الرئيسية - عربي ودولي - انفجار تركيا
انفجار تركيا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز – تركيا في حال انفجار.. هذا ما تردد في غضون ثلاثة أيام كانت التظاهرات الغاضبة عاصفة في عموم البلاد. الشرارة بدأت احتجاجية في وجه قرار حكومي هدم أحد المعالم واقتلاع الأشجار من ساحة «جيزي» وسط اسطنبول بهدف إنشاء مشروع وصف بالفخم متحولة في غضون ساعات وليس أياما◌ٍ إلى انتفاضة ضد سياسة الحكومة تواصلت بازدياد المشاركين وبلغ تعدادها قرابة 90 تظاهرة جرت في قرابة 48 مدينة تمتد في عموم البلاد.. وشهدت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت العنف باندفاع أدى إلى سقوط ضحايا بلغ الجرحى منهم قرابة 1000 ويبلغ عدد المعتقلين قرابة 950 معتقلا◌ٍ غالبيتهم من الشباب¡ وهذه النتائج للأعمال اليوليسية كانت في انتظار منظمة العفو الدولية وهي ترددت من حلفاء للحكومة التركية كالبريطانيين والأميركان. ما جرى في تركيا في غضون ثلاثة أيام اعتبر معركة كبستها الحركة الجماهيرية وخسر جولتها الأولى اردوغان الذي لم يتراجع عن قرار حكومته إلا بعد أن اصطدم بإفراط استخدام عنف الشرطة بازدياد موجات المتظاهرين وتحول الاحتجاجات إلى انتفاضة في وجه السياسات في البلاد. ما جرى في تركيا أعاد وطأة المفاجآت وكان وقع هذا شديدا◌ٍ على اردوغان وأركان حكومته وقادة حزبه الذين ركنوا بعد فوزهم في الانتخابات لدورتين أنهم باتوا سادة البلاد وأسياد العباد¡ وهذا ما عبر عنه أحد الطلاب الأتراك واسمه باتوهان الذي قال بعد قرار إخلاء الساحة من الشرطة: «معركتنا لم تنته.. ما زال يحكمنا رئيس وزراء يرى الناس مجرد خرفان ويعتقد أنه سلطان». وإذا ما أشرنا في مقابل هذا الطرح الغاضب والحاد إلى أن حزب العدالة حقق من الإنجازات ما هي قابلة للوصف بالكبيرة من ذلك اضطراد النمو بواقع 8% عامي 2010 و2011م ومضاعفة دخل الفرد ثلاث مرات وتعميم التعليم والخدمات الصحية.. فإن السؤال لأي الأسباب هي تركيا مفتوحة على بركان¿. ويعيد مراقبون أن الأسباب إلى سياسة التخبط لاردوغان في شأن الدولة التي لا يمكن أن تقوم بضبابية وبخلطة «دينية» ومدنية وإلى أن تركيا رغم بالونة مظهرها هي في انقسام¡ والأمر غير قاصر ما بين قلة مستحوذة على الثروات وأغلبية محرومة وحسب¡ بل هناك انقسام الهوية بين الأوروبية والآسيوية والذي غدا يأخذ طابعا◌ٍ ايديولوجيا◌ٍ علمانيا◌ٍ ودينيا◌ٍ.. وهناك الانفسام المذهبي والطائفي ووجود كردي غير قابل بحساب الأقليات. كما أن ما يشير إليه هؤلاء المراقبون وله ردود فعل سلبية في الأوساط التركية هو السياسة التي تتبعها حكومة اردوغان إقليميا◌ٍ ودوليا◌ٍ هي حسب رأيهم واقعة ما بين اندفاع غير محسوب النتائج من جهة ومن جهة ثانية ضغوط تبدو وكما لو أنها تستنفد¡ ما لدى حزب العدالة في خدمة أصحاب النفوذ على هذه البلاد.