الرئيسية - عربي ودولي - تركيا تحاول امتصاص غضب الداخل والخارج للتخفيف من حدة المظاهرات
تركيا تحاول امتصاص غضب الداخل والخارج للتخفيف من حدة المظاهرات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أنقرة/وكالات – وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس بتعليق مشروع إعادة تأهيل حديقة جيزي في اسطنبول الذي أثار احتجاجات تهز البلاد منذ اسبوعين حتى صدور قرار القضاء بخصوصه. واعتبرها مراقبون نوعا من انواع المهادنة توخاها اردوغان لامتصاص غضب الشعب التركي والعالم الغربي بعد استعماله القوة المفرطة ضد المتظاهرين. والتقى ممثلو المتظاهرين باردوغان في اجتماع عاجل أمس الأول بعدما رفضوا “انذاره الاخير” بإخلاء الحديقة. وبعد المحادثات التي استغرقت اربع ساعات لم يصدر بحسب المتظاهرين أي قرار ملموس بل مجموعة وعود وضمانات من السلطات في مسعى للخروج من الازمة. وشمل ممثلو المتظاهرين ممثلي تنسيقية “تضامن تقسيم” حيث نقل التلفزيون المحلي صور حوالي 12 شخصا يدخلون مقر سكن رئيس الحكومة ليلا. وأكد نائب رئيس الوزراء حسين تشيليك بعد اللقاء “بالطبع تتعهد الحكومة احترام قرار القضاء وتطبيقه” مشددا في الوقت نفسه على ضرورة اخلاء المتظاهرين للحديقة. ففي 31 مايو قررت محكمة إدارية في اسطنبول رفع متظاهرون شكوى امامها تعليق اعمال التأهيل حتى اتخاذ قرار حول مضمون الدعوى¡ وهو قرار استانفته الحكومة. وصرح احد ممثلي “تضامن تقسيم” المخطط المدني تيفون كهرمان أن “الايجابي في اللقاء كان توضيحات رئيس الوزراء بأن المشروع لن يستمر قبل قرار القضاء النهائي بشأنه”. وبدا اقتراح الحكومة بناء نسخة لثكنة عسكرية من الحقبة العثمانية مكان الحديقة الذي قدمه اردوغان الاربعاء اول تنازل من طرفه. واتى الاقتراح بعد لقاء اردوغان الاربعاء لنحو خمس ساعات في العاصمة انقرة مجموعة اولى من ممثلي المتظاهرين اختارها بنفسه ولم تحظ بموافقة المتظاهرين الآخرين الذين احتجوا على استبعاد “تضامن تقسيم” من الاجتماع. وكان اردوغان اتخذ في وقت سابق موقفا مواجها للمتظاهرين في حديقة جيزي الذين نفذوا أكبر تحد حتى الساعة لحكم حزب العدالة والتنمية منذ حوالي عقد من الزمن. وقال اردوغان في كلمة نقلت مباشرة في انقرة: “ما زلنا صابرين حتى الان¡ لكن للصبر حدودا. اوجه انذاري الاخير: ايتها الامهات والاباء¡ ارجو منكم سحب ابنائكم من هناك”. وأضاف أمام رؤساء البلديات المنتمين إلى حزبه العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي: “لا يمكننا الانتظار اكثر من ذلك لان حديقة جيزي ليست ملكا للقوى التي تحتلها. انها ملك للجميع”. واثناء الاجتماع اطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من حوالي 200 متظاهر كانوا متجمعين في مكان قريب من مقر رئيس الوزراء¡ كما افاد شهود. واستخدموا خراطيم المياه لتفريق التجمع واوقفوا خمسة متظاهرين. وفيما تتكثف المعارضة لاردوغان بعد مواصلته الحكم منذ 2002م¡ ما زال الرجل البالغ 59 عاما اكثر سياسيي البلاد شعبية. فحزبه العدالة والتنمية فاز بالانتخابات ثلاث مرات متوالية وغنم نصف الاصوات في 2011م¡ حيث شهدت البلاد المسلمة التي تشمل 76 مليون نسمة في عهده نموا اقتصاديا كبيرا. وحث اردوغان انصاره على الرد على التظاهرات بالتصويت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية في العام المقبل. ويتهم المعارضون اردوغان بقمع منتقديه بما فيهم صحافيون وشخصيات كردية والعسكر والدفع بقيم اسلامية محافظة في الدولة العلمانية بحسب الدستور. في اسطنبول امضى آلاف المتظاهرين ليلة اخرى في الحديقة بعد رفضهم انذار اردوغان الاخير وطلبه اخلاء الحديقة مقابل اجراء استفتاء حول خطة التطوير المزمعة. وبدات الاحتجاجات على مشروع لاقتلاع 600 شجرة في الحديقة تلاها رد وحشي من الشرطة منذ اسبوعين ما أثار تظاهرات في مختلف انحاء البلاد ضد اردوغان وحكومته الاسلامية الجذور والتي يتهمها منتقدوها بالتسلط المتزايد. وقتل اربعة اشخاص في الاحتجاجات حول البلاد فيما اصيب حوالي 5000 متظاهر وهو بالاغلبية من الشباب والطبقة المتوسطة.