الرئيسية - الأخبار - الصهيونية على خطى الحوثية.. اختلاف الديانة واتفاق العداء للمساجد ودور العبادة (رصد خاص)
الصهيونية على خطى الحوثية.. اختلاف الديانة واتفاق العداء للمساجد ودور العبادة (رصد خاص)
الساعة 06:08 مساءً الثورة نت/ تقرير خاص

 

  • دمرت إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين 30 مسجدا وأحدثت أضرارا بثلاث كنائس.
  • من 1 يناير وحتى 30 إبريل 2022 فجرت مليشيا الحوثي وفخخت 80 مسجدا.

 

فجر أمس الأحد (22 أكتوبر 2023م)، قصف طيران الاحتلال الصهيوني مسجد الأنصار في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن استشهاد شابيين فلسطينيين وعدد من الإصابات، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
وتداول نشطاء ووسائل إعلام تسجيلات مصوّرة لطواقم الإسعاف والدفاع المدني وهي تنتشل جثمان أحد الشبان الفلسطينيين من تحت أنقاض مسجد الأنصار بعد لحظات من قصفه.
وبالتزامن، قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني مسجد التوبة غرب مخيم جباليًا شمالي قطاع غزة، وفق التلفزيون العربي.
قبلها بيومين (٢٠ أكتوبر)، تداول نشطاء ووسائل إعلام مشاهد لرجل فلسطيني وهو يرفع الأذان من على أنقاض مسجد الأمين محمد بخانيونس، والذي دمرته غارات إسرائيلية ضمن حملة القصف المتواصلة على قطاع غزة.
وقبلها بساعات (الخميس 19 أكتوبر)، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي كنيسة الروم الأرثوذكس وسط مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء وإصابة عشرات آخرين. 
وتعد كنيسة برفيريوس ثالث أقدم الكنائس في العالم، ووصفت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس الهجوم الإسرائيلي على هذه الكنيسة- التي نزح إليها الكثيرون- بجريمة حرب.
وجاء هذا القصف بعد ساعات- فقط- من قصف إسرائيلي مماثل استهدف مسجد النصيرات وسط قطاع غزة (الأربعاء ١٨ أكتوبر)، ونتج عنه مقتل وإصابة عدد من النازحين من أهالي غزّة الذين كانوا قد لجأوا إلى المسجد.
وذكرت إحصائية حقوقية أن عدد المساجد التي دمرتها إسرائيل 30 مسجدا في حين تضررت 3 كنائس جراء القصف الوحشي الارهابي للكيان الصهيوني.
على خطى الحوثية
الاستهداف الاسرائيلي المتواصل والممنهج وغير المسبوق للمساجد ودور العبادة في الأراضي الفلسطينية، يذكّر بجرائم أوسع ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية ضد المساجد ودور العبادة والخطباء والأئمة والمصلين في اليمن.
ورغم أن الحوثية تعتنق الإسلام وتطلق على نفسها "المسيرة القرآنية" وترفع شعار نصرة المسجد الأقصى، إلا أنها دأبت منذ بداية حروبها التوسّعية بمحافظة صعدة قبل نحو عقدين على تفجير المساجد ومراكز تعليم القرآن. 
ولم تتوقف مليشيا الحوثي عند تفجير المساجد وقصفها، بل أقدمت على تدنيسها بتحويل العشرات منها إلى مخازن للأسلحة ومجالس لتناول القات وإقامة المهرجانات وهي ممارسات بات العدو الصهيوني يستلهما في عدوانه على فلسطين.
واستغرب نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي سر الحرب الحوثية على المساجد ودور القرآن في اليمن بشكل يفوق العداء الصهيوني للمقدسات في الأراضي الفلسطينية رغم اختلاف ديانتهما.
تفوّق حوثي
خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 أبريل 2022م، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 3370 انتهاك ارتكبته مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بحق المساجد ودور العبادة في 14 محافظة يمنية.
تضمّنت هذه الانتهاكات 109 حالة قتل و132 إصابة جسدية لخطباء وأئمة مساجد ومصلين. إضافة إلى376 حالة اختطاف لأئمة وخطباء مساجد ومصلين، بينها 52 حالة تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي، منها 6 حالات تعذيب حتى الموت.
ورصد التقرير الحقوقي تحويل مليشيا الحوثي 378 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية، و54 مسجدًا إلى غرفة عمليات قتالية.
وخلال الفترة من ١ يناير وحتى ٣٠ ابريل ٢٠٢٢م وثّقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 80 حالة تفجير وتفخيخ للمساجد ودور العبادة على يد الحوثيين. إضافة إلى 162 حالة قصف و45 حالة إحراق للمساجد ودور العبادة، و137 حالة اقتحام ونهب وعبث بالمحتويات. وكذا 35 حالة إغلاق مساجد، و256 حالة فرض خطباء وأئمة، و467 حالة إغلاق مدارس لتحفيظ القرآن.
ومنذ حربها على منطقة دماج بصعدة عام 2013م وحتى نهاية 2016م، وثّق برنامج التواصل مع علماء اليمن، إقدام الحوثيين على تفجير وقصف ونهب 750 مسجداً، واختطاف 150 شخصاً من أئمة وخطباء المساجد في عدد من المحافظات، منها 282 مسجداً بأمانة العاصمة و115 مسجداً بمحافظة صعدة.
وأوضح البرنامج خلال تقرير نشره في إبريل 2017م، أن "80 مسجدًا فجرتها ودمرتها مليشيا الحوثي باستخدام الديناميت والعبوات الناسفة، فيما ألحقت أضراراً بليغة بـ41 مسجداً، وحوّلت 157 مسجداً إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، إضافة إلى تفجير وانتهاك 16 داراً للقرآن الكريم".
ووفقاً للتقرير فقد اختطفت المليشيا الحوثية 150 من أئمة وخطباء المساجد، أغلبهم يتعرضون يوميا للتعذيب في سجون سرية، منهم 69 في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، و29 في محافظة الحديدة، و25 في محافظة إب".
سطو مسلّح
بعد استباحتها للمقدّسات وملاحقة مرتاديها، بدأت المليشيا الحوثية بممارسة جرائم أكثر تطرّفاً بحق المساجد والمراكز الدينية وكل ما يتعلق بها بما فيها تحويلها إلى أملاك خاصة.
في 7 سبتمبر 2023م، اعتدى قيادي حوثي يدعى محمد علي حمود، على مسجد الدعوة في منطقة مفرق حبيش بعزلة السحول التابعة لمديرية المخادر بمحافظة إب.
ووفق وسائل إعلام محلية فإن النافذ الحوثي أقدم على هدم سور الحماية للمسجد محاولاً السطو على جزء من مساحة المسجد وضمها لمنزله المجاور للمسجد.
وحينما حاول الأهالي مقاومة عملية الهدم والاعتداء استعان القيادي الحوثي بعناصر حوثية مسلحة لقمع المعترضين وتنفيذ جريمته، واعتبره السكّان نوعاً جديداً من الاعتداءات الحوثية بحق المساجد والمقدسات.
انتهاك للأعراف والقوانين
تعد المساجد والمراكز الدينية من أقدس الأماكن لدى اليمنيين، وتجرّم العادات والأعراف والتقاليد اليمنية الاعتداء عليها أو على الأشخاص المرتبطين بها أو الذين يلجؤون إليها بأي شكل من الأشكال وبأي حال من الأحوال.
كما تجرّم القوانين الدولية الاعتداء على المساجد ودور العبادة تحت أي ظرف. ووفقاً للمادة 8 من اتفاقية جنيف، فإن الهجمات المباشرة على دور العبادة تعتبر جريمة حرب.