الرئيسية - عربي ودولي - »أم الدنيا « .. أمام أخطر يوم في تاريخها!
»أم الدنيا « .. أمام أخطر يوم في تاريخها!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالحليم سيف –

هذا اليوم في التاريخ º هو الأصعبº والأطوال º والأكثر إثارة وربما خطورة º في المشهد المصري º الذي يسوده الانقسام الكارثي º في كل مدينة وقرية º بين اعتصامات ضخمة º معارضة وأخرى ومؤيدة للرئيس محمد مرسي¡ حيث يبدو كل فريق¡ وكأنه يتحفز لسحق الآخر واستئصاله من الحياة السياسية¡ أو حتى الوجودº وهو مشهد حزين بكل المقاييس. إن ما تبثه القنوات الفضائية المصرية والعربية والغربية¡ ومواقع التواصل الاجتماعي¡ من أنباء متضاربة وتسريبات متعددة¡ بشأن التطورات المتسارعة منها .. انتشار الجيش في مختلف أنحاء مصر في سابقة لم تشهدها ثورة 25 يناير¡ واستعداد الأنصار والمعارضين لمواجهه دامية ¡ تجعل المتابع في حالة شعور مقلقة ¡ بحدوث الأسوأ . ولأن ما يجري في مصر الآن ¡ يهم المنطقة ¡ ولهذا نجد من الطبيعي¡ أن تستدير أنظار العالم من الجهات الأربع في هذه اللحظات نحو القاهرة ¡ترصد بحذر وتراقب بقلق ¡ ما ستحمله الساعات القادمة أي قبيل غروب شمس نهار هذا الأربعاء º وتحديدا مع حلول الخامسة والنصف بتوقيت مصر º ساعتئذ تنقضي المهلة الزمنية الـ(48) الساعة º التي منحها بيان القيادة العامة للقوات المسلحة º لفرقاء العمل السياسي º للتوصل لحل يلبي مطالب الشعب المصري º ما لم فإن الجيش سيعلن خارطة طريق للمستقبل º ينهي بها دوامة الأزمة العاصفة بالبلاد والانقسام الحاد ºووضع حد للدماء المراقة º كما ظهرت مؤشراته خلال الساعات المنصرمة ¡ بسقوط نحو ثلاثين قتيلا ومئات الجرحى في عموم مصر. وما يبعث المخاوف أنه لم تظهر إشارات تنبئ بالتئام القوى السياسية¡ المدعوة لإيجاد حل توافقي للأزمة الراهنة º ويستجيب لمطالب الشعب المصري º ومثل ذينك الاتفاق غير وارد ¡ بعد فشل كافة الحوارات¡ ما يؤكد هذا الرأي º التطورات والمواقف المتباينة المعلنة إزاء بيان الجيش ¡فحركة “تمرد” الشبابية أعربت عن ارتياحها الكامل لموقف القوات المسلحة واعتبرته انحيازا لها ولمطالبها برحيل الرئيس محمد مرسي º وعلى ذات المنوال رحبت جبهتا “الإنقاذ” و”30 يونيو” ببيان الجيش º ورأت فيه الحل الأمثل لوضع نهاية لحكم “الإخوان المسلمون”¡ وهذا الموقف ليس غريبا بل ينسجم مع رغبة المعارضة ¡لعودة العسكر للحكم¡ وذلك منذ تفجر الأزمة في 21 فبراير المنصرم. وعلى خلاف ذلكº جاء رد” الأخوان المسلمون” بنبرة غاضبة º إذا اعتبر بيان القوات المسلحة بمثابة انقلاب على الشرعية الدستورية º متهما إياه بالانحياز للاعتصامات في ميدان التحرير وقصر الاتحادية في القاهرة التي أبهرت العالم¡ دون الإشارة إلى الحشود المؤيدة لمرسي في ميدان رابعة العدوية¡ وفي هذا السياق -أيضا◌ٍ- رفض التحالف الوطني المؤيد لمرسي بشدة¡ أي خارطة طريق هدفها الانقضاض على شرعية أول رئيس ديمقراطي منتخب من قبل الشعب . إن المشهد الماثل أمامنا على الفضائيات يشير إلى احتمال انزلاق مصر إلى العنف الدموي ¡ ذلك لأن كل طرف يقوم بحشد أنصاره ومؤيديه بشكل ضخم لم يسبق له مثيل في كل الميادين ¡ بحيث يريد هذا الفريق أو ذاك أن يثبت للآخر انه على حق وأن الشرعية معه ¡ يغذي هذا الانطباع انتشار الأسلحة¡ والكشف عن مليشيات¡ وكذا تصاعد الحرب الإعلامية النفسية¡ والاتهامات المتبادلة التي حولت ميادين الاحتشاد بين ثوار وفلول وعلمانيين ودينيين . ومع انسداد الأفق أمام أي مبادرة سياسية ¡ يبقى المشهد المصري تحت وطأة العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام ..منها هل ستفضي الساعات القادمة عن صفقة ما بين مؤسسات الرئاسة والمعارضة¡ لتبقي على مرسي كرئيس شرفي !¿ أم سيمضي الجيش إلى إعلان خارطة للمستقبل¡ وتتضمن بين إجراءات مختلفة: تشكيل مجلس رئاسة مؤقت¡ وحل مجلس الشورى ¡ ووقف العمل بالدستور¡ وصياغة دستور جديد¡ ثم انتخابات عامة¡ وفقا◌ٍ لأنباء راجت حول هذا الموضوع طوال أمس¿ وفي هذه الحالة هل يقبل “الأخوان” بحل كهذا الكثير من المحللين يرون أنه لا يمكن التسليم بهذه الخارطة لأن ” الأخوان” يرون في ذلك عودة إلى الماضي الأليم¡ ما يعني أن التطورات تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات .. والساعات القادمة ستجيب على أكبر الأسئلة التي تحوم بحاضر ومستقبل “أم الدنيا” .