الرئيسية - عربي ودولي - كيري وإيقاع أزمات المنطقة
كيري وإيقاع أزمات المنطقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

محمد القراري –

> كثف وزير الخارجية الامريكي جون كيري جهوده على ساحة القضية الفلسطينية في محاولة لإحداث اختراق في جدار السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين مستغلا حالة الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني والضعف العربي الغارقة دوله خصوصا المحيطة بأزمات حادة مثل سوريا ومصر ولبنان وبذلك يحقق الكيان الصهيوني ما عجز عنه طوال العقود الستة الماضية. > ففي الوقت الراهن قام كيري بجولات مكوكية بين العاصمة الاردنية عمان حيث يتواجد رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس والقدس المحتلة حيث يتواجد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتاياهو في زيارته الخامسة للمنطقة منذ تولي منصبه على رأس الدبلوماسية الامريكية قبل عدة أشهر وكانت في كل الزيارات تتصدر الأزمة في سوريا وموضوع ملف ايران النووي محور زياراته السابقة لكن هذه المرة اهتم أكثر بالملف الفلسطيني. > والاهتمام المفاجئ بالسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين هذه المرة من قبل الإدارة الامريكية يرجع إلى الكثير من المتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط حيث الأزمة السورية ازدادت تعقيدا بعد المتغيرات الميدانية الأخيرة واستحالة الحل العسكري بالحسم لصالح أي طرف رغم تقدم الجيش في عدة مناطق كان يسيطر عليها المسلحون مما زاد من فرص الحل السياسي السلمي حيث تفاهمات جنيف 1 والاستعداد للذهاب إلى جنيف 2 المنتظر تحديد موعد انعقاده. > انتقال مصر من حالة الاستقرار إلى حالة الأزمة بخروج ملايين المصريين إلى ميادين وساحات مختلف المدن المصرية تطالب برحيل الرئيس الدكتور محمد مرسي زاد من تعقيدات الدبلوماسية الامريكية في المنطقة وأي تطورات دراماتيكية في المشهد المصري مستقبلا سيعقد من مهمة كيري في عملية السلام لذا كثف كيري مسابقا قطار التحولات في المنطقة الذي قد تكون لغير صالح الحليف الاستراتيجي لواشنطن «تل أبيب» فكان لا بد أن يقوم بجهود كبيرة لاحداث ثغرة تحقق أكبر المكاسب مستغلا ارتباك المشهد العام في المنطقة. > أيضا التحولات في دولة قطر لنقل السلطة من الأب إلى الابن وما سيترتب على ذلك من تغيرات في السياسات تبعا للوجوه وكذلك في ايران بصعود الاصلاحيين الداعين للاعتدال كما هو الحال في تركيا التي دخلت حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اردوغان في مشاكل مع اندلاع مظاهرات معارضة بصورة لم تكن متوقعة بعد انجازات تنموية لأكثر من عقد وتركيا حليف مهم للولايات المتحدة وعضو في حلف الناتو ولها تأثير متصاعد في مجريات الاحداث والتطورات في المنطقة خصوصا عملية السلام. > إذا مجمل المتغيرات المفاجئة على المشهد في دولة منطقة الشرق الأوسط والتي اختلفت كليا عما كانت عليه المنطقة في زيارات كيري السابقة جعلت الإدارة الامريكية تغير من اهتماماتها السياسية والدبلوماسية لتعود بقوة للملف الفلسطيني الاسرائيلي والذي يرى كثير من المراقبين باستحالة تحقيق أي تقدم أو اختراق مهم لأكثر من سبب أبرزها الانحياز الكامل للمصالح الاسرائيلية كذلك لغياب الاسس المتينة لايجاد سلام شامل في المنطقة وستبقى قضية فلسطين مفتوحة إلى أن يعود كامل الحق لأصحابه.