الرئيسية - عربي ودولي - الأزمة المصرية تدخل منعطفا◌ٍ خطيرا◌ٍ بعد أحداث دار الحرس الجمهوري
الأزمة المصرية تدخل منعطفا◌ٍ خطيرا◌ٍ بعد أحداث دار الحرس الجمهوري
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

– صدم الشارع المصري بما حدث أمس من عنف وقتل أمام دار الحرس الجمهوري بالقاهرة وراح ضحيته نحو 51 قتيلاٍ وأكثر من 450 جريحاٍ من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وأفراد من الجيش والشرطة. وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بما حدث فبينما قال الإخوان أن قوات الجيش والشرطة هاجمتهم عند الفجر وهم في وضع الصلاة وأطلق الرصاص عليهم من الخلف مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.. اتهم بيانان للجيش والشرطة جماعات مسلحة بمهاجمة دار الحرس الجمهوري ومحاولة اقتحامه. ونفى الجيش أن يكون قد أطلق النار على المتظاهرين . ويبدو أن حادث الأمس قد حرك الجمود الحاصل على صعيد جهود تطويق الأزمة السياسية في مصر حيث انطلقت دعوات ملحة للحوار ونبذ العنف سواء من قادة جبهة الانقاذ أو من قادة التيارات الإسلامية القريبة من الإخوان وفي مقدمتهم حزب النور السلفي وشخصيات مستقلة عديدة وعلماء ومفكرون.. فقد طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب بضرورة التسريع بإجراء تحقيق عادل وشفاف ومساءلة الجانب المتسبب في الحادث المؤسف وأعلن اعتكافه تعبيراٍ عن حزنه لما حدث أمس وعن استمرار الأزمة السياسية. وكان الدكتور محمد البرادعي من جبهة الانقاذ قد أطلق نفس الدعوة بالتحقيق الفوري والنزيه مندداٍ بالعنف من أي طرف كان وحذر حزب النور من خطورة الوضع الراهن في مصر ودعا الجميع إلى الحوار وتقديم التنازلات لتطويق الأزمة وأعلن انسحابه من المشاركة في استحقاقات خارطة المستقبل. وأثرت أعمال العنف التي حدثت على جهود تشكيل الحكومة الانتقالية فأعلن مصدر برئاسة الجمهورية المصرية توقف المشاورات حول تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها. وكان الرئيس المصري المؤقت قد أمر في وقت سابق أمس بتشكيل لجنة تحقيق قضائية في الأحداث المؤسفة التي حدثت فجر أمس ووعد بإعلان النتائج للشعب ومحاسبة المتسببين من أي طرف كان. ومن جانبه دعا البابا تواضروس الثاني إلى ضبط النفس ونبذ العنف واللجوء إلى الحوار كبديل أمثل لتجاوز الأزمة.. وألغى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية مساء الأربعاء بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها مصر وطالب البابا الأقباط بأن يخصص وقت المحاضرة للصلاة من أجل مصر وسلامها. من جانبه قال الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي إن «العنف هو سلوك بشري رفضته جميع الأديان التي دعت إلى المحبة والتسامح والإخاء قد يرى البعض أن نتائج الطرق السلمية غير مرضية ولكن بكل تأكيد العنف لن يؤدي إلى أي نتائج مقبولة وحينما يتسلل العنف إلى مشروع التغيير سواء بفعل قوى التغيير أو قوى خارجها فيمكن التطوير من خلال ورش عمل». وأضاف أن «مجتمعنا يعتمد التظاهرات كوسيلة أساسية للضغط السياسي يمكن أن تتطور فيه تلك الوسيلة حتى تصبح وسيلة احترافية لا وسيلة هواة والحاجة إلى التجديد يدق ناقوسه العنف المنظم بغض النظر عمن وراءه فالخصوم السياسيون لن ينتهوا وتسلل العنف إلى مشهد التغيير يدق أجراس وجوب الانتقال إلى العمل المدروس المتطور». وأثرت الأزمة الجارية على حركة الملاحة في مطار القاهرة فقد شهد المطار الأحد انخفاضا شديدا في حجم حركة الركاب بسبب تداعيات الوضع في مصر بينما لم تشهد صالة كبار الزوار أي إخطارات لسفر أو وصول أي شخصيات أو مسؤولين مصريين أو أجانب. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إن حركة الركاب على معظم الطائرات شهدت انخفاضا في عدد الركاب القادمين والمغادرين إلى الخارج حيث تراوحت نسبة الإشغال على الطائرات ما بين 55 و70% بينما لم تشهد صالة كبار الزوار أي إخطارات لدخول كبار المسؤولين والشخصيات من خلالها. وحسب المصادر ألغى نائب وزير خارجية إيطاليا زيارة لمصر كانت مقررة الأسبوع الحالي بسبب تداعيات الوضع في مصر. وقالت المصادر: إن رحلات العمرة الخاصة بسفر ووصول المعتمرين أنقذت الوضع في المطار حيث تشهد حاليا كثافة كبيرة في حجم حركة الركاب على عدد من رحلات الطيران المصرية والعربية قبل أيام من شهر رمضان المبارك. > وعلى صعيد ردود الفعل الخارجية أدان الاتحاد الأوروبي أعمال العنف الدامية التي تشهدها مصر. وصرح المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون في لقاء صحافي “نواصل التحاور مع شركائنا المصريين” و”ليس مقررا تعديل مساعداتنا” لهذا البلد. وتابع المتحدث مايكل مان “هذا قد يحدث” لكن “حاليا سنواصل تقديم المساعدة لإقامة الديموقراطية”. وأضاف “إننا ندرس بشكل متواصل مساعدتنا لمصر ويمكن ان نغير موقفنا تمشيا مع تطورات الوضع الميداني”. وأوضح المتحدث أن الاتحاد الاوروبي لا يقدم مساعدات لميزانية الدولة المصرية بسبب عدم تطور الاصلاحات لكنه يساعد المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. وكان الاتحاد الاوروبي قرر تقديم حوالى خمسة مليارات يورو على شكل قروض وهبات لفترة 2012-2013م. ودافع مان عن مفهوم زيادة المساعدة مع احراز تقدم نحو الديموقراطية. وأعرب عن “القلق الكبير” لدى الاتحاد الاوروبي بعد أعمال العنف الدامية صباح أمس. وقال “ندين العنف ونأسف له ونطالب بمتابعة العملية السياسية بشكل سلمي”. من جانبها طالبت الولايات المتحدة أطراف الأزمة في مصر بضبط النفس واللجوء للحوار وعدم الانجرار إلى مزيد من العنف.