وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
مطلع العام 2015، شنت مليشيا الحوثي هجومًا على قرية حميضة شطير بمديرية ولد ربيع شمال غرب البيضاء، ولم تتمكن من السيطرة عليها بسبب مقاومة أسرة آل صلوح، التي تنتمي إلى قبيلة آل شطير التابعة قبلياً لقبائل قيفة.
ومع ظهور تنظيم داعش في بعض مديريات البيضاء، حاول التنظيم اقتحام القرية ونصب نقاط مسلحة على مداخلها إلا أن أسرة آل صلوح تصدّت له وأجبرته على الفرار. وهنا تحالف تنظيم داعش وجماعة الحوثي للانتقام من أسرة آل صلوح ومن معها.
يقول المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) في تقريره "دموع على الركام" الصادر في أكتوبر 2023، إن مسلّحي الحوثي وداعش شنوا حرباً مشتركة انتقامية على أهالي قرية حميضة شطير التي لا يتجاوز عدد سكانها 350 نسمة، وفرضوا عليهم حصاراً خانقاً استمر قرابة سنة، تزامن مع قصف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وانتهى باقتحام القرية منتصف العام 2018.
ووفق التقرير فقد أقدم مسلحو الحوثي وداعش على تفجير المنازل ونهب الممتلكات وتشريد عشرات الأسر. وبلغت حصيلة الانتهاكات: قتل 4 ذكور وطفلة (7 سنوات)، وإصابة 6 آخرين بينهم امرأه. إضافة إلى تفجير خمسة منازل، وتدمير 8 مزارع وبئر لمياه الشرب. وكذا نهب الممتلكات الخاصة بما فيها السيارات والمواشي.
وهنا اضطرّت الأسرة المنكوبة، التي تضم 60 فرداً معظمهم من النساء والأطفال، للنزوح إلى محافظة مأرب.
القتلى هم: صادق ضيف الله شطير 44 عاما، على ضيف الله شطير 41 عاما، عباد احمد صلوح 71 عاما، صدام ضيف الله شطير 30 عاما، ذكرى صادق ضيف الله 7 سنوات.
أما الجرحى فهم: احمد عبد الله شطير 25 عاما، ساري ضيف الله علي 35 عاماً، عبد الله عباد احمد 25 عاماً، زايد ضيف الله على 30 عاماً، ناصر عباد احمد 20 عاما، وفاطمة عامر على 45 عاما
كذلك الحال في 20 أغسطس 2015، اجتاحت مجاميع مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي وادي الحلق بمنطقة آل مشدل التابعة لمديرية البيضاء، وسيطرت عليه بعد اشتباكات محدودة من قبل أهالي المنطقة على رأسهم الشيخ قاسم حسين المشدلي وأولاده.
بعدها أقدمت المليشيا الحوثية على اقتحام ثلاثة من منازل ومزارع الشيخ المشدلي في الوادي، ونهب كافة محتوياتها. ووفق ما وثّقه تقرير "دموع على الركام"، فقد شملت المنهوبات أسلحة، ومجوهرات، وأثاث متنوع، وحراثة حديثة، وسيارة، وثروة حيوانية بلغت 100 رأس من الأغنام، و30 من الماعز، و22 جمل وناقة، و7 خيول عربية، وخلايا نحل. كما أتلفت مزارع الفواكه، وخربت اصطبلات الخيول ومساكن الأغنام والجمال ومستودعات الأعلاف، وفجرّت آبار المياه.
وبعد استكمالها عملية النهب أقدمت على تفجير المنازل الثلاثة مع ملحقاتها باستخدام مواد شديدة الانفجار وتسويتها بالتراب.
وفي 25 أكتوبر 2015، اقتحمت المليشيا الحوثية قرية العيوف بمديرية البيضاء، وداهمت المنزل الرابع للشيخ المشدلي، المكون من ثلاثة أدورا وملحق، ونهبت كامل محتوياته، قبل أن تقوم بتفخيخ المنزل وتسويته بالأرض.
حصاد الإرهاب
خلال الفترة من مارس 2011 وحتى سبتمبر 2023، وثق تقرير "دموع على الركام" ضلوع مليشيا الحوثي في تفجير 703 منازل في 15 محافظة يمنية. نتج عنها مقتل 27 شخصاً، منهم 11 طفل و5 نساء تحت أنقاض منازلهم المفجرة، وجرح 24 آخرون منهم 9 أطفال و7 إناث.
ومن إجمالي المنازل المفجّرة، أقدم الحوثيون على نهب جميع محتويات 513 منزلًا قبل أن يقوموا بتفجيرها.
وجاءت محافظة البيضاء في المرتبة الأولى من حيث عدد المنازل التي فجرها الحوثيون بواقع 113 منزلًا. ووفق التقرير فقد شملت 10 مديريات في المحافظة كما يلي: القرشية 24، ولد ربيع 22، مكيراس 21، ذي ناعم 21، الزاهر 12، رداع 7، البيضاء 5، السوادية 3، الشريه 2، الطفة 1.
وفي إطار مسلسل الإرهاب الحوثي في محافظة البيضاء، أقدمت المليشيا الحوثية صباح الثلاثاء (19 مارس 2024م) على تفجير 8 منازل في حي الحفرة بمدينة رداع، ما أسفر عن سقوط 13 مدنياً بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال. وبهذا ترتفع حصيلة المنازل التي فجرها الحوثيون في محافظة البيضاء إلى 121 منزلاً.
تداعيات الجريمة
وفق تقرير "دموع على الركام" فإن ضرر جريمة تفجير المنازل لا يقتصر على الضحية وأسرته فحسب، بل يشمل المجتمع برمته وخاصة فئات الأطفال والنساء بسبب العنف المستخدم أثناء اقتحام المنزل وفي أوقات متأخرة من الليل.
كما أن "المواد المستخدمة شديدة الانفجار وذات قوة تدميرية عالية، إذ يصل تأثيرها إلى محيط واسع ويتسبب بأضرار جسيمة ومتوسطة وخفيفة لجميع المباني المجاورة". وهذا ما حدث في الجريمة الأخيرة بمدينة رداع.
التقرير الحقوقي سلط الضوء على 5 أنواع من الانتهاكات والتداعيات المصاحبة لجرائم تفجير المنازل أولها "وفاة وإصابة المدنيين أثناء التفجير".
يليها "إثارة الرعب بين المدنيين". وقد رصد التقرير تعرض 25 امرأه لحالات إجهاض نتيجة الخوف المصاحب لتفجيرات المنازل، فيما مئات الأطفال تعرضوا للانتهاكات الستة الجسيمة للطفولة..
إضافة إلى التهجير القسري للضحايا وأسرهم وحرمانهم من الحق في السكن، والمعاناة الاقتصادية بعد النزوح، ومعاناة ثالثة تتمثل بصعوبة اندماجهم في البيئة الجديدة بمخيمات النزوح كونها تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
ورابعاً، "نهب الممتلكات المنقولة قبل التفجير وفقدان الوثائق الرسمية للضحايا"، فعادة ما تبدأ المليشيا الحوثية بنهب كامل محتويات المنازل قبل تفجيرها، باعتبار تلك المنهوبات في نظرها من قبل الغنيمة في الحرب، إذ تقوم بتحويل جزء منها للمجهود الحربي والجزء الأكبر لصالح قياداتها.
وأخيراً، "الأضرار النفسية والصحية للضحايا وذويهم من النساء والأطفال". ووفق التقرير فإن "تفجير المنازل لم يكن مدمراً للعمران والأعيان المدنية فحسب، لكنه تدميراً للنفوس أيضاً". مستعرضاً المعاناة المريرة لمئات الأسر التي فجر الحوثيون منازلها، وما خلفته من أثار كارثية على حياتهم ونفسياتهم وخاصة فئات الأطفال والنساء.
وبحسب التقرير فقد "كان لآثار الدماء والأشلاء والدمار والخراب الذي عاشوه أثراً بالغاً على نفسياتهم حيث أصيبوا بأمراض نفسية وعصبية ستبقى آثارها لفترات طويلة حتى بعد انتهاء الحرب، بما لذلك من تبعات خطيرة على حاضر اليمن ومستقبل أجياله".
وإجمالاً، يؤكد التقرير أن مليشيا الحوثي تقوم بتفجير المنازل بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع في مواجهة خصومها السياسيين والعسكريين والقبليين وحتى الناشطين الحقوقيين بدافع الانتقام ودونما أي ضرورة عسكرية.