اختتمت بالعاصمة المؤقتة عدن، اليوم، فعاليات ورشة عمل بناء قدرات مختبرات الصحة الحيوانية، والزراعية، والثروة السمكية، والبيئة حول مقاومة مضادات الميكروبات وفق نهج الصحة الواحدة، التي نظمها البرنامج الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات بوزارة الصحة العامة والسكان، بمشاركة ممثلين من الوزارات والجهات ذات العلاقة، ومنظمتي الصحة العالمية (WHO) والأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).

وأكد وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، لقطاع الطب العلاجي، الدكتور شوقي الشرجبي، على أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة الصحة في تنسيق الجهود الوطنية بين مختلف القطاعات الحكومية.. مشيراً الى أن نهج الصحة الواحدة يمثل الإطار الأمثل للتعامل مع القضايا المشتركة بين الإنسان والحيوان والبيئة.. مؤكدًا أن اليمن تعد من أوائل الدول التي سعت لتطبيق هذا النهج بصورة فعالة من خلال تكامل الجهود بين الوزارات والهيئات ذات الصلة.

واشارت كلمة وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، إلى أن عقد هذه الورشة يأتي في توقيت بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل جهود الوزارة لإعادة تأهيل المختبرات الصحية، في المنافذ الحدودية، وكلية الزراعة والأسماك.

وشددت على أهمية وجود لجنة وطنية مشتركة من جميع الوزارات المعنية لتقييم وضع المختبرات الصحية ومعرفة احتياجاتها من الأجهزة والمعدات.. لافتة إلى أن الصادرات الزراعية تواجه تحديات كبيرة تتطلب تطوير منظومة الفحص، وضمان جودة المنتجات بما يتماشى مع المعايير الدولية.

فيما أكد المدير العام التنفيذي للمعهد الوطني للصحة العامة، الدكتور عبدالله بن غوث، أن الورشة مثلت محطة مهمة لتسليط الضوء على أهمية التنسيق القطاعي بين مجالات صحة الإنسان والحيوان والبيئة.. مشيرًا إلى أن تبني نهج الصحة الواحدة لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية لمواجهة التحديات الصحية العابرة للقطاعات.

من جانبها، أوضحت، مدير البرنامج الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات بوزارة الصحة العامة والسكان، الدكتورة منية الخضيري، أن البرنامج يحرص على بناء جسور التعاون بين مختلف القطاعات ذات العلاقة، وأن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات تتطلب تكاثف الجهود بين القطاعات الصحية، والزراعية، والبيئية، والبيطرية، والعمل وفق استراتيجية موحدة تنسجم مع توصيات المنظمات الدولية.

وأكدت أن الوزارة تسعى إلى توسيع نطاق الشراكات وتفعيل آليات العمل المشتركة بما يعزز القدرات الوطنية في الرصد والتحليل والاستجابة.. مثمنة دعم منظمة الصحة العالمية ،ومنظمة الأغذية والزراعة، في إنجاح هذه الورشة.

واكد ممثل منظمة الصحة العالمية، الدكتور كريس، أهمية التشبيك، وتعزيز العمل التشاركي بين القطاعات المختلفة.. مبينًا أن مقاومة مضادات الميكروبات أصبحت قضية عالمية تستدعي استجابة موحدة تقوم على نهج الصحة الواحدة الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

كما أوضح ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، جستين، أن أغلب الأمراض التي تصيب الإنسان مصدرها الحيوان، مما يجعل من الضروري التعامل مع استخدام المضادات الميكروبية بشكل رشيد في كلا القطاعين.

تخلل حفل الختام، عرض فيلم توثيقي استعرض مراحل تنفيذ الورشة، وما تضمنته من أنشطة تدريبية وتطبيقية، أعقبه تكريم المشاركين والمدربين والمنسقين تقديرًا لجهودهم ومساهمتهم في إنجاح الفعالية.