رئيس الوزراء يطمئن على أوضاع الحجاج اليمنيين
الرئيس العليمي في خطاب للشعب بمناسبة حلول عيد الأضحى : ماضون في استعادة الدولة
الرئيس العليمي يطمئن على أوضاع الحجاج اليمنيين ويشيد بجهود المملكة في إنجاح موسم الحج
الرئيس العليمي يتلقى برقيات تهانٍ من قادة الدول الشقيقة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
رئيس مجلس النواب يتبادل التهاني مع نظرائه في الدول العربية والاسلامية بمناسبة حلول عيد الاضحى
حجاج اليمن ينفرون إلى مزدلفة بعد أداء الركن الأعظم من الحج
"الثورة" تهنئ القيادة السياسية بعيد الأضحى: دعاء لوطن آمن وأمة في وئام
رئيس الوزراء يتبادل برقيات التهاني بعيد الأضحى مع نظرائه في الدول العربية والإسلامية
شبيبة: حجاج اليمن يناجون الله من عرفات لرفع البلاء وإنهاء الانقلاب
الرئيس العليمي يتبادل التهاني مع قادة الدول العربية والإسلامية بحلول عيد الأضحى

لقاء/حمدي دوبلة –
الحشرات جليسنا الوحيد ولا أنيس في الليل إلا عواء الذئاب والضباع
المعاملة الجيدة لا تشفع للخاطفين ممارساتهم ولا مبرراتهم لاحتجاز الأبرياء وترويع الآمنين
على الدولة الاضطلاع بواجباتها في رفع المظالم وإنهاء الظواهر المسيئة لسمعة اليمن
لقاء/حمدي دوبلة
> عندما تعيش عشرة أيام بلياليها مجبراٍ في بيئة قاسية كل ما فيها موحش ومخيف.. لا ترى عيناك طيلة هذه الفترة سوى الأسلحة والمسلحين المتأهبين دوماٍ لخوض معارك غامضة قد تندلع في أية لحظة.. وعندما لا يكون لك من جليس غير هؤلاء في تلك الكهوف والأحراش إلا الحشرات والقوارض ولا أنيس في ذلك الليل المظلم الطويل غير عواء الذئاب والضباع فإنك لا شك تكون أمام تجربة فريدة في مسيرتك مع مهنة المتاعب وبالتأكيد جديرة بأن تروى..
هذا باختصار خلاصة التجربة المريرة التي عاشها الزميل إبراهيم عباس الأشموري رئيس قسم التقارير الصحفية بإدارة أخبار الثورة مع عدد من زملائه الصحفيين بعد أن تعرضوا مؤخراٍ لعملية اختطاف غير مبررة وغير مسبوقة في البلاد من قبل مجموعة مسلحة بمنطقة صرواح محافظة مارب. ويروي الأشموري في هذا اللقاء مشاهد مرعبة من يوميات تجربة الاختطاف التي امتدت لعشرة أيام كاملة كانت حافلة بالإثارة التي لم تخل أبداٍ من المخاطر والضغوطات. اللحظات الأولى كان الزميل الأشموري في طريقه إلى محافظة المهرة مساء الأربعاء الموافق 15 مايو على حافلة نقل جماعي مع زملائه ياسين الزكري وأحمد الشميري في مهمة صحفية عندما فوجئ كما يقول بـ6 مسلحين من رجال القبائل بمنطقة حباب وقد أقاموا نقطة تفتيش على الطريق الرئىسي والذين قاموا بايقاف الحافلة والتوجه مباشرة إلى المقاعد التي يجلس عليها هو وزملاؤه حيث طلبوا بطائق العمل وبمجرد أن شاهدوا بطاقات نقابة الصحفيين اليمنيين طلبوا منا أخذ امتعتنا ومرافقتهم. ويضيف الأشموري: قالوا تعالوا أيها الصحفيين لنتنادم ونتبادل أطراف الحديث حول عديد القضايا والمظالم التي تعج بها المنطقة في غفلة عن الدولة وعن اهتماماتها. ويستطرد.. كان اعتقادنا في البداية أن الأمر سيتوقف عند شكاوى سيحاولون نشرها بواسطتنا عبر الصحافة وإذا بنا نْدعى بعد مغادرة حافلة النقل الجماعي التي كنا نستقلها إلى الصعود إلى سيارة صالون رباعية الدفع والانطلاق بسرعة عبر أودية وشعاب سحيقة تحيط بها الجبال الشاهقات من كل اتجاه وإذا بالسيارة تجتاز بنا الوادي تلو الآخر ولمسافة تْقدر بعشرات الكيلو مترات وحينها بدأنا ندرك بأن العملية أكبر من مقابلات صحفية وبدأت الشكوك تنتابنا خاصة بعد أن وصلت السيارة إلى مكان جبلي موحش لا سكان فيه ولا حياة. كان الوقت حينئذ كما يقول الزميل الأشموري يقترب من منتصف الليل ولم نكن نسمع سوى أصوات الحشرات الليلية وعواء الذئاب القادم من بعيد من دهاليز الجبال المحيطة ذهب بعض المسلحين لإحضار البطانيات والعشاء فيما بقى الآخرون في الجوار يحرسون المختطفين. ويضيف الأشموري جاءوا بالعشاء والبطانيات وطلبوا منا أن نخلد للنوم مطمئنين في ضيافتهم حتى تنظر الدولة في مطالبهم ومظالمهم كما يقولون لتبدأ المعاناة مع البعوض المنتشر بكثافة في تلك المناطق ولم ينم أحد منا حتى بزوغ الفجر. تأرجح المشاعر مع بشائر الفجر الأولى بدأت تتكشف الحقيقة المرة بتلك البيئة القاسية والتي انعكست على سلوك السكان هناك. ويقول الأشموري: برغم الوحشة التي انتابتنا في تلك البقاع إلا أن المعاملة الجيدة والكرم القبلي المعروف عن أبناء اليمن أينما كانوا كان يخفف عنا الكثير من المعاناة. وبمرور الوقت بدأت مشاعرنا تتأرجح ما بين الحنق على هؤلاء الناس وسلوكياتهم السلبية إزاء الأخرين وبين التعاطف معهم وخاصة كما يوضح الاشموري بعد أن قاموا باطلاعنا على مطالبهم التي بدت لنا مشروعة وكيف أن الجهات المختصة في الدولة والسلطات المحلية في المحافظة تماطلهم وتسوف في وعودها مراراٍ لسنوات. وكانوا بذلك يحاولون تبرير قيامهم باختطاف الصحفيين وشرح موقفهم وتأكيدهم الدائم بأننا ضيوف لديهم ولسنا محتجزين. الأوقات العصيبة ويشير الزميل إبراهيم الأشموري : أكثر ما أرهقه مع زميليه ياسين الزكري وأحمد الأشموري والسائق زهير حكمت التركي الجنسية والمهندس بشركة صافر للغاز فضل النضاري التنقل الدائم بين الجبال وتغيير أماكن المكوث كل 24 ساعة تقريباٍ. ويوضح: لقد بدت لنا أثناء تلك التنقلات حجم البؤس والشقاء الذي يعيشه أبناء تلك المناطق المحرومة من كل شيء بل تأكدنا تماماٍ بأن الدولة وخيرات الثورة لم تصل بعد إلى هؤلاء الناس وبدأنا نلتمس الأعذار فيما يقومون به من ممارسات همجية وضارة بسمعة اليمن. ويؤكد الأشموري بأن الأوقات العصيبة كانت تبدأ في المساء وعقب تناول العشاء كل ليلة عندما يبدأ مسلسل أصوات الحشرات وعواء الضواري ولا يكاد أحد منا ينام إلا للحظات فقط ناهيك عن الضغوطات النفسية التي تتزايد مع فشل وإخفاق الوساطات المتتالية لإطلاق سراحنا. التركي المرح ويشير الأشموري إلى أن المعاملة الجيدة من قبل الخاطفين ومحاولاتهم الدائمة لإبداء شيم ومرؤة أبناء القبائل كانت تبعث رسائل اطمئنان إلينا غير أن أكثر ما أضفى على هذه التجربة القاسية شيئاٍ من المرح والفكاهة هو التركي زهير حكمت الموظف بشركة النور والذي لم تؤثر تلك الظروف القاسية من روحه المرحة فظل وفياٍ لأسلوبه الفكاهي ومحاولاته الدائمة للتخفيف من آلام المختطفين من خلال النكتة وترديد القصص المسلية التي كانت تؤدي مفعولاٍ إيجابيا في نفسيات ومعنويات المحتجزين على الرغم من أن الملل واليأس والإحباط كان في تزايد مستمر مع توالي الأيام وفشل جهود الوساطات. لحظة الفرج ويؤكد الزميل الأشموري: ومع مرور الوقت ومضي الأسبوع الأول من الاختطاف بدأ اليأس يدب في النفوس وبتنا لا نصدق ما يقال عن جهود الوساطات ولم نعد نثق فيما يقال لنا عن قرب إنهاء معاناتنا وما عادت المعاملة الجيدة التي نعامل بها من قبل الخاطفين كافية لتهدئة الروع والحد من المخاوف التي باتت تتزايد في الأيام الأخيرة. ويضيف: في تلك اللحظات العصيبة والحرجة جاء الفرج على يد الشيخ سلطان الباكري رئيس الجالية اليمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي جاء برفقة عدد من الأشخاص أجرى حواراٍ اهافياٍ مع الخاطفين و بينما كنا نتوقع أن يفشل كما فشل السابقون فوجئنا به يطلب منا أخذ امتعتنا والاستعداد للرحيل إلى صنعاء برفقته حينها كنا غير مصدقين كما يقال لنا وكدنا نطير فرحاٍ وما هي إلا ساعات قليلة وكنا على مشارف العاصمة صنعاء للقاء الشيخ سلطان العرادة محافظ محافظة مارب. ويعبر الأشموري عن عظيم شكره وامتنانه لكل من أعلن التضامن والمساندة له ولزملائه خلال محنتهم من المشايخ والوجاهات الاجتماعية من أبناء مارب وكل الزملاء الصحفيين والإعلاميين وقيادة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ومسؤولي نقابة الصحفيين اليمنيين التي جعلتنا نشعر بالفخر في الانتماء إلى هذه الصروح الإعلامية الرائدة.