الرئيسية - عربي ودولي - المشهـــــد الأفغـــاني
المشهـــــد الأفغـــاني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إسكندر المريسي –

أفغانستان البلد الذي لم يعرف معنى الأمن والاستقرار منذ عقود وخاصة النظام الشوعي في ذلك البلد الذي تحول إلى ساحة حرب مفتوحة لاسيما على إثر دخول الاتحاد السوفياتي لدعم الشيوعيين الذين وفروا قدرا◌ٍ عاليا◌ٍ من الأمن والاستقرار إلا أنه بعد دخول القوات الروسية حينها جعلت قوى اقليمية ودولية وتحديدا◌ٍ أوروبا وأميركا تعتبر ان الحرب في افغانستان مبررا◌ٍ لاستنزاف الاتحاد السوفياتي سابقا◌ٍ. وحينها اعتبر متابعون ان الحرب التي خاضها الروس في أفغانستان كانت من الاسباب الثانوية غير المباشرة بالنسبة لانهيار المعسكر الشرقي بيد أن الانسحاب السوفياتي من أفغانستان أظهر استمرار الحرب الداخلية في ذلك البلد دونما حل لظاهرة الحرب في كابول بل تطورت الأحداث سيما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر. لذلك وجدت الولايات المتحدة الاميركية ضالتها المنشودة تحت مشروع ما تسمية بالحرب على الإرهاب وقتال التمرد الذي تشنه حركة طالبان برغم أن الحركة كان قد أطيح بها من السلطة عام 2001م بذريعة وجود تنظيم القاعدة وعلى اثر ذلك تم احتلال كابول بالقوات الامريكية. وبعد أكثر من عقد على التواجد للقوات الأجنبية والبالغ عددها 99 ألف جندي في أفغانستان تم يوم أمس رسميا◌ٍ تسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية والتي ستحل مكان قوات حلف شمال الاطلسي لتولي المسؤولية الأمنية في البلاد والتصدي لاي حركة تمرد مع الابقاء على بعض وحدات الجيش الأميركية. والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما هو مستقبل افغانستان بعد الانسحاب الاميركي وهل بمقدور الجيش والأمن الافغاني تحقيق القدر العالي من الاستقرار خاصة وهناك أزمة ثقة في الشارع الأفغاني في كيفية الحفاظ علي ما تحقق من مكاسب أثناء تواجد القوات الاجنبية ¿ لذلك ينتاب الكثير من السياسيين شعورا◌ٍ طاغيا◌ٍ بعدم اليقين من قدرة ذلك البلد الذي يبدو بالظرف الراهن ضعيفا◌ٍ وغير قادر على مواجهة التحديات سيما وأنها تعتبر من أفقر البلدان في العالم ويعيش حاليا◌ٍ وضعا◌ٍ اقتصاديا◌ٍ غير مطمئن ويتخوف كثير من المراقبين من تراجع النمو الاقتصادي الهش إلى أدنى مستوى مما يضاعف من تفاقم الوضع المعيشي هناك. ويرى مراقبون ان الانسحاب الأميركي المشروط يعني أن مأساة أفغانستان لا زالت تتراوح بين ثنائية الحرب الداخلية والقوات الاجنبية في المرحلة الاولى وبين الاحتلال والوصاية في المرحلة الثانية خاصة وقد دعا الرئيس الافغاني للتفاوض مع حركة طالبان ووفقا◌ٍ للمراقبين يتحرك المشهد السياسي الافغاني حاليا◌ٍ ضمن آفاق مسدودة من سيء إلى أسوأ في ظل فقدان الأمن الذي لا يزال غائبا◌ٍ حتى الآن¡ فهل بمقدور الجيش الافغاني والذي يعتبره كثير من المحللين غير قادر على تنفيذ المهام المناطة به في السيطرة على الوضع الأمني في البلاد أم ان افغانستان ماضية وفق المثل القائل «كمن يستجير من الرمضاء بالنار».