خبراء: تعنت الحوثيين أوصل "سلام اليمن" إلى المجهول وزير الصحة يناقش مع رئيس جمعية الحكمة اليمانية تدخلاتها في القطاع الصحي تدشين حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة في الحديدة مصلحة الأحوال المدنية تنظم ورشة عمل حول الاحصاء وقيد المواليد والوفيات وكيل وزارة الخارجية يلتقي الممثل الرئيسي لمكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) مصلحة الأحوال المدنية تنظم ورشة عمل حول الإحصاء وقيد المواليد والوفيات رئيس الوزراء يعقد في عدن اجتماعاً باللجنة العسكرية والأمنية أكثر من 122 مليون ريال إيرادات مكتب الأوقاف في محافظة لحج منذ مطلع العام الجاري محافظ حضرموت يناقش مستوى تنفيذ البرنامج الاستثماري لمديرية المكلا رئيس مجلس القيادة يهنئ بالعيد الوطني للبوسنة والهرسك
لا تختلف سياسة النظام الإيراني عن سياسات الدول الاستعمارية المتوحّشة التي تتدثر بشعارات دينية وسياسية برّاقة لتنفيذ مخططاتها التوسّعية وتحقيق أحلامها الإمبراطورية على حساب شعوب دول ومصالح وقضايا أمم.
هكذا رفعت إيران شعارات الدفاع عن الإسلام والمقدسات الإسلامية والعداء للغرب وإسرائيل، بينما في الواقع كانت- وما تزال- تنفّذ مخططاتها التوسّعية في الدول المجاورة على حساب حياة ومصالح وقضايا وهموم الشعوب العربية والإسلامية.
فتحت تلك الشعارات أنشأ النظام الإيراني كيانات مسلّحة في عدد من الدول العربية واستخدمها لزعزعة استقرار تلك الدول عبر إشعال الفتن والحروب المسلّحة المدمّرة كما حدث في سوريا ولبنان والعراق واليمن، والتي أقامت فيها مناطق نفوذ ذاتي على أساس طائفي وعلى أنقاض المدن وأشلاء الضحايا من النساء والأطفال والمسنّين.
مختبر غزّة
رغم انكشاف زيف الشعارات الإيرانية طيلة العقود الخمسة الماضية، إلا أنها ظهرت على حقيقتها الزائفة بشكل أكثر وضوحاً مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفّة الغربية.
فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن قوّات الإحتلال الإسرائيلي حرباً جوّية وبرّية وبحرية هي الأكثر وحشيّة على قطاع غزّة مخلفة أكثر من 10 آلاف قتيل معظمهم نساء وأطفال، ودماراً هائلاً في المنازل والأعيان المدنية. بالتزامن مع حصار مميت على سكّان القطاع، حيث قطعت عنهم المياه والكهرباء وشبكة الاتصالات والانترنت، وتمنع وصول الغذاء والأدوية والوقود وكل المساعدات الإغاثية إليهم.
ورغم دعوة المقاومة الفلسطينية للأذرع المسلّحة في المنطقة للمشاركة في مواجهة عدوان إسرائيل، وبالأخص تلك المتواجدة في لبنان وسوريا والعراق على الحدود مع إسرائيل إلا أن الأخيرة اكتفت بالتهديد ومناوشات خفيفة لا تشكّل أي تهديد للعدو.
فيما كان موقف النظام الإيراني أكثر ارتباكاً إذ سارعت قياداته لإطلاق تصريحات متتالية لتطمين أمريكا وإسرائيل بنفي علاقتها بفصائل المقاومة الفلسطينية، وتأكيد عدم اشتراكها في المعركة، مكتفية بالإشادة ببطولات المقاومة.
الحياد الإيراني أمام جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني كان صادماً لشعوب العالم العربي والإسلامي التي رفعت سقف آمالها بناء على شعارات الممانعة التي ظلت طهران وأذرعها المسلّحة ترددها لعقود طويلة.
وانتقد كثير من السياسيين والنشطاء العرب الموقف الإيراني "المتخاذل"، متسائلين عن مصير الشعارات البرّاقة والترسانة الضخمة من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة وغيرها من الأسلحة الفتّاكة التي تمتلكها أذرع إيران، والتي سبق وأن استخدمتها- وما تزال- للفتك بشعوب دولها وتهديد استقرار المنطقة ومصالح العالم فيها.
محور حراسة
خلال العقدين الماضيين، ظهر مصطلح "محور الممانعة" الذي يضم مئات الكيانات المسلحة غير النظامية بمعظم الدول العربية، وجميعها تابعة لإيران، وترفع شعار "صرخة الخميني" الذي يهتف بالموت لأمريكا وإسرائيل، إلا أن معاركها انحصرت على العرب والمسلمين وحدهم، وهو ما أثبتته أحداث فلسطين الأخيرة التي هزّت العالم أجمع.
ففي حين تصدّر حزب الله اللبناني، حملة الشعارات المعادية لإسرائيل والهيمنة الأمريكية في المنطقة بحكم تواجده شمالي إسرائيل، وإلى جواره عشرات الكيانات المسلحة في العراق وسوريا تختلف أحجامها ومسمياتها ومناطق نفوذها، إلا أن جميعها ظهرت كحارسة لأمن إسرائيل وخادمة مطيعة لطهران العدو التقليدي للعرب والمسلمين.
الممانعة الحوثية
الأمر ذاته، مع مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، التي أعلنت مؤخراً إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، ولم يسجّل لهذه المزاعم أي أثر على الأرض.
وهذا بخلاف القصف الحوثي اليومي على المدن اليمنية منذ انقلابها على الحكومة الشرعية اليمنية بدعم إيراني أواخر 2014، والذي خلّفت آلاف الضحايا من اليمنيين غالبيتهم نساء وأطفال، فضلاً عن الدمار والخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة.
وأثار إعلان مليشيا الحوثي سخرية اليمنيين والعرب الذين ذكّروا بالجرائم الحوثية بحق اليمنيين، وتهديدها لأمن واستقرار دول الجوار بما فيها استهدافها لمكّة المكرمة بصواريخ إيرانية بعيدة المدى.
ولفت سياسيون وكتّاب عرب إلى علاقة إيران الحميمة مع الكيان الصهيوني منذ قيامه على أرض فلسطين، مذكرين بأن إيران كانت من أوائل الدول التي اعترفت بهذا الكيان وزوّدته بالنفط والغاز. إضافة إلى سماحها لليهود الإيرانيين بالهجرة إلى فلسطين، وتقلّد العديد منهم مناصب عليا في الحكومات اليهودية المتعاقبة، وبرزوا جميعاً كأشد الأعداء للفلسطينيين والعرب.
تناقض
واعتبر السياسيون في مقالاتهم وتدويناتهم أن عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، وما أعقبها من وحشيّة إسرائيلية ضد قطاع غزّة بدعم أمريكي وغربي غير مسبوق، يظهر حجم التناقض بين شعارات الممانعة والحقائق على الأرض.
مؤكدين أن "طوفان الأقصى" أثبتت مجدداً أن شعارات إيران وأذرعها المسلّحة ومزايداتها بالقضية الفلسطينية لم تكن سوى وسيلة لتدمير الدول العربية، وإضعاف شعوبها خدمة لمصالح إسرائيل والأطماع الإيرانية في المنطقة. ففي الوقت الذي ترفع فيه شعارات الممانعة والموت لأمريكا وإسرائيل تدمّر الدول العربية وتفتك بالعرب والمسلمين وهو سلوك استعماري خبيث.
تقية الخميني
منذ ثورة "الخميني" في إيران وتأسيس نظام الحكم الطائفي عام 1979، سعى النظام الثيوقراطي الوليد للتوسّع في المنطقة وفق مبدأ "تصدير الثورة"، مرتكزاً على حزمة من الأكاذيب السياسية والدينية يطلق عليها "التقية السياسية".
و"التقية" هي مبدأ ديني في "المذهب الشيعي" يقوم على إخفاء العقيدة والأهداف الحقيقة في حالة الضعف وإظهارها وقت القوة. وتعد أربعة أخماس الدين في المذهب الشيعي "الاثني عشري"، ويمارسها أتباعه في كل شؤون حياتهم.
وهي الأداة التي استخدمها النظام الإيراني للتغطية على نشاطه التوسّعي في الدول العربية المجاورة، رافعًا شعار الدفاع عن المقدّسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ومواجهة أمريكا وإسرائيل التي أسماها "قوى الاستكبار العالمي"، فيما تلاشت هذه الشعارات مع العدوان الإسرائيلي الأخطر على غزّة وفلسطين عموماً.
والأغرب، إن مليشيا الحوثي تستغل العدوان على غزّة لاستقطاب مقاتلين وحشد قواتها لاستئناف حربها داخل اليمن وعلى الحدود السعودية خدمة للمشروع الإيراني التوسّعي في المنطقة؛ تحت شعار مواجهة إسرائيل والدفاع عن المسجد الأقصى، وهو ما حذّرت منه الحكومة اليمنية والدول الساعية لإنهاء الحرب وإحلال السلام.