الرئيسية - عربي ودولي - إضرابات عمالية احتجاجا◌ٍ على قمع المتظاهرين الأتراك
إضرابات عمالية احتجاجا◌ٍ على قمع المتظاهرين الأتراك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أنقرة/ أ ف ب – أعلنت اثنتان من ابرز نقابات العمل في تركيا إضرابا عاما أمس احتجاجا على العنف الذي مارسته الشرطة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة غداة دفاع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن قمع الاحتجاجات في ساحة تقسيم في اسطنبول. وندد وزير الداخلية التركي معمر غولر أمس بوقف العمل قائلا: إن الدعوة التي وجهتها نقابتان عماليتان كبريان إلى اضراب عام دعما للمحتجين ضد الحكومة “غير قانونية”. وقال غولر للصحافيين في انقرة: “هناك إرادة في دفع الناس للنزول إلى الشارع من خلال اعمال غير قانونية مثل وقف العمل والاضراب¡” مؤكدا أن قوات الأمن “لن تسمح بذلك”. وكان تجمع نقابي يضم مركزيتين نقابيتين كبريين للعمال وموظفي الدولة تعدان حوالي 700 الف منتسب دعا إلى اضراب عام أمس في كل انحاء تركيا تنديدا بأعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة بحق المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء. وقال الوزير :”من المستحيل أن تفهم الاصرار على مواصلة التظاهرات” المستمرة منذ اكثر من اسبوعين في المدن التركية الكبرى ولا سيما اسطنبول وانقرة. وقال باقي سينار المتحدث باسم نقابة كيسيك: “مطلبنا هو أن يتوقف عنف الشرطة على الفور” مضيفا: إن مهندسين واطباء اسنان واطباء انضموا لاحقا◌ٍ إلى الاضراب. واعمال العنف التي وقعت في نهاية الأسبوع ادت إلى تفاقم الازمة التي تشكل اكبر تحد يواجهه اردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل حوالي عقد. وأمام حشد ضم اكثر من مائة الف من انصاره من حزب العدالة والتنمية الاحد شدد رئيس الوزراء على أنه كان “من واجبه” أن يأمر الشرطة باقتحام حديقة جيزي بعدما تحدى المتظاهرون تحذيراته لمغادرتها. وقال اردوغان على وقع هتافاتهم: “قلت اننا وصلنا إلى النهاية وان الامر بات لا يحتمل” مشيرا إلى أنه “تم تنفيذ العملية وتطهير (ساحة تقسيم وحديقة جيزي السبت) كان ذلك واجبي كرئيس للوزراء”. وأضاف: “لن نتخلى عن هذه الساحة للإرهابيين”¡ في اشارة إلى إعلام وشعارات بعض الحركات السياسية المحظورة التي رفعت في تقسيم. وتابع اردوغان: “لا يمكنكم تنظيم تجمع في أي مكان تشاؤون. تستطيعون القيام بذلك في المكان المسموح به”¡ مذكرا بأن حديقة جيزي وساحة تقسيم ليستا “ملكا خاصا” للمتظاهرين. وتزامنا¡ تواصلت المواجهات بين قوات الأمن ومجموعات من المتظاهرين حول ساحة تقسيم الاحد. واستخدم عناصر الشرطة مرارا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنعهم من الاقتراب. وللمرة الاولى منذ اندلاع الازمة¡ حضر عناصر من الدرك لدعم الشرطة وخصوصا عبر اغلاق مدخل احد جسري مضيق البوسفور لمنع المتظاهرين الوافدين من الضفة الآسيوية من الانضمام إلى رفاقهم في الجهة الأوروبية. وكانت الشرطة تدخلت في حديقة جيزي في 31 مايو الفائت واستخدمت القوة لطرد مئات الناشطين البيئيين الذين كانوا يحتجون على اعلان ازالة الحديقة. وشكل هذا الحادث الشرارة التي اشعلت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة الإسلامية المحافظة التي تحكم تركيا منذ 2002م. ومذذاك¡ لم يغادر المتظاهرون الشوارع في العديد من مدن البلاد مطالبين باستقالة اردوغان المتهم بالتسلط وبالسعي إلى اسلمة المجتمع التركي¡ وخصوصا عبر اصداره قانونا يحد من بيع الكحول أو عبر سماحه بارتداء الحجاب في الجامعات. وبحسب آخر حصيلة لنقابة الاطباء الاتراك¡ فقد قتل اربعة اشخاص واصيب حوالي 7 آلاف آخرون منذ بدء الاحتجاجات. وقالت مجموعة ممثلة عن المتظاهرين: إن “المئات” اصيبوا بجروح اثر العنف الأخير في حديقة جيزي فيما قال محافظ اسطنبول حسين عوني موطلو أن عدد الجرحى يصل إلى 44 . وصباح أمس كانت الشرطة لا تزال تتولى الحراسة في الحديقة وساحة تقسيم. وقد انتقدت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون لتركيا وكذلك مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان الطريقة التي عالج فيها اردوغان الازمة.