الرئيسية - عربي ودولي - »زهــرة المدائــن« تئن مــن وطــــأة التهويد الاستيطاني
»زهــرة المدائــن« تئن مــن وطــــأة التهويد الاستيطاني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالملك السلال –

خطير جدا ما تتعرض له (زهرة المدائن) والقدس والضفة الغربية المحتلتان من هجمة استيطانية شرسة تستغل انشغال العالم بما يجري من تطورات متسارعة في الوطن العربي وخاصة مجريات النزاع السوري الذي طغى على كل الملفات الساخنة العالمية والاقليمية وفي ظل استكانة العرب وتماهي الانظمة الغربية مع الدولة العبرية تتسارع وتيرة النشاط الاستيطاني في القدس الهادفة في مجملها إلى تهويد المدينة وتضرب ْ دولة الاحتلال عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية تسمين اسرائيل مستعمراتها مما يقطع الطريق أمام أية تسوية سلمية في المستقبل ويقضي كذلك على آمال اقامة دولة فلسطينينة مستقلة القدس بالمعدة الصهيونية أسفر الاستيطان الموجه ضد القدس المحتلة منذ عدوان العام 1967م عن قضم ما نسبته 87 % من مساحتها بحيث لم يعد يبقى سوى نحو 13 % للفلسطينيين مرشحة للانحسار في ظل مخطط مصادرة 62 ألف دونم من محيطها لصالح الاستيطان. وتستحثْ اسرائيل منذ احتلالها للقدس قبل 46 عاماٍ خطاها لتغيير الوقائع على الأرض عبر مخططات المصادرة التي ارتفعت وتيرتها في السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 2 % مما مكنه من الاستيلاء على قرابة 80 % من مساحة الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. بحيث لم يتبق سوى 27 – 28 % من المساحة الخارجة عن يد الاحتلال في الضفة الغربية لتشكل قوام الكيان الفلسطيني المستقبلي وهو ما يؤدي عمليا الى خنق “حل الدولتين” الذي بات موضع شك عند الفلسطينيين بما يجعل مستقبل عاصمتهم المنشودة في القدس مجهولاٍ لديهم… الأمر الذي يمكن القول أنه افشال يستبق الجهود الأميركية التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري لاحياء مايسمى (عملية السلام). وبالعودة إلى ملف الاستيطان تستهدف “سلطات الاحتلال تهويد زهرة المدائن لتتمكن من فصلها عن أراضي الضفة الغربية ومنع تقسيمها بما يصطدم عملياٍ مع مساعي الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشريف”. ووفق المخطط الإسرائيلي لضم الكتل الاستيطانية الكبرى حول مدينة القدس إلى كيانه المحتل بالإضافة إلى المستعمرات التي تشق أوصال الضفة الغربية فإن ما يقرب من 15 % عدا المرافق المحيطة بها ستخرج بحسب منظوره من أي مفاوضات قادمة مع الجانب الفلسطيني. وعمد الاحتلال إلى الاستيلاء على 35% من مساحة أراضي القدس من إجمالي 70كم مربع تحت زعم المصلحة العامة وعلى 52% من محيطها نظير مخططات المصادرة مما جعل نسبة 87% تحت يده المحتلة مباشرة. وتبقى “نسبة 13% الخارجة عن سيطرته مرشحة للانقباض بسبب سياسة الاحتلال المتواصلة في هدم المنازل الفلسطينين وتشريد مواطنيها وبناء المؤسسات الصهيونية داخل حدود المدينة” وعملت سلطات الاحتلال منذ احتلال المدينة على توسيع بلدية القدس لإيجاد ما يسمى “القدس الكبرى” من خلال مصادرة الأراضي لصالحها وخلق “حاضرة القدس” عبر توسيع المدينة لصالح المستوطنات. ويخطط الاحتلال في إطار “مشروع E1 الاستيطاني الذي رفضته القيادة الفلسطينية لمصادرة نحو 20 ألف دونم من الأراضي الواقعة بين مدينة القدس والتجمع الاستيطاني القائم في شرقيها “معاليه أدوميم”. وغداة مصادرته حوالي 12.462 ألف دونم لصالح مستوطنة “معاليه أدوميم” ومستوطنتي “ميشور أدوميم” و”كفار أدوميم” وضع الاحتلال مخطط مصادرة آلاف الدونمات لصالح ضم التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” عند مشارف الجهة الشمالية لمحافظة الخليل وامتدادها ناحية القدس بما يشمل عدة مستعمرات مقامة على أراضي بيت لحم. وهناك مخطط آخر لمصادرة 30 ألف دونم غرب المستعمرات المقامة على بيت لحم ضمن مشروع «A30». وتعتبر “معاليه أدوميم” شرقي القدس و”غوش عتصيون” جنوبها و”غيلو” في جنوبها الغربي و”جعفات زئيف” من الشمال حتى مشارف رام الله من الجهة الجنوبية من أبرز التجمعات الاستيطانية التي يخطط الاحتلال لضمها إلى مدينة القدس. وقد مكنت سياسة القضم من ايجاد 250 مستعمرة و118 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس تضم زهاء 550 ألف مستعمر. تهويد القدس > وبحسب مصادر فلسطينية أدت سياسة الاستيطان والتهويد الإسرائيلية المتواصلة إلى تغيير معالم القدس الجغرافية فقد “كانت مساحة بلدية القدس العام 1948م أقل من 20 كم مربع وتشمل البلدة القديمة المسورة وتقدر مساحتها بنحو 860 دونماٍ إلى جانب البلدة الجديدة التي تطورت خارج الأسوار بمساحة تقارب نحو 19 كم مربع”. فيما كان “اليهود يسيطرون على نحو 25% من مساحتها أي حوالي 5 كم مربع لم تزد ملكيتهم داخل البلدة القديمة عن خمسة دونمات”. غير أن ذلك الحال تغير بعد النكبة عام 67 حيث “وصل مجموع ما استولى عليه الاحتلال إلى حوالي 84 % يقع معظمها في القدس الجديدة خارج الأسوار بينما احتلت قواته نتيجة عدوان 1967م شرق القدس بالإضافة إلى ما تبقى من أرض فلسطين”. وبعد ثلاثة أسابيع من العدوان أصدرت سلطات الاحتلال قراراٍ بحل مجلس أمانة بلدية شرق القدس العربية وإخضاعها للقوانين والإدارة الإسرائيلية مع ضمها إلى الشطر الغربي من القدس كما صادرت في (يونيو) 1968م حوالي 66 كم مربع من أراضي 28 قرية ومدينة فلسطينية حول مدينة القدس ووسعت حدودها البلدية لتصبح مساحتها حوالي 72 كم مربع ضمتها إلى غرب القدس. وقد باتت مساحة ما يسمى “ببلدية القدس الموحدة” تقدر بنحو 110 آلاف دونم وبعد عدة سنوات وسعت سلطات الاحتلال مجدداٍ بلدية غرب القدس بمقدار 15 كم مربع لتصبح 53 كم مربع وهكذا بلغت مساحة بلدية ما يسمى “القدس الموحدة” عام 1992م حوالي 125 ألف دونم. واستكمالاٍ لنهج التهويد والاستيلاء أعلن البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” في أغسطس 1980م عن ضم شرقي القدس إلى الكيان المحتل وتوحيدها مع شطرها الغربي بينما بلغت مساحة “بلدية القدس الموحدة” ما يزيد على 127 كم مربع نتيجة استمرار المصادرات والتوسعات على حساب الأراضي الفلسطينية. بينما تتراوح مساحة ما يسميها الاحتلال “القدس الكبرى” ما بين 400 – 600 كم مربع موصلاٍ مساحة “حاضرة القدس” إلى ما يزيد على مليون دونم. وقامت اسرائيل عامي 1967 و1968م بمصادرة 116 دونماٍ داخل البلدة القديمة في أحياء الشرف والمغاربة والسلسة والميدان وهدم نحو 600 بناية تضم أكثر من ألف بيت وحوالي 450 محلاٍ يملكها ستة آلاف فلسطيني بعد طردهم إضافة إلى مسجدين. وأنشأ الاحتلال على أنقاض ما هدمه ما أسماه “الحي اليهودي” الذي لم يكن يملك اليهود فيه قبل العدوان سوى 5 دونمات كانت تدعى “حارة اليهود” فيما يستوطنه اليوم حوالي 2500 مستعمر. وتزامن ذلك مع الاستيلاء على حائط البراق والساحة المقابلة له وعلى مفتاح باب المغاربة المؤدي للحائط والسيطرة على البوابات الخارجية للحرم القدسي الشريف وعدة مبانُ إسلامية تاريخية. استكانة عربية > ولا تتوقف انتهاكات الاحتلال بحق القدس عند حد معين وإنما تصيب “معيشة مواطنيها المقدسيين من خلال هدم المنازل وتشريد أهلها ومصادرة الأراضي وفرض الضرائب الباهظة وتضييق الخناق عليهم في العمل والتعليم ويتواصل العدوان الإسرائيلي ضد الأماكن والمقدسات الدينية لاسيما المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض حالياٍ لخطر التقسيم .. الأمر الذي ينبغي على الفلسطينيين جميعا ضرورة توفير مقومات الصمود لمواطني القدس المحتلة عبر دعم عربي إسلامي لتثبيتهم على أرضهم وتعزيز وجودهم والتصدي لما تتعرض له المدينة من هجمة استيطانية تهويدية إسرائيلية محمومة”. ترافقها حملة دبلوماسية واسعة النطاق على المستويين العربي والإسلامي لانقاذ مايمكن ْ انقاذه تفادي للبكاء على اللبن المسكوب فيما بعد ومن باب التذكير فإن قرارات القمم العربية لدعم مدينة القدس لم تأت ثمارها لأنها آليات تنفيذها غير مفعل – سياسيا وماديا بما في ذلك قمة الدوحة الأخيرة التي خصصت مبلغ مليار دولار لدعم القدس لم ير النور حتى الآن..