الرئيسية - الأخبار - "الثورة نت" يستعرض أوجه الشبه بين الحوثي وإسرائيل في تضليل المجتمع الدولي 
"الثورة نت" يستعرض أوجه الشبه بين الحوثي وإسرائيل في تضليل المجتمع الدولي 
الساعة 05:21 مساءً الثورة نت/ تقرير خاص


-    أحرقوا الطفلة "ليان" بقصف صاروخي في مأرب ثم أنكروا أنها صورة الطفلة.
-    يرتكبون الجرائم البشعة بحق المدنيين وينكرون ارتكابها ويلصقونها بالضحية.
-    رغم اتضاح استخدام الحوثي للتضليل إلا أن المجتمع الدولي يستخدم الصمت.

بعد استهدافها المستشفى الأهلي في غزة (المعمداني)، حاولت حكومة الاحتلال الاسرائيلي التنصل من جريمتها الإنسانية البشعة وإلصاقها بفصائل المقاومة الفلسطينية.
ومساء الثلاثاء الماضي شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفاً استهدف مستشفى المعمداني بمدينة غزة ما أسفر عن استشهاد 500 مدني معظم نساء وأطفال من المرضى والجرحى والنازحين، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة قبل 12 يوماً إلى 3478 شهيداً بينهم أفراد 400 عائلة، إضافة إلى إصابة 12 ألفاً آخرين.
ونشرت وسائل الإعلام مشاهد مروّعة للضحايا الذين قضوا في جريمة قصف المستشفى المحمي بموجب القانون الدولي الإنساني، وخرجت تظاهرات منددة بالجريمة ومتضامنة مع شعب فلسطين في معظم البلدان العربية وعواصم دول العالم.
وفي محاولة للتنصل من الجريمة وتجنب الغضب الشعبي المتصاعد حول العالم، أطلقت قيادات إسرائيلية روايات مفبركة بشأن الجريمة تحاول من خلالها إلصاق التهمة بصواريخ المقاومة الفلسطينية.
تشابه في الجريمة
محاولة الكيان الصهيوني للتنصّل من جريمته، ذكّرت اليمنيين بأساليب مليشيا الحوثي للتنصّل من جرائمها المماثلة بحق اليمنيين، خصوصاً استهدافها للمدنيين والأعيان المدنية في تعز التي تحاصرها منذ 9 سنوات، وكذا استهداف النازحين في مدينة مارب، وغيرها من الجرائم.
وتعليقاً على القصف الاسرائيلي الذي طال مستشفى غزة، استعرض عبدالكافي عبيد، بعضاً من الجرائم الحوثية المماثلة بحق المستشفيات في اليمن. 
وقال في تغريدة بحسابه على منصّة إكس، إن هذه الجريمة تذكّر بقصف الحوثيين لمستشفى الثورة والمستشفى العسكري ومستشفى الأمل لعلاج الأورام بتعز، ومستشفى حيس بالحديدة، والمستشفى السعودي بمفرق الجوف ومستشفى العبدية بمارب، ومستشفى مديرية الساحة ومديرية نعمان بالبيضاء.
تشابه في الإنكار
فيما استذكر نشطاء يمنيون طريقة الحوثيين المشابهة في التنصّل من الجرائم، ومنها جريمة استهداف محطة الوقود بمدينة مأرب في يونيو ٢٠٢١م بصاروخ باليستي والتي راح ضحيّتها عشرات المدنيين بينهم الطفلة ليان التي تفحّم جسدها إلى جوار والدها.
وأعاد النشطاء نشر تصريحات قيادات حوثية ومنها حسين العزي، الذي أنكر أن تكون الصورة المتفحمة للطفلة ليان في مأرب، رغم المشاهد المباشر التي وثقتها ونشرتها وسائل الإعلام حينها وتثبت أن الضحية سقطت بصاروخ بالستي حوثي. واعتبروا هذا نموذجًا من جرائم الحوثي التي يكتوي بها الشعب اليمني منذ 2004م.
تفوّق حوثي
وفي إطار المقارنة، ذكّر النشطاء بسلسلة الجرائم الحوثية بحق الأطفال ومنها جريمة مدرسة الراعي للبنات في منطقة سعوان بصنعاء نتيجة انفجار مخزن أسلحة للحوثيين والتي أودت بحياة 14 طالبة وإصابة العشرات، وإلصاق الجريمة بطيران تحالف دعم الشرعية.
كما تذكر النشطاء انفجار ورشة حوثية لتصنيع الألغام والصواريخ والتي أدت لإصابة أكثر من 100 شخص، وحاولت إلصاق التهمة بالتحالف. كما حاولت تضليل أسر الضحايا بهذه الرواية وتجنيدهم في صفوفها ضد الحكومة الشرعية.
وأيضاً محرقة المهاجرين الافارقة بصنعاء في مارس 2021، بعد أن وضعت قرابة 900 مهاجر في مبنى الجوازات والهجرة بصنعاء ورمى أحد عناصرها القنابل عليهم ليودي بحياة 44 شخصًا منهم وإصابة 202 آخرين، وفقا لتقارير منظمات دولية.
ويتذكر النشطاء جريمة قتل 20 طفلاً من أطفال السرطان "اللوكيميا" بجرعة دواء قاتلة أواخر سبتمبر 2022، وما نال الضحايا وأسرهم من التضليل والتعسف الحوثي والمستمر حتى اليوم. إذ حاولت المليشيا التنصل عن الجريمة رغم أن كل الشهادات تثبت ضلوع قيادات حوثية في قطاع الصحة وعلى رأسهم القيادي الحوثي المتطرّف طه المتوكل.
واستذكر آخرون جرائم الحوثي المتعلقة بالألغام، حيث زرعوا نحو مليوني لغم في أرجاء البلاد، ودأبوا على التنصّل من المسؤولية عن الضحايا الذين يتساقطون يومياً وإلصاق ذلك بالتحالف العربي بزعم أنها مخلفات قنابل عنقودية.
آلة التضليل
وعلى طريقة الكيان الصهيوني، تمتلك المليشيا الحوثية آلة دعائية مسنودة باللوبي الإيراني حول العالم، وتستخدمها في تضليل الرأي العام الدولي والتغطية على جرائمها بحق الشعب اليمني.
وكانت المليشيا الحوثي قد سيطرت على وزارات الإعلام وحقوق الانسان ومؤسسات الأمن والقضاء وتستغل قدراتها في تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي والتأثير على المنظمات الحقوقية الدولية وتهجير الحقوقيين والتغطية على جرائمها وانتهاكاتهم الداخلية.
بين غزّة وتعز
ومثلما تحاصر إسرائيل غزّة منذ 17 عاماً، تفرض مليشيا الحوثي حصارًا خانقًا على مدينة تعز منذ 9 سنوات، مخلفة مأساة إنسانية ومعاناة يومية لأكثر من 4 مليون مواطن في سياسة عقاب جماعي وصفتها تقارير حقوقية بأنها ترقى لمرتبة جرائم حرب.
وإضافة إلى الحصار القاتل، تواصل مليشيا الحوثي ارتكاب جرائم يومية بحق سكان مدينة سواء بالقصف المباشر للمنازل والأعيان المدنية بالصواريخ والمدفعية أو بالقنص للمدنيين في الشوارع بما فيهم النساء والأطفال أو بعمليات الاختطافات والنهب في المنافذ المؤدية إلى المدينة.
وفي الوقت ذاته، ترفع المليشيا الحوثية شعارات كاذبة تدعي أنها تواجه "حصار" من قبل السعودية وأمريكا وبريطانيا بهدف إرهاب المجتمعات المحلية واستعطاف وتضليل المجتمع الدولي، والمتاجرة بالورقة الانسانية. 
وهو ما اعتبره نشطاء متشابها مع الشعارات الإسرائيلية التي تدعي الدفاع عن النفس وتحشد العالم لمساندة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها جرائم الحصار والإبادة الجماعية بحق سكان غزة.
موقف دولي متطابق
ومثلما يتجاهل المجتمع الدولي حصار إسرائيل لمدينة غزة وما يرافقه من جرائم بحق المدنيين هناك، يتجاهل الحصار الحوثي الخانق على مدينة تعز والمأساة الإنسانية الناجمة عنه. ويغض الطرف أيضاً عن الجرائم الحوثية بحق المدنيين في أرجاء اليمن.
وفي ذات الوقت، يتعامل مع ادعاءات مليشيا الحوثي بشأن الأزمة الإنسانية الناجمة عن حربها التوسّعية في اليمن، ويتماهى مع رواياتها بشأن الجرائم ضد المدنيين ومزاعمها الكاذبة بشأن الحصار الخارجي المزعوم. وهي ذات المواقف التي شاهدها العالم مؤخراً تجاه ما يجري في فلسطين ومواقف الدول والمنظمات تجاه أطراف الأزمة.