع هامش المناورة للقوى الضعيفة، بينما يؤدي اختلال المعادلة إلى شلل القدرة على الصمود والمقاومة.

هذا النص المذكور أعلاه يروج لوجهة نظر تقوم على فكرة أن بقاء إيران كقوة إقليمية ضروري لتحقيق "توازن" مع إسرائيل، وأن زوال إيران سيؤدي إلى هيمنة إسرائيلية مطلقة، مما يضر بالمصالح العربية. هذه الرؤية تتجاهل خطورة المشروع الإيراني على العالم العربي، وتحاول تضخيم التهديد الإسرائيلي لتبرير بقاء إيران كقوة إقليمية. سأحاول بكل تجرد الرد على هذا النص بالحجج والأدلة، بالـتركيز على المشروع الإيراني وتأثيراته على المنطقة العربية.

1.المشروع الإيراني: تهديد مباشر للعالم العربي
المقال  يتجاهل الطبيعة التوسعية والتخريبية للمشروع الإيراني، الذي يهدف إلى فرض النفوذ الإيراني عبر دعم الميليشيات المسلحة، زعزعة استقرار الدول العربية، ونشر الفوضى. منز خلال عدة دلالات لا يجعلها الاستاذ سعيد منها 

-دعم الميليشيات الطائفية
إيران تدعم ميليشيات مثل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق. هذه الجماعات لا تعمل لمصلحة الشعوب العربية، بل لتعزيز النفوذ الإيراني.

- زعزعة استقرار الدول العربية
النسيج الاجتماعي في دول مثل لبنان والعراق. تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (2022) يوضح كيف تستخدم إيران حزب الله لفرض هيمنتها على لبنان، مما أدى إلى شلل سياسي واقتصادي.

المقال  يقدم إيران كقوة "مقاومة"، لكنه يتجاهل أن هذه المقاومة غالباً ما تكون موجهة ضد المصالح العربية، وليس فقط إسرائيل. على سبيل المثال، هجمات الحوثيين على السعودية، بما في ذلك استهداف منشآت أرامكو (2019)، تظهر أن إيران تستخدم وكلاءها لضرب الدول العربية مباشرة.

فكرة التوازن: وهم غير واقعي
المقال يزعم أن التوازن بين إيران وإسرائيل يمنع هيمنة إسرائيل ويوسع هامش المناورة للدول العربية. هذه الفكرة غير دقيقة للأسباب التالية:

-عدم وجود توازن حقيقي:
إيران وإسرائيل ليستا قوتين متكافئتين في المنطقة. إسرائيل تمتلك تفوقاً عسكرياً وتكنولوجياً، مدعوماً بحلفاء غربيين، بينما تعتمد إيران على حروب الوكالة والميليشيات. هذا "التوازن" المزعوم ليس سوى حالة من الفوضى المستمرة التي تستفيد منها إيران لتوسيع نفوذها على حساب الدول العربية.

- إيران لا تدافع عن العرب
المقال يوحي بأن إيران تشكل حاجزاً أمام الهيمنة الإسرائيلية، لكن التاريخ يظهر أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية كورقة سياسية لتعزيز شرعيتها. على سبيل المثال، دعم إيران لحماس وحزب الله لم يؤد إلى تقدم ملموس في القضية الفلسطينية، بل زاد من معاناة الفلسطينيين عبر إطالة الصراعات وتدمير البنية التحتية في غزة (تقرير الأمم المتحدة عن غزة، 2024).

- الدول العربية ليست ضعيفة
المقال يفترض أن الدول العربية "ضعيفة" وتعتمد على إيران للمناورة. في الواقع، دول مثل السعودية، الإمارات، ومصر طورت قدراتها العسكرية والدبلوماسية، عبر عدة وسائل واتفاقيات أظهرت أن الدول العربية قادرة على بناء تحالفات استراتيجية دون الحاجة إلى إيران كـ"موازن".

تضخيم الخطورة الإسرائيلية
مقال الأستاذ سعيد يركز على إسرائيل كتهديد وحيد، متجاهلاً أن إيران تشكل تهديداً مباشراً للدول العربية. على سبيل المثال:

- التهديد الإيراني أكثر قرباً
بينما تتركز الصراعات الإسرائيلية بشكل رئيسي على القضية الفلسطينية، فإن إيران تتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، مما يجعلها تهديداً أكثر إلحاحاً. هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات، ودعم إيران للأسد في سوريا، أمثلة واضحة.

الخلاصة أن مقال الأستاذ سعيد فيه اعتساف غريب وغاب عنه تماسك الحجج التي أوردها جعلت المقال أمام تساؤل ماهي الدوافع التي جعلته يكتب هذا المقال وهل الاندفاع العاطفي الذي حدث خلال هذه الايام مع ايران يضع أمثال سعيد ثابت في موطن العاطفيين هل العاطفة التي خدعت بها ايران الكثير طالت حتى نخب من الدول العربية التي لم تبرد دماء شعوبها من جراء جرائم ايران فيها.